السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامعات .. وتخلف

13 أغسطس 2011 23:03
تشهد جامعة “ هومبولدت” الألمانية في أكتوبر المقبل حدثاً أكاديمياً وإعلامياً مهماً يتمثل بافتتاح “ معهد أبحاث الإنترنت “ الذي تتعاون فيه مع عدة جامعات أخرى ويتم تمويله من قبل القطاع الخاص، وستكون مهمته التركيز على تطور الإنترنت وتأثيره على حقول : المجتمع ، العلوم، السياسة.. والاقتصاد. وبحسب ما نقل عن رئيس غوغل (الشهير) أريك شميدس قبل أيام ، سوف يتبرع عملاق الإنترنت بمبلغ ستة ملايين و410 آلاف دولار سنويا لفترة الأعوام الثلاثة الأولى، على أن يتم البحث عن ممولين آخرين لما بعد ذلك.. و” هومبلدت “ هي أقدم جامعة في برلين ، وهي التي سيقام المعهد الجديد في حرمها ، وإلى جانبها تتشارك ثلاث جامعات أخرى في المشروع هي جامعة برلين للفنون، ومركز برلين للعلوم الاجتماعية ومعهد هامبرغ هنس – بريدواي . الإعلان عن هذا المشروع يحفز المرء ممن له علاقة بالإعلام والأبحاث الأكاديمية في آن واحد على الخيال إلى درجة الانشراح لعدة أسباب، منها أن عالم الإنترنت ليس متروكاً لشركات التكنولوجيا لتسرح وتمرح وحدها وتتلاعب بنا عبر الاختراعات الجديدة وسعيها المحموم للمنافسة والأرباح بدون رقيب “علمي” وموضوعي يهتم بالأبعاد الاجتماعية والثقافية والمستقبلية للعالم السيبرني وآفاقه .. ولكن هذا الانشراح لم يدم ساعات، إذ كرت وراءه سلسلة أخبار وعلى مدى أيام متتالية تناولت فضائح في كلية الإعلام في إحدى الجامعات العربية وتحدثت بداية عن غزو مجموعة من الشباب لحرم الكلية من أجل التدخل عنفاً لصالح قبول بعض الطلاب المتقدمين لها، ثم تحدثت عن الأخطاء اللغوية الدسمة التي عثر عليها بعض الطلاب في أسئلة إحدى المواد، ثم كرت السبحة لتكشف أن أكثر من أستاذ لأكثر من مادة كانوا متغيبين طيلة العام الدراسي (ومسافرين خارج البلاد) وأن الطلاب المُمتحنين لم يحصّلوا شيئاً من بعض المقررات “على الرغم “ من أن إدارة الكلية غطّت “سفر المسافرين” واستعانت في الأيام الأخيرة ببدلاء عن الأساتذة فحضروا لساعات . وإلى هذه الفضائح ثارت لاحقا تساؤلات لأن شكوى الطلاب لم تظهر إلا خلال الامتحان، ولأن أحداً من “إعلاميي المستقبل” هؤلاء لم يستخدم “كفاءاته” المهنية التي اكتسبها حتى الآن ، من أجل الكشف عن هذا الفساد في وقت مبكر من العام وقبل أن تحصل الفضيحة وينكشف هول اللامبالاة في كلية تعليم الإعلام، على مستوى الإدارة والأساتذة وكذلك الطلاب على حد سواء . طبعا ، مثل هذه الكليات والجامعات التي تتبعها، عاجزة تماما عن التفكير بإنشاء معهد أبحاث مثل المعهد الألماني الجديد، وأكاد أجزم أنه في حال فكر أحد من الأساتذة الذين يدرسّون ساعاتهم فعليا ويتقون الله وضميرهم، غير قادر أو مُهيّأ له في مثل هذه البيئة اللاجامعية، أن يبادر لطرح أي مشروع يهتم بمستقبل الإعلام والعالم وتأثيراته على المحيط والناس والمجتمع، وإن حدث وتقدم فأكاد أجزم أن أياً من شركات القطاع الخاص يمكن أن تثق بهذه الكلية وتتشجع على تمويل هذا المشروع طالما أن حال الفوضى والفساد قد بلغت هذا المستوى. وأجزم أيضاً أن معظم هؤلاء الطلاب لن تكون أمامهم أي فرصة للدخول إلى جامعة “هومبولدت” أو معهدها التشاركي الجديد. وفي ضوء كل ذلك، لا يمكن اتهام أحد بالتشاؤم إذا جزم، بأن حال التبعية الإعلامية والتكنولوجية العلمية سوف يستمر طويلا طالما أن الفساد موجود في صروح العلم وإعداد الأجيال .. “للمستقبل” . barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©