الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجمهوريون» وتحديات ما بعد فوز «النصفية»

9 نوفمبر 2010 20:44
بعد أن انتهت انتخابات التجديد النصفي بفوز الجمهوريين فإن ما يريده الأميركيون من قادتهم، بصفة عامة، هو أن يعودوا إلى العمل بأسرع ما يمكن. والحكومة التي يريدها الأميركيون الآن حكومة أكثر بساطة، وأكثر فعالية، وأكثر استعداداً للمساءلة؛ حكومة تضطلع بحجم أقل من الأعمال، ولكنها تؤديه بشكل أفضل؛ تنفذ ما هو ضروري وتتجنب غير اللازم. وقد شهدنا من قبل دورتين انتخابيتين وعد الفائزون فيهما بأكثر مما يجب، وأنجزوا أقل مما ينبغي، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل آن الأوان لواشنطن المنقسمة الآن، أن تتعلم كيف تحكم على نحو أكثر فعالية في أوقات الأزمات؟ بداية أود توجيه تحذير للحزبين الكبيرين معاً. فالجمهوريون يجب أن يدركوا أن الناخبين قد منحوهم مهلة لالتقاط الأنفاس، وليس تصديقاً على سياساتهم. ففي استطلاع للرأي أجرته مؤسستنا الأسبوع الماضي وافقت غالبية المستطلعة آراؤهم على هذا الرأي بنسبة اثنين إلى واحد، وهو ما يعني أن الفوز الذي حققوه ليس بالمناسبة التي ينبغي للحزب الاحتفال بها. أما الديمقراطيون فعليهم أن يستوعبوا أن الهزيمة التي منوا بها لا ترجع إلى ضعف كفاءة المرشحين الذين خاضوا الانتخابات، ولا إلى قصور عملية الاتصال والتواصل لديهم، وإنما ترجع في المقام الأول إلى الفلسفة التي يؤمنون بها. ففي الاستطلاع المشار إليه، وافق اثنان من كل ثلاثة استطلعت آراؤهم على الرأي القائل إن الرئيس أوباما قد فشل في تحقيق "الأمل والتغيير" اللذين كان قد وعد بهما في حملته الانتخابية، كما وافقوا بنفس النسبة تقريباً على مقولة "إن الديمقراطيين قد اختاروا الأولويات الخطأ في وقت الأزمة". والحقيقة الساطعة الآن بعد انتخابات التجديد النصفي هي: "إذا ما فشل الجمهوريون في الوفاء بتعهداتهم فإن أمرهم سيكون قد انتهى... وإذا ما استمر الديمقراطيون في القيام بما يقومون به، وبالطريقة ذاتها، فسيكون أمرهم أيضاً قد انتهى كذلك". والحزبان يتعهدان بتحقيق إرادة الناس، ولكن الناس لا يريدون وعوداً، وإنما يريدون أولويات جديدة: أولوياتهم هم التي يجب على الساسة من الحزبين مراعاتها؛ وليس أولويات أولئك الساسة التي يحددونها وفقاً لمصالحهم الذاتية. وعلى مدى العامين الماضيين أجريت العديد من الأبحاث والاستطلاعات التي شملت آلاف الأميركيين. وكانت الشكوى الأساسية بشأن الحكومات أنها لا تخضع للمساءلة؛ أو الشكوى الأساسية من واشنطن الرسمية هي أن حجم الحكومة قد نما بأكثر مما ينبغي، وأن ذلك قد جعلها تخرج عن نطاق السيطرة بأكثر مما ينبغي أيضاً، وجعلها بالتالي عاجزة عن إنجاز أبسط الأشياء، التي يفترض عليها إنجازها. وأجندة الأميركيين أبسط من كل هذا، ويمكن تبيانها على النحو التالي: إنهم يريدون من الحكومة أن تتخذ السياسات الكفيلة بتحفيز عملية خلق الوظائف، والتخفيف من حدة البطالة، على ألا يكون ذلك من خلال إثقال كاهل باقي الأميركيين بالمزيد من الضرائب. وهم يريدون من واشنطن كذلك أن تعمل على ضبط الميزانية والتخفيف من النفوذ المتزايد للحكومة على الحياة اليومية. ويريدون أيضاً من الحكومة أن تشجع النجاح، وأن تسمح بهامش للفشل، وأن تعاقب الذين يخرجون على القانون، ثم تخرج من الساحة بعد ذلك. والأميركيون، ومن واقع المسوحات واستطلاعات الرأي التي أجريناها يبدون دعماً واضحاً للأفكار الخمس التالية: الأولى: العمل على ضبط الميزانية بأسرع وقت ممكن. والثانية: إلغاء جميع المخصصات المالية إلى أن يتم ضبط الميزانية أولاً. والثالثة: إبقاء الضرائب منخفضة وتفعيل الإصلاح الضريبي. والرابعة: خلق قوة واجب مزودة بالصلاحيات اللازمة لإجراء عملية تشريح دقيقة ومراجعة تفصيلية على برامج الوكالات الفيدرالية، بهدف إنهاء الهدر، والفاقد، والإسراف، وتقليص البيروقراطية والروتين الحكومي. وأخيراً الخامسة: مبادرة الكونجرس بتوفير تفويض دستوري واضح لكل مشروع قانون يتم تمريره. لقد وجدنا من خلال استطلاعات الرأي أن كل فكرة من تلك الأفكار قد حظيت بموافقة ما لا يقل عن ستين في المئة من المستطلعة آراؤهم على الأقل. ومعنى ذلك أن كل من يوافق على هذه الأفكار سيكون ضمن التيار العام من الأميركيين، كما أن الموافقة عليها تعني الموافقة أيضاً على توجهات "حزب الشاي". فهذه الأفكار مستمدة مباشرة من وثيقة "عقد مع أميركا" المدعومة من قبل "حزب الشاي"، ومن مجموعة" فريدوم وركس" وهي مجموعة حقوقية محافظة. وهذه الأجندة السائدة مدعومة أيضاً ليس من قبل المحافظين فحسب، ولكن من قبل الناخبين غير المسيسين وغير المؤدلجين في "الوسط" السياسي. و"حزب الشاي" ليس مجرد تحالف هامشي مقصي عن التيار الرئيسي من الأميركيين، كما أنه ليس كما كتبت "واشطن بوست" مؤخراً "مجموعة مشتتة مرتبطة على نحو غريب، وليس لديها شيء يذكر يمكنها من الاندماج في العملية السياسية". ينبغي ألا ننسى أن هذه المجموعة هي من قدم الأفكار التي جعلت الناخبين المستقلين يتحولون من دعم الديمقراطيين بفارق عشرين نقطة في انتخابات عام 2006 إلى دعم الجمهوريين بفارق 15 نقطة يوم الثلاثاء الماضي، وأن نعرف أنها مجموعة ستستمر في الضغط على الحكومة من أجل التغيير إلى أن تغير الحكومةُ نفسَها في نهاية المطاف بالفعل. هذا هو شكل السياسة الأميركية في عالم اليوم: عندما ينقسم المحافظون، وتنخفض روحهم المعنوية فإن الديمقراطيين يفوزون... ولكن عندما يتحدون فإنهم يسيطرون على المشهد السياسي. فرانك لانتز مدير مؤسسة لاستطلاعات الرأي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©