الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إثيوبيا تتضور جوعاً .. لكن ببطء

13 أغسطس 2011 01:34
ترتبط كلمة “ جفاف” بصور أرض ظمآنة وسهول جرداء، وهو الموقف الذي تواجهه الدول الأفريقية الساحلية المسطحة مثل الصومال وجيبوتي حالياً. هناك نوع آخر مختلف من الجفاف-الجفاف الأخضر-وهو موجود في الأراضي العليا من إثيوبيا، هو الآخر يتسبب في نقص المؤن الغذائية والمجاعة، لكنه لايبدو واضحاً للوهلة الأولى. منطقة دوبا شرقي إثيوبيا، تبدو مزدهرة لكن سكانها لا يجدون حصاداً، هذا هو ما يسميه الخبراء “الجفاف الأخضر”. ويقول ميليس أووكي من برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية في أديس أبابا:” كل شيء يبدو أخضر..لكن لا يوجد شيء يصلح للاستهلاك الآدمي”. ما ينمو بشكل أساسي هناك هو النباتات شديدة الاحتمال التي لا تحتاج سوى قليل من الماء، مثل الحشائش وأشجار الطلح- الأكاسيا-ذات الأشواك، والأشجار النفضية-التي تسقط أوراقها بين الفصول-والصبار والأحراش والشجيرات.ويقول أووكي “لكن الناس لا تأكل الأشجار”. لا شيء صالح للأكل ينمو هنا لأن مزارعي إثيوبيا أنهكوا أراضيهم بالاستغلال الجائر لفترات طويلة للغاية. طوال عقود كان الفلاحون يزرعون نوعاً واحداً من المحاصيل، ما استنزف المواد العضوية المغذية من التربة وأدى في النهاية إلى تآكل الرقعة الزراعية، بعد أن اختفت طبقات التربة الخصبة. “إذا لم تعط الأرض فرصة للراحة والتجدد .. تقول التربة في مرحلة ما ..كفى”. والذرة البيضاء هي المحاصيل الأساسية في دوبا. والاعتماد على زراعة الذرة وحدها على سبيل الخصوص يضعف خصوبة التربة، كما أنه يؤثر على احتمالات زراعة بدائل وفرص التنوع البيولوجي. آثار التغير المناخي حاضرة أيضاً، ومن ثم فإن تلك العوامل مجتمعة تكون كارثية في الأعوام التي يقل فيها هطول الأمطار كعامنا هذا. ويقول أحمد بكير مزارع في الأربعين من عمره وأب لطفل في الثامنة، وهو يتطلع للحقول والتلال التي تغطيها الأحراش الكثيفة :” محصولي من الذرة أصابة التلف تماما”. كل شيء يبدو أخضر اللون لكنها خضرة زائفة، وفيما كان بكير يتحدث بدأت السماء تمطر. ويقول خبير برنامج الأغذية العالمي ميكونين تكليب مشيراً إلى محصول الذرة “الجفاف لا يعني أنها لا تمطر مطلقاً..بل يهطل المطر، إما متأخراً للغاية أو مبكراً للغاية أو أن يهطل في مواعيد غير منتظمة..(ومن ثم) لا تنمو الحبوب بالشكل المناسب..إنها صغيرة للغاية وملتوية لذا يضيع المحصول”. هطول المطر بنمط غير مختلف هذا العام في المنطقة التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1600 متر، وهو ما أدى إلى أسوأ موجة جفاف يشهدها القرن الأفريقي منذ ستين عاماً. وويقول تكليب”موسم المطر القصير الذي نطلق عليه اسم ميهير والذي من المفترض أن يبدأ في مارس لم يبدأ حتى مايو”..بينما بدأ موسم المطر الطويل أو بيلج، منتصف يوليو بدلًا من أوائل يونيو”. ويقول بكيري، إن سوء التغذية أصبح مشكلة تعانيها قريته بالفعل نتيجة لذلك، وأضاف أن منظمات الإغاثة الدولية وزعت أغذية بالفعل لكن بكميات غير كافية. فاقم الانفجار السكاني من ضراوة المشكلة، مع تزايد الأفواه الجائعة التي يجب سدها. الموت جوعاً لم يهدد هذه البقعة من إثيوبيا بعد، ذلك أن السكان يمكنهم الحصول على الطعام من المناطق المجاورة التي تحظى بمحاصيل أوفر. لكن الموقف قد يصبح منذراً-كما هو الحال في الصومال-إذا ما امتدت يد الجفاف لتنال من مساحات واسعة من أراضي البلاد في وقت واحد. ساعتها لن يكون أمام السكان بديلا سوى النزوح والعيش في مراكز الإيواء بحثاً عن مساعدات غذائية عاجلة.
المصدر: دوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©