الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا و«تمديد» المهمة الأفغانية

9 نوفمبر 2010 20:45
تحاول الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إقناع كندا، التي تزمع سحب قواتها من أفغانستان العام المقبل، بترك جزء من هذه القوة يقدر عدده بالمئات للعمل كمدربين لقوات الأمن الأفغانية. وبناء قوات الأمن الأفغانية، كما هو معروف، يعد جزءاً مهمّاً للغاية من خطط أوباما للبدء في سحب متدرج لقوات بلاده من أفغانستان بحلول الصيف المقبل. وفي الوقت الذي تحدث فيه قادة دول التحالف عن تحقيق تقدم ملحوظ في الآونة الأخيرة في عملية تجنيد قوات الأمن الأفغانية، وفي قدرات هذه القوات وإمكانياتها، إلا أن الأمر الملاحظ عموماً هو أن الدول الأعضاء في حلف "الناتو" ممن لها قوات في أفغانستان، غالباً ما تقصر في الوفاء بالتزاماتها بتقديم المزيد من المدربين. ويريد "الناتو" تأمين التزامات تدريبية كافية من الدول الأعضاء فيه، قبل قمته التي ستعقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في موعد لاحق من الشهر الحالي. والقوة الكندية البالغ عددها 3000 جندي، والتي عملت لمدة طويلة في قندهار والمناطق المحيطة بها في جنوب أفغانستان، فقدت 150 من أفرادها على الأقل، وهو ما يعد أعلى معدل للخسائر البشرية (بالنسبة للحجم الإجمالي للقوة) بين قوات حلف "الناتو" المشاركة في أفغانستان. يشار إلى أن القرار الخاص بالانسحاب التام لتلك القوات من أفغانستان قد صدر عقب تصويت برلماني، وأن حكومة رئيس الوزراء المحافظ "ستيفن هاربر" لم تقل علناً أي شيء يفيد بأنها تبذل أي مسعى لتمديد مهمة القوة في أفغانستان، وهو ما يرجعه المراقبون لحساسية هذا الموضوع من الناحية السياسية في كندا (تماماً كما هو الحال في أوروبا). ويجدر التذكير في هذا السياق أن هولندا قد سحبت قواتها بالفعل، وأن حكومات أوروبية أخرى عديدة تقع في الوقت الراهن تحت ضغوط كبيرة لإجبارها على القيام بشيء مماثل. ولكن الإدارة الأميركية تصر مع ذلك على أن التدريب عنصر أساسي بالنسبة لاستراتيجية الخروج لأنه العنصر الذي سيسمح لها في النهاية بالقول إن مهمتها الشاملة في أفغانستان قد انتهت بنجاح. والمأمول أن توافق كندا في نهاية المطاف على المساهمة بعدد يتراوح ما بين 500 إلى 850 مدرباً حسبما قال أحد المسؤولين العسكريين الأوروبيين على هامش مؤتمر أمنى عقد في "هاليفاكس نوفا سكوتيا" بكندا تحت رعاية "صندوق مارشال الألماني" German Marshal Fund، والحكومة الكندية. وتشير الأنباء إلى أن بعض كبار مسؤولي "الناتو"، بما في ذلك "ميشل فلورنوي" وكيل وزارة الدفاع الأميركية، قد اجتمعوا في جلسات سرية نهاية الأسبوع الماضي، لتذليل كافة العقبات التي تعترض توقيع اتفاقيات خلال القمة المقبلة للحلف. وأكد مسؤول أوروبي شارك في تلك الاجتماعات السرية واشترط عدم نشر اسمه: "لقد قالت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، للكنديين: لا تضيعوا تجربتكم في أفغانستان هباء بالمغادرة قبل اكتمال المهمة". وأضاف هذا المسؤول: "لو وافق الكنديون على البقاء فإن ذلك قد يقنع الهولنديين بعودة بعض قواتهم إلى أفغانستان للعمل كمدربين". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قالت في زيارة لها لأوتاوا في مارس الماضي إن الولايات المتحدة ترغب: "في رؤية بعض أشكال الدعم وقد استمرت" من قبل كندا. ولكن مسؤولاً في الحكومة الكندية أدلى بحديث لصحيفة "تورنتو ستار" الجمعة الماضي قال فيه إن إنهاء الدور القتالي الكندي أمر ليس قابلاً للتفاوض. وعلى رغم أن نسبة موافقة الجمهور الكندي على المهمة الأفغانية تعد منخفضة بشكل واضح إلا أن بعض شخصيات المعارضة أشارت إلى أن الدور التدريبي أو الدور التنموي لتلك القوات ليس بالمسألة غير القابلة للنقاش. وفي غضون ذلك أدلى السيناتور الأميركي جون ماكين ("جمهوري" من ولاية أريزونا) بتصريح، يوم الأحد الماضي، قال فيه إن استراتيجية أوباما في أفغانستان "تظهر علامات على النجاح"، ولكنه أضاف أن تعهد أوباما بالانسحاب قد خلق "مشكلات خطيرة" ليس فقط في أفغانستان، ولكن في الدول المحيطة بها أيضاً وذلك بعد أن أصبحت تلك الدول متحيرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة سترحل أم ستبقى. كارين دو يونج - كندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©