الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوتيوب» تنافس شبكات التلفزيون ببث حي للمهرجانات الموسيقية

«يوتيوب» تنافس شبكات التلفزيون ببث حي للمهرجانات الموسيقية
13 أغسطس 2011 22:53
تشهد مواقع الفيديو على شبكة الإنترنت حراكاً واسعاً ينبئ بأنها لم تعد بعيدة عن منافسة شبكات التلفزيون التقليدية في أكثر من مجال، فمن اتفاقات البث الحي للحفلات إلى التوسع نحو مناطق جغرافية جديدة، إلى عقود شراكة مع شركات الإنتاج الهوليودية، يبدو أن عالم الإعلام المرئي والمسموع مقدم على تغيرات في الكم والنوع على حد سواء. بدءاً من مطلع شهر أغسطس الجاري تُقدِم شركة يوتيوب لأفلام الفيديو على شبكة الإنترنت على خطوات جديدة باتجاه عالم الإعلام الحقيقي، فقد كشفت الشركة عن انخراطها في المزيد من الأنشطة التي تتخطى بكثير خدمات نشر مقاطع الفيديو المجانية، مما حدا ببعض المحللين إلى القول إن يوتيوب على الرغم من أنها شركة تكنولوجية في الصميم، بدأت تتحدث أكثر فأكثر لغة شبكة البث التلفزيوني التقليدية. وبرعاية ودعم من شركة “ديل “ للكمبيوتر وشركة “ ايه أم دي” لمعالجات التكنولوجيا المتقدمة، تبث يوتيوب هذا الشهر نقلاً حياً لحفلات وفعاليات مهرجانين موسيقيين يقامان في الولايات المتحدة الأميركية. وذكر تحقيق نشره الموقع المتخصص بوسائل الإعلام “ أدويك”، أنه من المقرر أن تنقل يوتيوب على الهواء في الأسبوع الأول من هذا الشهر مهرجان “لولابالوزا “ كما تنقل في النصف الثاني من سبتمبر القادم مهرجان مدينة اوستن. وسوف تنقل فعاليات اليوم الأول من مهرجان “لولابالوزا” على صفحة الواجهة من الموقع والتي يبلغ عدد مشاهديها في الولايات المتحدة الأميركية فقط خمسين مليون شخص. ومهرجان لولابالوزا ( من 5 إلى 7 أغسطس ) هو من أشهر المهرجانات العالمية ويتميز بجمعه بين فرق موسيقى الروك و”الهيب هوب” والرقص والكوميديا، كما تخصص فيه منصة لمجموعات غير ربحية والجماعات السياسية وقد سبق وبرز من خلاله عدو نجوم وفرق وهو يتنقل من مدينة إلى أخرى، وقد بدأ مؤخراً بعقد مهرجانات في مدن خارج الولايات المتحدة. محتويات استثنائية وفي تفسيرها لهذه الخطوة قالت مدير برامج التسويق الموسيقي في يوتيوب دانا فيتر: “ إننا نتطلع إلى كيفية جلب محتويات استثنائية وغير عادية إلى مشاهدينا”، في حين لاحظ محرر موقع “أدويك” دي مي. ليفاين أن يوتيوب أصبحت فجأة تتحدث “ لغة برامج التلفزيونات التقليدية أكثر فأكثر “ ملاحظاً أنه بقدر ما تسعى العديد من المواقع مثل يوتيوب إلى تمويل منصاتها عبر دعوة الرعاة والمعلنين إليها، فإن الكثير منها بدأ يتصرف، شاء أم أبى، مثل شركات الإعلام التقليدية وهذا يعني العمل على استكشاف البرامج التي تجذب عيون المستهلكين والمعلنين الكبار إلى “شاشات” مواقعها. وثمة وجهة نظر لدى يوتيوب نفسها تتعلق بهذه التجربة وبداياتها وتسمح لنا بالقول إنها ستكون طويلة ومن النوع الاستراتيجي بما يدعنا نستنتج بأنها على عتبة خوض تجربة الإعلام التقليدي بكل أبعاده حتى وإن نفى المسؤولون في الشركة حتى الآن عزمها على الدخول في ميدان الإنتاج مثلاً. كما أن أي بشائر