الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: التنوع الاقتصادي والتطوير البشري يقلصان مخاطر تقلبات أسعار النفط

خبراء: التنوع الاقتصادي والتطوير البشري يقلصان مخاطر تقلبات أسعار النفط
9 نوفمبر 2010 21:22
أكد خبراء اقتصاديون ومتخصصون بقطاع النفط أن اهتمام الدول المنتجة للنفط وفي مقدمتها دول الخليج دول الخليج بالتنوع الاقتصادي، فضلاً عن الاستثمار في الموارد البشرية ضرورة لمواجهة مخاطر تقلبات أسعار النفط. وقال هؤلاء خلال ندوة “ديناميات السوق النفطية والاقتصاد العالمي” التي عقدت أمس بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ضمن فعاليات المؤتمر السادس عشر للطاقة “عصر النفط، التحديات الناشئة”، ان الوصول إلى السعر العادل وتحقيق التوازن في السوق يتطلبان توثيق التعاون بين منتجي النفط. وأوضحوا أن السعر العادل للنفط يتراوح بين 75 و80 دولاراً للبرميل. وقال عبد الله أحمد آل صالح، المدير العام في وزارة التجارة الخارجية، ورئيس الندوة لـ”الاتحاد” إن دولة الإمارات تركز على تنويع مصادر الدخل وتنويع القطاعات التي تسهم في الناتج المحلي، موضحاً أن نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي بلغت 71% خلال عام 2009. وأشار إلى اهتمام الدولة بالقطاعات الصناعية والبتروكيماويات، فضلاً عن قطاع الخدمات والذي بلغت نسبة مساهمته بالناتج المحلي نحو 52% العام الماضي. وذكر آل صالح أن الفترة الأخيرة شهدت مبادرات عديدة من الدول المنتجة للنفط لتنويع مصادر الدخل بها، موضحاً أن هذه الدول لديها اقتناع بأن البترول سلعة غير دائمة، وأن تنوع الاستثمار يعطي هذه الدول الفرصة للعب دور أكبر ويجنبها مخاطر تقلبات أسعار النفط. وأشار إلى اهتمام دول الخليج بالاستثمار في الطاقة البديلة والمتجددة، بما يضمن لهذه الدول توفير فرص استثمارية متميزة، موضحاً أن الإمارات أعلنت عن استثمار نحو 50 إلى 70 مليار دولار في الطاقة النظيفة. ثروة بشرية من جانبه، أوضح الدكتور سليمان القدسي، كبير الاقتصاديين مدير الإدارة الاقتصادية بمؤسسة الخليج للاستثمار بالكويت أنه رغم أهمية التنوع الاقتصادي وتطوير الصناديق السيادية في مواجهة مخاطر الاعتماد على النفط فقط، إلا أن هذه الحلول لها مشكلات أخرى. وأكد القدسي أن الحل الأمثل يظل في استغلال رأس المال البشري، والذي يمثل الثروة الحقيقة التي بجب استغلالها لتحقيق التنمية. وأوضح القدسي في كلمته التي ألقاها بعنوان “النفط والأسواق المالية وتأثيرها في الاقتصادات العربية” أن قياس العلاقة بين النفط والسلع الأخرى والأدوات المالية يتم بوساطة أدوات عدة منها أذون الخزانة من جهة، وأسواق الأسهم العربية من جهة أخرى. واستعرض القدسي إجراءات الاستقرار المالي، وفي مقدمتها صناديق الثروة السيادية، مع تقويم نقاط قوتها وضعفها بصفتها أدوات لتحقيق الاستقرار على المدى القصير، وتعزيز النمو على المدى الطويل. نظام التسعير وأوضحت الدكتورة ماريا بيلوفا نائب رئيس إدارة الطاقة في معهد الطاقة والتمويل بروسيا الاتحادية، أهمية تحديد السعر العادل للنفط، والذي يمكن أن يتراوح بين 75 و80 دولاراً. وأضافت بيلوفا أن نظام التسعير الحالي وتقلبات الأسعار، دفعت المستهلكين للبحث عن بدائل ربما تكون أقل تكلفة، رغم احتمال حدوث أزمات متوقعة عند إخفاق الطاقة البديلة والمتجددة في القيام بدورها. وأشارت بيلوفا إلى ضرورة توحيد الجهود بين البلدان المنتجة والمستهلكة، موضحة أن إحصاءات إنتاج واستهلاك النفط تشهد تبايناً واضحاً في الأرقام والبيانات بين الجهات البحثية والدولية، وهو ما يؤكد أهمية وجود مرجعية مشتركة. وطالبت بيلوفا بتأسيس بورصة جديدة للنفط لتوحيد البيانات. وأكدت بيلوفا في كلمتها التي ألقتها بعنوان “البحث عن توازن السوق، المساهمة الممكنة لمنتجي النفط” وجود ارتباطاً عميقاً بين سوق النفط العالمية من جهة، والاقتصاد العالمي والنظام المالي العالمي على حدٍّ سواء، من جهة أخرى، موضحة أن هذه السوق تكاد تصبح فرعاً من السوق المالية في الأعوام الأخيرة. وأضافت بيلوفا أن سوق النفط لم تسلم كذلك من آثار “الأزمة المالية”، موضحة أن هبوط أسعار النفط إلى الربع الثالث من عام 2008، والتنبّؤات الجارية حول ذروة الإنتاج، والمخاوف المتنامية من تأميم الموارد النفطية، والغموض الذي يكتنف توقعات استهلاك النفط، كل ذلك يسهم في تشويه السوق، ويمكن أن يسبّب صدمات جديدة تناقض مصالح المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء. وأكدت أن تحقيق التوازن في السوق يتطلب توثيق التعاون بين منتجي النفط. وقال الدكتور جورج أردمان مدير إدارة النظم في جامعة برلين للتكنولوجيا بألمانيا إن أسواق السلع والوقود أصبحت جذابة إلى حدّ ما للمستثمرين الماليين، وإن تدفق رؤوس أموال المضاربة قد أسهم في انفجارات الأسعار خلال الفترة من عام 2005 إلى 2007. وأوضح أردمان في كلمته التي ألقاها بعنوان “الوقود الأحفوري والمضاربة واستقرار النظام المالي العالمي” أن ارتفاع أسعار السلع والوقود الأحفوري لم يترجم إلى ارتفاع أسعار المستهلك. جلسات اليوم الأخير تدور الجلسة الخامسة في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر اليوم حول “كفاءة الطاقة والتخفيف من تغيّر المناخ”، ويرأسها الدكتور عبدالله محمد الأميري رئيس لجنة “جائزة الإمارات للطاقة ومستشار وزير التربية والتعليم، ويقدم أوليفييه آبير رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمعهد البترول الفرنسي للطاقات الجديدة ورقة “سياسات حفظ الوقود في قطاع النقل وانعكاساتها على الطلب العالمي على النفط” يقدمها، كما يقدم الدكتور تيلاك دوشي كبير الاقتصاديين بمعهد دراسات الطاقة بجامعة سنغافورة الوطنية، بحث بعنوان “التغير المناخي وتداعياته على السياسات النفطية”. وتخصص الجلسة السادسة للتوصيات والاستنتاجات في مجال السياسات، وترأسها الدكتورة حمدة علي آل ثاني الفلاسي مديرة المركز الوطني لأبحاث الطاقة والمياه بهيئة مياه وكهرباء أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©