فتـــاوى

التكسب في العشر الأواخر فرض للمحتاج إليه ؟ هل ترك التكسب في العشر الأواخر من شهر رمضان لأجل العبادة أفضل مهما كانت حاجة الإنسان؟ ؟؟ يجيب عنه علماء لجنة الفتوى بالأزهر: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الاكتساب فرض للمحتاج إليه بقدر ما لابد منه، وأخرج أحمد في سنده عن وهب بن جابر قال: شهدت عبدالله بن عمرو في بيت المقدس وأتاه مولى له فقال: إني أريد أن أقيم هذا الشهر ههنا -يعني رمضان- قال له عبدالله: هل تركت لأهلك ما يقوتهم؟·· قال: لا· قال: أما لا·· فارجع فدع لهم ما يقوتهم، فإني سمعت رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' يقول: ''كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت''· أما إذا ملك الإنسان ما يكفي حاجته في رمضان ولم تتوقف حاجة العمل عليه، كان الأفضل في حقه التفرغ للعبادة طلباً للفضل في هذا الشهر، ومن القواعد الفقهية التي يجب العلم بها ومراعاتها أنه ''إذا تزاحمت المصالح قدم أعلاها''··· تصفيد الشياطين·· عدم تسلطها على من يصومون صوما صحيحاً كاملاً ؟ جاء في بعض الأحاديث أن الشياطين تصفد في رمضان، فكيف يتفق هذا مع وقوع جرائم كثيرة في رمضان من الصائمين وغير الصائمين؟ ؟؟ يجيب عنه علماء لجنة الفتوى بالأزهر: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال: ''إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين''·· وروى ابن خزيمة في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: ''إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن''· والواقع يشهد بأن المعاصي لا تزال ترتكب في رمضان وغير رمضان، ومن أجل التوفيق بين الحديث الثابت والواقع المشاهد، قال الشراح: إن المراد بتقييد الشياطين في رمضان عدم تسلطها على من يصومون صوما صحيحا كاملا، روعيت فيه كل الآداب التي منها عفة اللسان والنظر والجوارح كلها عن المعصية، استجابة للحديث الذي رواه البخاري ''من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' أو المراد بالشياطين التي تصفد المردة والجبابرة منهم كما في رواية ابن خزيمة، أما غيرهم فلا يقيدون ولذلك تقع من الناس بعض المعاصي·· أو المراد أن الشياطين كلها تغل بمعنى يضعف نشاطها ولا تكون بالقوة التي عليها بدون أغلال وقيود· أو المراد: أن المعاصي التي تكون بسبب الشياطين تمنع، ولكن تقع المعاصي التي يكون سبها النفوس الخبيثة الأمارة بالسوء، أو العادات القبيحة، أو شياطين الإنس· الوشم·· حرام ؟ كثرت في الفترة الأخيرة موضة جديدة بين الشباب والفتيات، وهي الرسم على الجسد لأشكال من الزواحف والطيور والحيوانات بما يعرف بالوشم فما حكمه؟ ؟؟ الوشم معناه أن يغرز العضو بإبرة حتى يسيل الدم، ثم يحشى موضع الغرز بالكحل والمداد وما أشبه فيخضر أو يزرق المكان· وقد اتفقت كلمة الفقهاء على تحريم الوشم سواء على الفاعل أو المفعول به للرجل والمرأة على السواء، ومستندهم في هذا أخبار صحيحة منها: ''لعن الله تعالى النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن''·· رواه مسلم وقال العلماء ان الوشم فيه تدليس وتغيير لخلق الله تعالى·· وذهب جمهور الفقهاء إلى إزالة الوشم لما سلف ذكره، ولأن موضع الوشم نجس والصلاة لا تصح من حامل النجاسة بحيث لا يتكلف إلى إزالته بما فيه قطع عضو أو حرقه أو تشويهه، لأن المفسدة لا تعالج بمفسدة أكبر منها، ودليله ما روي أن أسماء بنت عيسى ''رضي الله عنها'' كانت موشومة اليدين ورؤيت وهي تدفع عن أبي بكر رضي الله عنه الهواء -أي تحركه- لتخفيف الحرارة·