الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من فقه الدين والدنيا ... مناهج الدعوة بين الأصالة والمعاصرة

13 أكتوبر 2006 01:30
أحمد محمود: تغيير الوضع الراهن للمسلمين بطريق سلمي لم يتفق القائلون به على منهج واحد وأشار الشيخ عطية صقر -رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا- الى ان اصحاب الرؤية في التغيير السلمي فريقان الاول يتجه اتجاها سياسيا ويريد اصلاح المجتمع عن طريق اصلاح القمة والادارة ونظام الحكم عن طريق تحكيم الدستور الاسلامي ويرى ان الحكام هم أساس الفساد وان الاصلاح يبدأ بهم ويقول الشيخ عطية صقر ان اصحاب هذه الرؤية منقسمون على أنفسهم في التشريع المأخوذ من القرآن والسنة واجتهادات الأولين فبعضهم يميل الى ما يسمى الاصالة أي الأخذ بالمنهج القديم في التشريع لأنه الاصل الذي بنيت على اساسه الدولة الاسلامية الاولى بحضارتها وعظمتها المثالية وبعضهم يميل الى ما يسمى المعاصرة في التشريع ويحاول التوفيق بين النصوص ومتغيرات العصر بحكم أن الدين صالح للتطبيق في كل زمان ومكان وهؤلاء يميلون الى تطويع النص والتأثر بمذهب المعتزلة والعقليين والمدينة الحديثة والفريق الثاني لا يهتم بالجانب السياسي بل يريد الاصلاح عن طريق القاعدة وهذا الفريق يركز على بعض المسائل لإصلاح العقائد وتصحيح العبادة وتقويم السلوك وان الجميع عندهم سواء فكل مسلم أيا كان مركزه في المجتمع مطالب بقمة العقيدة والعبادة والسلوك ومن أجل ذلك تكونت جمعيات لكل منها اهتمام خاص بناحية من نواحي الاصلاح فمنها ما يهتم بتجرد التوحيد لله ورفض مظاهر الشرك كالحلف بغير الله والتوسل بالاولياء والتبرك بالاضرحة وعدم وصف أحد بالسيادة حتى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من يهتم بفروع الشريعة وبخاصة السنن والمندوبات كإعفاء اللحية واحفاء الشارب وتقصير الملابس وأضاف الشيخ عطية صقر ان من هؤلاء من كون جمعية أو تشكيلا ايا كان اسمه من أجل الدعوة الى استعمال السواك والخلال من اجل نظافة الاسنان وقد يمتد اتجاه هذه النوعية على اختلاف مجالات نشاطها الى تشكيلات بأسماء واهتمامات أخرى يرون فيها امتصاصا للنقمة على الوضع المتردي للامة الاسلامية بالقدر الذي يستطيعون به التنفيس عن سخطهم ويقول اننا لا نعارض هؤلاء ولا هؤلاء ونؤكد وجوب تصحيح العقيدة والحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لا نوافق على وقوفهم عند هذا الحد من الاهتمام بالدين فهناك مسائل اخرى تستدعي الاهتمام الكبير في الوقت الحاضر كما لا نوافق على الافراط الذي قد يتطور الى فوران ينتج آثارا ضارة وفرض هذا السلوك بوسيلة أو بأخرى على الآخرين أو الحكم على المخالف بالفسق أو الكفر الأمر الذي يؤدي الى بعثرة الجهود وضياع الاموال وتفريق الصفوف والانشغال عن القضايا الضاغطة وبخاصة اذا كانت هناك أيد خفية تحرك وتمول سواء من الاعداء أو من المسلمين انفسهم ويشير الشيخ عطية صقر الى ان بعض الذين ينادون بالاهتمام بالقضايا المعاصرة يشتطون في هذا الاتجاه بما يقرب من قطع العلاقة بالماضي وعدم الاهتمام بالقضايا التاريخية الاولى التي خلقتها الظروف وألفت فيها كتب تدرس باهتمام في الاوساط العلمية واكثر المشكلات المعاصرة لها جذور تاريخية وهي انبعاث جديد لقضايا العصور السابقة ومن أجل التمكن من معالجة الحديث ينبغي الاطلاع على علاج القديم للافادة منه لا لمجرد الترف الذهني فالوقت في ظروفنا الحاضرة لا يتسع لذلك وقال إن التغيير السلمي يحتاج الى اعداد طويل واذا نجح بقي اثره مدة طويلة على عكس التغيير الثوري المتعجل الذي لا دوام له ولا استقرار في غالب الاحيان الى جانب ان التغيير المتعجل في ظل الاوضاع الحاضرة يكون عملا غير دستوري وكل تغيير غير دستوري سيلقى مقاومة عنيفة واذا فشل كانت خسارته فادحة فلابد من التصرف الحكيم في حدود هذه الدساتير وكل ذلك يحتاج الى حكمة كبيرة في الدعوة أما التغيير السلمي فيمكن أن يكون عند الفهم الدقيق تغييرا دستوريا نابعا من ارادة الأمة بعد الاعداد السليم لذلك وفق شريعة الاسلام الداعية الي تحقيق العدالة والمساواة والحرية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©