الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حارب الظاهري يكتب جماليات المكان المحلي والعالمي

حارب الظاهري يكتب جماليات المكان المحلي والعالمي
4 أغسطس 2012
يجمع الكاتب حارب الظاهري في كتابه “ترانيم قلب”، أشتاتاً من أوراقه التي يبحر عبرها مدناً وشخصيات وعوالم شكلت جوانب من جولاته الثقافية والمعرفية في دول العالم، منطلقاً من المحلي إلى العالمي، ومن الثقافي إلى الإنساني، ومازجاً السرد بالتأمل في صورة تحمل المعلومة والمتعة، تنوع يشير إلى خريطة واسعة يتحرك الكاتب فيها. ورغم كوننا أمام مقالات كتبت متفرقة، ضمن زوايا في الصحافة، غير أن ثمة روحاً توحد هذه المقالات، هي روح تجمع بين النص الأدبي وأدب الرحلة، واستدعاء الذاكرة. كتاب “ترانيم قلب”، الصادر ضمن منشورات هذا العام (2012) في إطار خطة، بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حوالي مائتي صفحة من القطع الكبير، يبدأ من باب “ترانيم المدن” الذي تغلب عليه الصبغة المحلية زماناً ومكاناً، فمن خلال عناوين المقالات العشر التي يضمها هذا الباب، نتعرف إلى “ملامح من المكان الإماراتي، والأماكن التي تمتلك جمالية خاصة لا تبارح نسيج الذاكرة ممعنة في الزمن، ولا يتوارى عن العين طيف بيوتها القديمة، مهما امتد واتسع لها بريق الحياة، فهي تسكن الروح وطرقها تسلك شرايين التدفق إلى ما لا نهاية، لتعيد للحياة مذاقها السحري”. ينطلق المؤلف بدءاً من “حارة السوق” وحارة “باور هاوس” القديمة، مروراً بـ”العين والإرث العالمي” التي صدر بحقها قرار اليونسكو بضمها إلى التراث العالمي، فيكتب عن المدينة “جاءت كمدينة تضفي لمسة على خريطة العالم التراثي والإنساني، جاءت بعيون فتياتها، وبروح هامتها وتشكل طرقاتها، وبفضاء ذاكرتها وبخيال متسع من أجل هذا المد والذي أعطى نكهة لمفصل التاريخ، وبهذا حظي التراث العالمي بمدينة تاريخية تمثل صفوة المدن، بل نشوة الفرح”. الباب الثاني “ترانيم السفر”، يبدأ بتأملات مجردة حول أجواء السفر العاطفية والنفسية، فالسفر “بوابة الحكايات”، ولأن “الترحال يأتي على قدر الحلم، وعلى مدى يقارب السنوات العشر من التجوال بين الشرق والغرب”، فهو يقول “هكذا كتبت عن مدن أميركية، وعن ميونيخ وقرى سويسرا وجبالها، وغيرها من الأماكن التي تترك في المرء انطباعات بمختلف تلوينات الجمال ويكتشف في كل منها شيئاً مختلفاً”. لكن الكاتب حين يكتب عن مكان عربي، يبدو أكثر حميمية منه حين يكتب عن مكان غربي. إحدى البوابات السحرية تفضي من أبوظبي إلى صنعاء، فيطوف بنا في مدينة تاريخية كاتباً “تستوحي لغة عتاب ما بين الكائنات والنبي سليمان، رذاذ الحسن والجمال الفاتن ورخاء الأميرات في حكايات الأساطير”، أو يقول “تألقت الشمس بالشعر وبدت صنعاء بهيجة، ينسل من غيمها المطر وملامحها تومئ إلى آخر التاريخ، ببيوتها القديمة تتبختر، بنقوشها الملتوية على صدرها العاري أمام الزمن تزهو، وهي مرصعة بالألوان القديمة، وهناك مدينة أخرى شديدة الواقعية”. وأخيراً، ننتقل مع الكاتب إلى الكتابة عن كتّاب وكتب، حيث يكتب مستعرضاً شيئاً من حصيلة قراءاته في الأدب العربي والعالمي، ويتضمن هذا مقالات في الأدب، الشعر والرواية، والفن والثقافة عموماً، فهو يتناول ويستذكر عدداً من الشخصيات الثقافية، منهم والد المؤلف نفسه، والراوي حارب هاشل النيادي، والشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف والشاعرة الهندية كمالا ثريا، كما يضم الكتاب أيضاً مواضيع تتعلق بآراء الظاهري في قراءات متنوعة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©