السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى المـــذل

13 أكتوبر 2006 01:29
أحمد مراد: ''المذل'' هو الذي أذل اعداءه بحرمان معرفته وارتكاب المعصية ثم نقلهم الى دار عقوبتهم واهانهم بطردهم واذا اراد الله اذلال عبد ربطه بشهواته يقول د محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس-: المذل اسم من اسماء الله الحسنى نصت عليه السنة النبوية كما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ''قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير'' هذه الآية جاءت تنبيها للعباد بأن الله هو المعز وهو المذل فمن اعزه الله جعله عزيزا اي له العزة والقوة والغلبة ومن اذله الله ضرب عليه الذلة والخزي وجعله ضعيفا بين خلقه تعالى ولقد ضرب الله الذلة والمسكنة والخزي على الذين يعرضون عن آيات ربهم مستكبرين فقال جل شأنه يصف حالهم بقوله الكريم: ''خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة'' وقال ايضا: ''والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما'' وقال عز وجل: ''ولو انا اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى''، ولكن الله ارسل اليهم رسله مبشرين ومنذرين فاذا هم قد ''جعلوا اصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا'' فحقت عليهم كلمة العذاب ''فاذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون''، فهذا هو معنى الذل فهو خزي في الدنيا وعذاب في الاخرة، فالمذل -عز وجل- هو الذي يذل الكافرين بصولة الحق، ويذل الجبارين بتسليط الامراض وما من ظالم أو جبار إلا واذله الله بشيء ويضيف د داود: وما من انسان مد عينيه الى الخلق حتى احتاج اليهم وسُلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية، واستدرجه الشيطان بمكره حتى اغتر بنفسه، وبقي في ظلمة الجهل فقد ذله الله وسلبه، وذلك صنع الله تعالى يفعل ما يشاء حيث شاء فيعز من يشاء ويذل من يشاء وهذا الذليل هو الذي يُخاطب بقوله تعالى: ''لكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور'' ويوضح د داود ان شر المصائب ان يكون العبد ذليلا لشهوته، فتذله امرأة وتتصرف بعقله وهي قاصرة فيضيع دينه واشر من ذلك ان يسلط الله الكفار على المسلمين فيذلوهم وذلك بسبب عصيانهم لله وتكبرهم على الشريعة وقد ورد في الحديث الصحيح ما معناه ''مازلتم منصورين على اعدائكم ما دمتم متمسكين بسنتي فإن خالفتم السُنة سلط الله عليكم من يخوفكم فلا ينزع خوفه من قلوبكم حتى تعودوا لسنتي''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©