أمينة عوض:
هل تبدأ إفطارك في رمضان على صوت المدفع؟ اذا كان الجواب نعم أم لا·· هل تساءلت عن حكاية هذا المدفع؟
إنها عادة مضت عليها عدة قرون، وكثرت حولها القصص والأساطير· وأول ما انتشرت حكاية المدفع الرمضاني في مصر، التي من الأرجح أنها هي من نقلت هذه العادة إلى بقية أنحاء الوطن العربي· فمنذ مايقارب 500 عام وهذا التقليد سائد في العالم الاسلامي· إلا أن هذا التاريخ ليس مقياساً حقيقاً لهذا التقليد السائد في شهر رمضان، فالعديد من المؤرخين يختلفون في حقيقة وتاريخ المدفع الرمضاني· فمنهم من يرى أن هذا التقليد ظهر خلال حكم محمد علي الكبير· ويقال ان والي مصر محمد علي الكبير اشترى عدداً من المدافع الحربية ضمن خطة لبناء جيش مصري قوي· وفي احد أيام رمضان كانت تجري تجربة لهذه المدافع· فانطلق صوت المدفع بالتزامن مع صوت أذان المغرب في حي قديم في جنوب القاهرة· فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد واعتادوا عليه حتى أنهم طلبوا من الحاكم أن يستمر خلال شهر رمضان· ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا لم تتوقف هذه الظاهرة إلا خلال فترات الحروب العالمية· أما الرواية الأخرى فارتبطت باسم ''الحاجة فاطمة'' حيث كانت مصر تحت حكم والي عثماني يدعى ''خوشقدم'' وكان جنوده يقومون باختيار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختيار تم أيضاً وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار· ولكن عندما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك، ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي تدعى ''الحاجة فاطمة'' التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الاهلي اسم ''الحاجة فاطمة على المدفع''، واستمر هذا حتى الآن؛ إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حالياً بنفس الاسم· وهناك العديد من القصص والاساطير إلا أن هاتين الروايتين هما الأكثر شيوعاً·
عدد اليوم
