الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يتكفل بعلاج أطفال أسرة عراقية فقدت نصف أبنائها جرّاء مرض نادر

حمدان بن زايد يتكفل بعلاج أطفال أسرة عراقية فقدت نصف أبنائها جرّاء مرض نادر
11 أغسطس 2013 14:12
مرّت سنوات طويلة على خليل إبراهيم، وهو يحاول أن ينسى ما حصل لأطفاله عام 1990 إثر إصابتهم بمرض غريب من نوعه لم يعرف الأطباء له علاجاً، إلى أن فقد 4 منهم، واحداً تلو الآخر، وهم ينزفون دماً في مستشفيات بغداد، بعد أن طرق أبواب المنظمات والجمعيات الإنسانية والمؤسسات الحكومية، علّها تجد له طريقاً للسفر، أو توفر له دواء ينقذ حياة أطفاله من الموت. يقول إبراهيم إن حكايته مع هذا المرض الغريب بدأت في 1990، وإن صحيفة “الاتحاد” كانت في 2001 الطريق لإنقاذ أطفاله المتبقين من موت محتّم حصد أشقاءهم. وعلى يد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، كانت العافية. ويوضح أن أحد أيام عام 1990، هرع أهل قرية نائمة على ضفاف نهر الغراف المتفرع من نهر دجلة على عويل عائلة بسيطة ليجدوا أنفسهم أمام منظر مفزع لأطفال بلا شعر رأس أو أهداب أو حواجب، فيما تورّمت عيونهم، وتشققت أفواههم من الزوايا، وتقرحت أنوفهم، وبدأ الدم يسيل من وجوههم وسواد العين يتداخل في البياض. هبّ أهالي قرية بني عقيل في محافظة الكوت العراقية مع بني عامر بن صعصعة وجمعوا بعض المال لتسافر العائلة إلى بغداد بحثاً عن علاج لأولادها، الذين رقدوا في مستشفى الطفل المركزي ليواجهوا حيرة وذهول الأطباء، الذين لم يجدوا علاجاً محدداً ينقذهم من الوضع السيئ والمعاناة التي يكابدونها مع ضيق ذات اليد وعدم قدرة والدهم على البقاء في بغداد لفتره طويلة. كان الأولاد الذكور والإناث يعانون الأعراض نفسها، فيما أخبرهم الطبيب المختص في المستشفى باشتباهه في إصابتهم بمرض اسمه “كنكي منكي” والذي لا يوجد له علاج. في هذه الأثناء، توفّي محمد الابن الأكبر، بعد أن تمزق جلده وحفر الدم أخاديد على وجهه، وكبر حجم رأسه، ثم دخل في غيبوبة أفضت به إلى الموت. كان الوالد يستدين المال ويذهب إلى بغداد يستغيث بوسائل الإعلام وبالخيّرين لإنقاذ أولاده الباقين. ذهب إلى جمعيات ومنظمات الإغاثة الإنسانية فلم يفلح، حتى توفيت ابنته إنعام، ثم تبعها أخوها حامد، وتوفي بعده أخوه الرابع، ليضطر الأب ثانية إلى إدخال أولاده الأربعة الباقين: ابتهال، ورغد، وطاهر، وعلي، في مستشفى الطفل المركزي في بغداد، والذي لم يقدم لهم شيئاً، ليستنجد الوالد بوزارة الصحة ويقابل وزيرها مرات عديدة، إلا أن شيئاً لم يتغير. قاده القدر واليأس إلى أبواب إحدى الصيدليات، ليشتري دواء مقوياً، هو عبارة عن مجموعة فيتامين “بي المركب”، واسمه “بولي بيون” لعلّه يساعد الأطفال على الحركة ويمنعهم من السقوط على وجوههم، فيما كان الأطباء أبلغوه بأن ابنته رغد أصبحت في حكم الميتة. دفعه حبّه لها للمجازفة، فأعطاها الدواء بعد إخبار الطبيب الذي لم يمانع. وكانت المفأجاة بعد ساعات. تحركت الطفلة، وبدأ الدم الذي يسيل من زوايا فمها وأنفها بالتجلط، وفتحت عينيها، ثم مدت يديها إلى صحن عنب وضع بجانبها، أمام ذهول الأطباء الذين لم يجدوا أي تفسير لهذا الأمر. وفي اليوم التالي، أصبحت رغد تتحرك خارج الغرفة، وبدأ شعر رأسها بالظهور، وعادت إلى الحياة من جديد، ثم كانت سنوات الحصار الأمر الذي أدى إلى توقّف استيراد هذا الدواء. وأثناء تواجد الطفلة رغد، زار “مستشفى الطفل” وفد من منظمة الإغاثة الدولية برئاسة رجل بريطاني، طلب من مدير المستشفى مشاهدة أغرب حالة. وعند رؤيته رغد، طلب اصطحابها إلى النمسا لغرض العلاج، وطلب إحضار جوازات السفر، وموافقة جمعية الهلال الأحمر العراقية، فيما كانت الموافقات حينها مرهونة بموافقة “ديوان الرئاسة” و”دائرة المخابرات”. وبين المراجعات والمطالبات والرفض، ضاعت فرصة سفر رغد مع الوفد من منظمة الإغاثة الدولية. لم يتوقف خليل عن البحث عن سبيل لإنقاذ ما تبقى له من الأولاد، قرأ في إحدى الصحف العراقية عن وصول وفد فرنسي طبي، وبعد عرض أطفاله عليهم، ظهر أن مرضهم هو نقص البايوتين، وتعهّدوا بإرسال الأدوية لهم، حيث أرسلوا له كمية قليلة، وسرعان ما انقطع الاتصال بينهم وبين والدهم، لينقطع الدواء. وفي العام 2001 سلطت صحيفة “الاتحاد” الضوء على المرض الغريب الذي يعد الأول من نوعه في العراق، وما هي إلا أيام حتى وصلت كمية كبيرة من دواء البايوتين للأطفال الأربعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، لتعم البشرى تلك القرية على ضفاف دجلة التي عاشت كل اللحظات مع معاناة هذا المواطن العراقي. يقول خليل: صرخنا يومها: “ها قد جاء الفرج من الله، من دولة زايد الخير، واختفت والحمد الله أعراض المرض، فيما استمرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في الاتصال بي وتوفير الدواء لأبنائي”. ويؤكد: “بعد فترة، ومع تدهور الأوضاع في العراق، نفد الدواء، وهجرنا من بيوتنا، فيما بدأ أبنائي يفقدون القدرة على الحركة”. ومع فقدانهم الحركة كان خليل يبحث عن الدواء مع كل مسافر يبيع ما لديه من حاجات ليوفر بعض حبات الدواء، إلا أن الاستغاثة وصلت مرة أخرى لسمو الشيخ حمدان بن زايد الذي أمر فوراً بإيصال المساعدة الدوائية للعائلة التي تلقت الخبر من مسؤول في السفارة الإماراتية، التي تكفي لمدة 3 أعوام، ليجتمع أهل القرية، ويهتفون للشيخ الذي لم ينس عائلة في العراق كان قد رعاها منذ سنوات. يؤكد خليل أن حياة أبنائه متوقفة على وصول هذا الدواء الذي وفره سمو الشيخ حمدان، مؤكداً أنه لا يملك غير الدعاء، بأن يوفق حكام الإمارات، وأبناء زايد الذين كانوا وما زالوا عوناً لكل الفقراء.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©