نجاح للتجربة الجديدة سوف يدفع مثيلاتها من شركات مواقع الفيديو إلى السير على خطاها أو ابتكار سبل تصب في الاتجاه نفسه وتجعل الجميع في النهاية ينافسون شبكات التلفزيون العريقة التي بقيت بمنأى نسبياً حتى الآن عن المنافسة الضارية لوسائل الإعلام الجديد والرقمي. وتعود بداية تفكير يوتيوب بالبث الحي للمهرجانات والاستفادة منها مالياً عبر الرعاية التجارية إلى أكثر من سنة كما يبدو. وتقول فيتر بهذا الشأن أن الشركة بدأت وضع أطراف أصابعها “ في المياه “ من خلال نقل حفلات وأحداث فردية “ وتمثل أول حدث كبير بنقل برنامج أليسيا كيسز في العام 2009 والذي تم تمويله ورعايته من قبل شركة أميركان اكسبرس “. وتكشف أنه “ منذ يومها بدأ مسوقو يوتيوب محادثات مع المسؤولين عن عدة مهرجانات بشأن إمكانية الموافقة على ترتيبات واتفاقات مماثلة “ أي النقل المباشر وجلب برامج رعاية تجارية.. وهكذا استطاعت شركة يوتيوب الاتفاق على بث “ بونارو “ “في يونيو 2010 كأول مهرجان ينال دعم رعاية تجارية كبيرة ( من شركة فورد)، وهو البرنامج الذي سيبث الموقع دورته للسنة الحالية أيضا. وإضافة إلى المهرجانين الجديدين سيبث الموقع كذلك مهرجان “ كويتشيلللا “ إنما في وقت متأخر من هذا العام. يبقى فارق رئيسي واحد بين يوتيوب وبين الشبكات التلفزيونية التقليدية وهو الاستثمار في الإنتاج، حيث تقول فيتر إن يوتيوب ليس مهتما بإنتاج هذا النوع من المحتويات على حسابه الخاص وأن الأمر يتعلق بـ “ تسهيل عملية نقل البرامج أكثر مما يتعلق بإبداع وابتكار وصناعة “ إلى جانب السعي للعثور على شريك لديه محتوى “ يمكن أن يشكل ظاهرة من خلال بثه على الإنترنت”. ولكن الابتعاد عن الإنتاج لا يمنع القول إن تحولات مهمة آخذة في الحصول في هذه اللحظة، إن لم يكن على مستوى الابتكار فعلى الأقل على مستوى أبواب الإنفاق الإعلاني أو الرعاية التجارية لوسائل الإعلام ومنافذه. ويلاحظ ديفاين أنه قبل “ عشر سنوات كانت شركة مثل “ أيه أم ديه “ عندما تريد دعم بث ونشر مهرجان موسيقي بارز تتوجه إلى شبكة تليفزيون مثل “أم تي في” الشهيرة في عالم الموسيقى. أما الآن ومع توجهات يوتيوب الجديدة، فإن الأمر سيبدأ بالتغير لأسباب موضوعية. وتشرح ليسلي سوبون، نائب الرئيس لشؤون تسويق الانتاج في “ أيه أم ديه “ بعضا من هذه الأسباب مؤكدة أن مصادر التسويق تتركز الآن أكثر فاكثر على وجهات أخرى، وتشير إلى أن من الصعب تمرير ميزانية بمقدار نصف مليار دولار للإعلانات في وسائل الإعلام الإعلام التقليدية، فهناك حشد وجمهور متعطش ( للمهرجانات الموسيقية ) لا يشاهدون القنوات التجارية ولهذا يجب الوصول إليهم بكل الطرق “ في إشارة خاصة إلى جمهور الشباب الصغار والمراهقين. ولم تكشف يوتيوب ولا شركة ديل أو “ أيه أم ديه “ عن حجم الدعم المالي إلا أن سوبون قالت إن الرقم “ مهم جدا “ وأن بث يوتيوب للمهرجانين المقبلين مهم جداً بالنسبة لشركتها. نتفليكس تغزو الجنوب ولا تقتصر غزوات مواقع الفيديو الجديدة في السير على خطى الشبكات التلفزيونية التقليدية، فشركة الفيديو الأميركية العملاقة الأخرى، نتفليكس، التي تتباهى هي أيضاً بأن