اتهم جنوب السودان أمس جيش الشمال بمحاولة إشعال الحرب الأهلية من جديد بعد قتال شرس بين الجنود الجنوبيين والميليشيات الموالية للحكومة· في وقت حذر وزير الاستثمار السوداني جورج بورينق من إن الاستثمارات الاجنبية المباشرة في السودان قد تتراجع في عام 2009 مقارنة بالعام السابق بسبب المخاوف من احتمال صدور قرار اتهام من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير·
واشتبك جنود من الجنوب الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي في ملكال الثلاثاء مع قوات موالية لقبريال تانج وهو زعيم ميليشيات سابق يخدم الآن في جيش الشمال· وقال بيان صحفي أصدره وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان قبريال تشانجسون تشانج ''نعتقد أن تانج تستخدمه القوات المسلحة السودانية كعنصر محفز لإشعال حرب أهلية أخرى في جنوب السودان''· وذكر أن القتال بدأ عندما رفض تانج مغادرة ملكال وقاوم القبض عليه· واضاف ''ان القتال يهدف إلى تحويل الانتباه عن القضايا الحقيقية التي تقسم شعب السودان''· واندلع القتال في أعقاب وصول تانج إلى ملكال في زيارة عائلية حسبما نقل عنه· وتانج مطلوب القبض عليه في الجنوب لدوره في اشعال القتال الذي أسفر عن سقوط 150 قتيلا في نفس البلدة عام ·2006
وصرح ديفيد جريسلي رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان لشؤون جنوب السودان أن تانج غادر البلدة منذ ذلك الوقت وعاد الهدوء· وانضمت القوات التي تقاتل مع تانج إلى الجيش الشمالي ضمن وحدة خاصة مشتركة للقوات الشمالية والجنوبية في ملكال، إلا أن وزير الدفاع في حكومة جنوب السودان نهيال دينج نهيال قال إنها احتفظت بولاءاتها القديمة·
وقالت صحيفة ''الرأي العام'' السودانية إن 11 مدنيا وخمسة من قوات تانج قتلوا أمس الاول ولكن لم يتسن الحصول على عدد للضحايا من الجانب الجنوبي· ونقلت عن تانج قوله إنه سعى للحصول على حماية من قواته عندما علم أن قوات الجنوب تعتزم القبض عليه· بينما لم يصدر الجيش الحكومي الشمالي أي تعليق على الفور· وأعرب أشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة عن بالغ قلقه إزاء الوضع الامني في ملكال· وقال مسؤول في الامم المتحدة إن موظفا محليا تابعا للامم المتحدة اصيب بجروح اثناء المعارك·
على صعيد اخر، قال وزير الاستثمار السوداني في مؤتمر بالقاهرة ''ابتعد المستثمرون بسبب شبح قرار الاتهام ضد البشير وأدى ذلك إلى فتور الحماس''· واضاف إن قيمة الاستثمارات الاجنبية في عام 2008 تراوحت بين 2,3 مليار دولار وثلاثة مليارات دولار كان 80 في المئة منها من دول آسيوية من بينها الصين· وأضاف أن أغلب الاستثمارات تركزت في قطاع النفط والغاز والبنية التحتية· وقال إنه في ظل التباطؤ الاقتصادي الحالي ''نريد أن نكون متواضعين ونعتقد أنها قد تنخفض قليلا''· وتابع أنه إذا سويت المشكلة مع المحكمة الجنائية الدولية فقد يشهد السودان نموا في الاستثمارات لكنه لم يذكر أي أرقام·
ومن المقرر أن يعلن قضاة المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من مارس ما إذا كانوا سيصدرون مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني بشأن مزاعم قيامه بتنسيق الإبادة الجماعية في دارفور·
الأمم المتحدة ترحب باتفاق إطلاق سراح سجناء دارفور
نيويورك (د ب أ) - رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق بين الحكومة السودانية ومجموعة متمردة لإطلاق سراح سجناء دارفور· ووقع الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة ''العدل والمساواة'' في 17 فبراير في الدوحة· وقال بان كي مون في بيانان هذا يمثل خطوة ملموسة في الجهود الجارية للتفاوض بشأن تسوية سلمية لصراع دارفور· ودعا الجانبين إلى تطبيق الاتفاق بإيمان عميق والعمل مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي وشامل·
عدد اليوم
