أمسية تعيد إلى الأذهان ذكريات الأغاني الدينية بقالب عصري

بأغنيات استعادت من خلالها ذكريات الأغاني الدينية في قالب عصري، اختتمت فرقة الموسيقى العربية مساء أمس على خشبة مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج أمسيتها الاستثنائية الأخيرة ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه نادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. ويختتم المهرجان فعالياته في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وتضمن برنامج الفرقة أغنيات دينية وتواشيح وابتهالات وأدعية ومواويل، ومدائح نبوية في إطار عصري جذاب. حضر الأمسية علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة بالإنابة، وحبيب يوسف الصايغ عضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات ورئيس الهيئة الإدارية لمسرح أبوظبي، والدكتور عبدالعليم عبود المستشار الإداري في النادي، وجمهور غفير، غلب عليه عدد كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمين في الدولة. وتقاسم برنامج الفرقة المنشدان نهاد فتحي وإبراهيم راشد، واستهل الأخير البرنامج في الجزء الأول من الحفل بتقديم أغنية بعنوان “مدد يا نبي مدد” ثم أتبعها العديد من الأغنيات الأخرى. ونجحت فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشي المكونة من 20 فردا من أصل 80 منشداً وعازفاً وكورال، في استحضار عمالقة الملحنين الكبار من الزمن الجميل أمثال رياض السنباطي ومحمد الموجي ومحمد عبد الوهاب، وآخرين، وكان لافتا تمتع المنشدين بأصوات جذبت الجمهور الذي راح يردد كلمات الأغاني. واعتبر غباشي أن مشاركة الفرقة في المهرجان للمرة الأولى في العاصمة أبوظبي واحدة من أهم المشاركات الناجحة، خاصة أنها تأتي لإحياء ليالي الشهر الفضيل، وأن تفاعل الجمهور مع برنامج الفرقة، بصورة لافتة يؤكد التذوق الرفيع للجمهور الإماراتي للأغنية الدينية المتطورة. وقال غباشي: حرصنا في هذه المشاركة على تقديم نخبة ممتازة من أعضاء الفرقة من منشدين وعازفين وكورال، لتقديم برنامج يليق بأهمية هذا الحدث الكبير على مستوى المنطقة، الذي نعتبره بداية تعاون مع إدارة نادي تراث الإمارات. من جانبه، رحب علي عبد الله الرميثي بأعضاء الفرقة، مثمنا جهودها في تقديم برنامج مميز له مستوى عال وراق في الأداء والعزف، مما أمتع الجمهور وشكل استكمالا لنجاح برنامج عروض الفرق الدينية في المهرجان، وأثنى الرميثي على جهود الفرقة وحسن أدائها، وتفاعلها مع الجمهور خلال أمسيتين كانتا من الأمسيات الاستثنائية المعبرة عن فضائل الشهر الفضيل، والاعتزاز بالسيرة النبوية الشريفة من خلال المدائح النبوية التي قدمتها الفرقة في إطار معاصر. من ناحية ثانية، قال حبيب يوسف الصايغ إن نجاح الفرقة في جذب الجمهور وتقديمها لأعمال من تراث الموسيقى العربية، أحيا في نفوسنا روح الثقافة الدينية الحقيقية التي يحتاجها الجمهور وبخاصة في مثل هذه المناسبات الرمضانية، مؤكداً أهمية الجانب الثقافي في المهرجان الذي يحفل برنامجه بفعاليات خاصة تقدمها العديد من الفرق الدينية المحلية والعربية، بالاإضافة إلى برنامج المحاضرات والمسابقات الدينية. وعبّرت المنشدة نهاد فتحي عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان وحسن استقبال الجمهور لأدائها، وقالت إن المشاركة وسام أضعه على صدري، وأتمنى العودة للمشاركة ثانية في الدورات المقبلة للاحتفاء بالشهر الفضيل. يذكر أن فرقة الموسيقى العربية تأسست في القاهرة أواخر عام 1967، بغرض العمل على إحياء الأعمال التراثية للموسيقى العربية، والحفاظ على هذا التراث وتقديمه للجمهور في إطار عصري يقوم على التوزيع الموسيقي الحديث، وشاركت الفرقة في العديد من المهرجانات، كما أقامت العديد من الحفلات الخارجية.