لديها أكثر من 23 مليون مشترك في الولايات المتحدة الأرميكية وكندا فقط، أكدت قبل فترة خططها للتوسع نحو أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي. وذكرت الشركة التي تتخذ من لوس تاغوس في كاليفورنيا مقرا لها، وفق ما نقلت عنها الوكالات، أنها ستبدأ توزيع و” بث “ عروض تلفزيونية وأفلام سينمائية مسجلة عبر الإنترنت إلى 43 بلدا في هذه المناطق في وقت لاحق من هذا العام. ولم تفصح نتفليكس عن سعر هذه الخدمة التي تتقاضى عنها شهريا مبلغ ثمانية دولارات تقريبا من المشتركين في الجزء الشمالي من القارة مقابل مشاهدة عدد لامحدود من الأفلام والعروض التلفزيونية. وأوضحت الشركة أن الأعضاء (المشتركين فيها) في الجزء الجنوبي من القارة سيكون بوسعهم الدخول إلى هذه الخدمة باللغة الإسبانية والبرتغالية أو الإنجليزية. والجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لنتفليكس، ريد هاستينغ كان أعلن خلال مؤتمر” التكنولوجيا الرقمية لكل الأشياء “ الذي عقد الشهر الماضي، بأنه يتطلع إلى إنماء أو تطوير الشركة على الصعيد الدولي. وشراكة هوليوودية وفي سياق متصل، يذكر أن الموقع الصيني العملاق لتسجيلات الفيديو “ يوكيو “ كان وقع عقدا مع شركة الأفلام العالمية الشهيرة “ وورنر بروس “ لتوزيع ونشر مئات من الأفلام الجديدة والقديمة التي تنتجها استوديات الشركة الهوليوودية الشهيرة. وشكل هذا الاتفاق الثاني من نوعه لوورنر بروس بعد عقد الشراكة الأول الذي عقدته مع الصين، حيث أعلنت قبل ذلك بأسبوعين، وفق صحيفة “لوس انجلوس تايمز “ أنها ستمنح حق بث أفلامها لشركة تلفزيون صينية تعمل بنظام الكيبل. وسوف تتلقى يوكيو أكثر من 45 فيلما قديماً وجديداً ومسلسلات قديمة منها مسلسلات “ هاري بوتر “ و” ملك الخواتم “ التي ستبث بترجمات صينية مكتوبة وتكلف ما بين 77 سنتا و46 سنتا، تبعا لقدم الفيلم. ومن بين الأسباب التي تقف وراء هذا الاتفاق وأسعاره وفق مدونة لوس انجلوس تايمز أن “وورنر بروس “ تريد منافسة ظاهرة التنزيل اللاشرعي لمنتجاتها من الأفلام والمسلسلات والمنتشرة على شكل واسع في الصين، ولهذا جعلت أسعار محتوياتها أرخص من الأسطوانات المدمجة “الدي في دي” المنسوخة التي تباع بنحو 1,5 دولار في الصين. ومن جهتها ذكرت “ يوكيو “ أن الأفلام الأحدث في وورن بروس ستكون متوافرة بعد نحو مائة يوم من عرضها الأول في صالات السينما في الصين. أما الأفلام التي لا تعرض في الصالات فستتوافر في نفس وقت نزول نسخة “ دي في دي “ إلى السوق الصيني. أما الأفلام التي لن تحظى بموافقة سلطات الرقابة الصينية فلن تكون متوافرة عبر الشراكة الجديدة. وتُعتبر وورنر بروس من الشركات الرئيسية المعنية بصناعة السينما الأميركية التي أبدت جهودا متميزة من أجل دخول الصين، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة طفرة في صالات العرض والإقبال المنقطع النظير على مشاهدة الأفلام الأميركية إلى حد دفع السلطات الصينية إلى تحديد عدد الأفلام الأجنبية التي يسمح بعرضها في صالات السينما بعشرين فيلما في السنة فقط.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©