الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطالبات بتفعيل الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة

مطالبات بتفعيل الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة
9 نوفمبر 2010 21:21
أكد خبراء ومسؤولون بقطاع النفط أهمية التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، بما يضمن تحقيق مصلحة الطرفين، موضحين أن تسابق المستهلكين على تأمين احتياجاتهم المستقبلية قد يهدد أمن الطاقة العالمي. وقالوا خلال ندوة “الجغرافيا السياسية للنفط.. الآفاق والتحديات” التي عقدت أمس بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ضمن فعاليات اليوم الثاني بمؤتمر “عصر النفط، التحديات الناشئة” إن تحقيق أمن الطاقة يرتبط بالحوار، للوصول إلى نقاط اتفاق على المستوى الدولي. وقال الدكتور جاسم محمد الخلوفي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بديوان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الندوة، لـ”الاتحاد” إن الفترة الأخيرة شهدت نوعاً من التحدي والسباق المحموم بين الدول المستهلكة للنفط. وشدد الخلوفي على أهمية الوفاق الدولي على أمن الطاقة، والذي يهم المنتجين والمستهلكين، موضحاً أن النفط يتم تصديره من الخليج منذ 40 عاماً دون أية معوقات، وبالتالي فإن دول المنطقة لا ترى وجود أزمات حقيقة من جانبها في ما يتعلق بأمن الطاقة. وأشار الخلوفي إلى أهمية اعتماد سياسة التعاون بين الدول، وليس الصراع فيما يتعلق بأمن الطاقة، مع الأخذ في الاعتبار وجهة نظر الدول المنتجة، لا سيما أن الفترة الأخيرة تشهد تركيز الاهتمام على وجهة نظر الدول المستهلكة فقط. من جانبه، قال الدكتور مايكل كلير أستاذ دراسات السلام والأمن العالمي بكلية هامبشير بالولايات المتحدة الأميركية، إن الولايات المتحدة احتفظت منذ فترة طويلة بوجود عسكريّ كبير في منطقة الخليج، وخاضت العديد من المعارك العسكرية المهمة فيها، لضمان سلامة واردات النفط من الخليج، لكن الآن بدأت المناطق الأخرى المنتجة للنفط تقوم بدور مؤثر في الجغرافيا السياسية الدولية للنفط. وأوضح كلير في كلمته التي ألقاها بعنوان “التنافس الدولي على موارد الطاقة”، أن هذا التوجه يعكس جهود الولايات المتحدة والدول الأخرى المستوردة للنفط، ومساعيها إلى تنويع مصادرها من النفط المستورد من خلال تطوير علاقات وثيقة مع الدول المنتجة في مناطق أخرى غير منطقة الشرق الأوسط، مثل أفريقيا ومنطقة بحر قزوين، ومن خلال المزيد من الاعتماد على النفط من المناطق المغمورة (في البحار)، ونفط القطب الشمالي. وأضاف كلير أنه مع بروز الصين كمستهلك رئيس للنفط، اكتسبت هذه المحاولات طابعاً تنافسياً في بعض الحالات، حيث تبذل كل من واشنطن وبكين جهوداً لإقامة علاقات وثيقة مع الدول المنتجة في مناطق نفوذها واهتمامها. أوقات الحوار وأكد السفير آرني والتر الأمين العام السابق لمنتدى الطاقة الدولي وسفير النرويج لدى اليابان، أهمية الحوار بين المنتجين والمستهلكين فيما يتعلق بأمن الطاقة، موضحاً أن الحوار يجب أن يكون خلال فترة رضا الطرفين عن الأسعار. وأضاف أن المستهلكين كانوا يطلبون الحوار وقت ارتفاع الأسعار، في ما طالب المنتجون بالحوار بعد انخفاض الأسعار. وفي كلمته التي ألقاها بعنوان “الجغرافيا السياسية للنفط، وأمن الطاقة العالمي”، قال والتر إن “ثمة معالم سيناريو متطور تسهم فيه تحديات جديدة، جيو- سياسية، وجيو- اقتصادية، وجيو- بيئية، على نحو متزايد بدورها في توجيه صناعة النفط”. وأكد والتر أنه مع مرور الوقت سيظهر المدى الكامل لتـأثير المخاوف المتعلقة بالتغير البيئي والمناخي في مستقبل النفط، وهو ما يسهم في معرفة ما أذا كانت هناك موارد كافية من النفط، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة العالمية، وتهدئة القلق بشأن أمن الطاقة في المدى البعيد. وأضاف والتر: “إن الانكماش الاقتصادي أسهم في تضخيم مواطن الغموض ونقاط الضعف في الطاقة والبيئة، ما دفع الدول إلى إعادة التفكير في السياسات الأساسية لأمن الطاقة، لذلك برزت الحاجة إلى مؤسسات حكومية دولية للطّاقة للمساعدة على ضمان أمنها اللازم لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأوسع نطاقاً للدول القومية والمجتمع العالمي”. السياسة الدولية وأكد الدكتور بيير نويل زميل أبحاث مشارك في مجموعة بحوث سياسات الكهرباء بجامعة كمبريدج بالمملكة المتحدة أن اختلال أمن الطاقة خلال العقد الماضي كان أحد أهم الموضوعات المهيمنة على خطاب السياسة الدولية العامة. وأضاف في كلمته التي ألقاها بعنوان “حقبة انعدام أمن الطاقة، سوق النفط العالمية في إطار معطياتها الجيوسياسية الجديدة” أنه في الدول المستوردة للطاقة كلّها تقريباً ترى الحكومات أن تخفيض الواردات شرط لتحسين أمن الطاقة، موضحاً أن الولايات المتحدة تمثل ذلك بوضوح، حيث يسود اقتناع واسع بحتمية تخفيض اعتماد البلاد على ورادات النفط، خاصة من الشرق الأوسط. وأشار نويل إلى مجموعة عوامل مؤثرة بين سوق النفط والاتجاهات الجيوسياسية، منها الندرة الهيكلية في سوق النفط العالمية، والجغرافيا المتغيرة لإمدادات النفط، والجغرافيا السياسة المتغيرة لاستهلاك النفط، وأخيراً أزمة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. فيما أوضح الدكتور فولكان إديجر مستشار الرئيس التركي لشؤون الطاقة وأستاذ اقتصادات الطاقة بجامعة إزمير للاقتصاد في تركيا أن التطور الحتمي لمصادر الطاقة يحركه التنافس بينها حول بعض الخصائص، مثل القيمة الحرارية، وانبعاث غازات الدفيئة الضارة، ومدى القابلية للاستخدام. وأشار في كلمته التي ألقاها بعنوان “الفترات الانتقالية للطاقة، دروس مستقاة من الماضي” إلى أن الانتقال من حقبة الوقود الأحفوري إلى الحقبة الغنية بالهيدروجين سيكون أكثر صعوبة، خاصة في عالم متعدّد الأقطاب، حيث وهنت الارتباطات بين القوى المهيمنة ومصادر الطاقة، نتيجة لندرة الموارد في المقام الأول.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©