دبي - سامي عبدالرؤوف:
رأت أن ترد شيئاً يسيراً من محاسن صنع جيل الرواد ومؤسسي الدولة، وان تظهر جميل عطاياهم التي عمت القاصي والداني ونال منها القريب والغريب·· أرادت ان تحيي مآثر أعمالهم التي يزخر بها التاريخ ويستعصي على العالم نسيانها أو على ذاكرة المجد فقدانها، فتبنت فكرة جديدة وعملاً مفيداً يدوم أثره ويعلو ذكره ويعيد للحياة من فقدناه لتحكي للكون قصة نجاح وبناء حضارة قل مثيلها وعظم ذكرها·
انه دعاء الغفران الذي تفتتح به جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كل يوم فعالياتها قبل اختبار متسابقي الدول العربية والإسلامية والجاليات الإسلامية·
الفيلم يمزج بين الدعاء بالمغفرة والحديث عن الأعمال الخالدة التي قدمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ''طيب الله ثراهما'' والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ''رحمه الله''·· ثم بعد ذلك يتم الحديث عن خير خلف لخير سلف من خلال الدعاء المصحوب باستعراض لبعض أعمال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''حفظه'' الله''·
وفي مشهد نادر يخيم الصمت على المكان والكل يرى ويدعو لهذا الغرس الطيب·· ترى الشباب والشياب يتدبرون في التأمين على ذلك الدعاء، فالجميع يحرص على القدوم مبكراً إلى قاعة غرفة تجارة وصناعة دبي لحضور الدعاء قبل ان تبدأ المسابقة الدولية·
اللافت للنظر أيضا ان جميع المحاضرين في البرنامج الثقافي لجائزة دبي للقرآن الكريم يذكرون فقيد الوطن ويترحمون عليه، يستوي في ذلك من يعرفه ومن لا يعرفه من العلماء والمفكرين·· لكن الجميع يؤكدون ان السماع والثناء على مآثر الوالد الراحل التي تغنى به اقوام وشعوب كثيرة أجل الأعمال· سعادة المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة لجائزة القرآن، أكد أن الدعاء بالمغفرة والثواب لمؤسسي الدولة الراحلين، وبالرشد والرشاد لرئيس الدولة ونائبه، هو اقل ما يمكن ان نعبر به عن عظيم امتناننا للدور الريادي الذي قام به الجميع في صناعة نهضة هذا المجتمع الذي أصبح نموذجا يحتذى به، مشيرا إلى ان جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم فرصة طيبة لتعريف الناشئة والشباب في العالم العربي والإسلامي والغربي بمآثر قادة الدولة وروادها الذين بنوا ذلك الصرح الكبير في مدة قصيرة من الزمن·
وذكر بوملحة ان الجائزة تضم ممثلين عن 80 دولة عربية واسلامية وجالية اسلامية، وجميعهم يشاهدون بعض الانجازات التي قام بها قادة الدولة، ويدعون للجميع بالمغفرة والسداد واستمرار البناء والتقدم، مؤكدا ان هذا العمل أجمل ما يمكن ان نفعله في تلك الايام الطيبة المباركة من شهر رمضان، وخاصة بين حفظة كتاب الله والعلماء·
وأشار بوملحة إلى أن شهر رمضان المبارك تمر علينا فيه ذكرى رحيل الوالد والقائد وباني نهضة الإمارات الحديثة، ولمرور هذه الذكرى ورغبة في رد شيء من الجميل نحو الفقيد الكبير تبنت الجائزة فكرة إهداء هذا الدعاء كل يوم لروحه الطاهرة·
وذكر رئيس اللجنة المنظمة لجائزة القرآن الكريم ان الجائزة تقوم يوميا ببث فيلم وثائقي يحكي جزء كبير منه عن سيرة ومسيرة هذا الرجل الفذ الذي نجح في ان يحول الصحراء إلى جنة فيحاء وحضارة زاهرة تجسد الإصرار والعزيمة على خدمة الشعب وتحقيق الرفاهية والتقدم للمواطنين، مشيراً إلى أن الفيلم يعرض كذلك اهتمام الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بقضايا العرب والمسلمين التي كان يساندها في كل محفل ويقف بجوارها في كل وقت وحين، ثم يستمر الحديث عن المؤسسين حتى النهضة الحديثة التي تتحقق في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ''حفظه الله''·
عدد اليوم
