الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباءات «الواحة» تشي بعبق التراث وأصالة البداوة

عباءات «الواحة» تشي بعبق التراث وأصالة البداوة
13 أغسطس 2011 23:04
بين رنين قلائد الفضة ونسيج خيوط الحرير الملون، فضلت المصممة الإماراتية الواعدة لمياء عابدين أن تقدم مجموعتها الجديدة لموضة موسمي رمضان والعيد، مبتكرة تشكيلة موسمية راقية من العبايات الخليجية، التي أحاطتها بهالة من الأصالة والجمال، وإيحاءات غنية من حياة البداوة في بلاد العرب وتراثهم الملهم، حيث الخيام، الرمال، وشمس الصحراء. تحت عنوان “الواحة” ظهرت تصميمات لمياء عابدين الجديدة الخاصة بموسمي رمضان والعيد، لتشي باستشراقات داعبت خيال المصممة الشابة، وألهمتها في ابتداع باقة مختلفة ومتنوعة من العبايات والشيل الخليجية التي عبرت عن زمن الماضي الجميل، وحياة البدو الأوليين وطراز ملابسهم التقليدي، ولتجسد من خلالها صوراً ومشاهد لافتة من وقار المرأة العربية وحشمة مظهرها بشكل عام، حيث تكون العادات والتقاليد هي الإطار الذي يحفظ لها كرامتها ويرفع من شأنها في نظر الآخرين. حشمة ووقار لأن تقليد لبس العباءة كزيّ محلي له خصوصية ومكانة عالية في مجتمعاتنا العربية والخليجية، كونه ينسجم مع المحيط العام ويتفق مع تقاليد وأعراف، حيث توقر المرأة عادة وتكرم كقيمة نفيسة ومصونة فلا تبتذل أو تهان، وتكون أزياؤها معبرة عن واقعها المجتمعي المعاش، إلى ذلك، تقول عابدين “أنا خليجية وعربية، نشأت على رؤية نساء بلادي وهن يلبسن العباءة السوداء ويضعن الشيلة والبرقع، مغلفات بكل الحشمة والكياسة، فلا يبدو من أجسادهن إلا الكفين، ومع ذلك يظهرن بمنتهى الجمال والتألق، مدللات برفيف الحرير ورفاهة الديباج، يمثلن معنى وقيمة، ويعكسن صورة معبرة عن خصوصية الهوية والانتماء”. وتضيف “لعل تنقلي الدائم بين دول الخليج العربي، ورصدي لنماذج متعددة من الملابس التقليدية لكل بلد فيها، حيث الجلابيات المخّورة والعباءات المطرّزة، والزخارف والنقوش البديعة التي لا غنى عنها في دولاب المرأة الخليجية، مع تلك العناصر الجمالية المستوحاة من تراث البدو في شبه الجزيرة العربية، خلق لدي الشغف والهوس لأستلهم أفكاراً تغني خيالي، وتحثني على تصميم أزياء تقليدية وغير تقليدية في الوقت ذاته، أشكال وموديلات قد تبدو عربية، بدوية، وكلاسيكية بامتياز، ولكنها مفصلة بأسلوب أقرب للطراز العصري الحديث”. تراث البدو احتوت المجموعة “الواحة” على نماذج زاهية ومبهجة للعين والقلب، تتمتع بخطوط عصرية وأناقة متفردة، صيغت بتكلف وسفسطائية، ولكنها تحمل جمالاً عفوياً وإثارة لأبعد الحدود، لا سيما لناحية القصّات، والخامات، وتلك اللمسات الجذابة التي تزين الصدر أو الكتف أو الأكمام، وتصف المصممة هذه التصميمات أكثر، قائلة “أردتها واحة يانعة من الألوان والموديلات وكأنها ينبوع رائق ومنعش وسط رمال الصحراء، حاولت أن ألملم من خلالها لقطات من تراث وفلكور البدو الرحل في عموم الخليج، لأجمعها مع الخطوط المعاصرة والحداثة في تصميم العباءة، موصلة الماضي بالحاضر، ومدمجة القديم بالجديد، والسادة بالمطبوع، كي أخرج بشكل مختلف وغير تقليدي على الإطلاق”. وتضيف “منذ بداياتي كنت أحاول أن استقي أفكاري وابتكاراتي من ثقافات وحضارات عدة تؤثر بي بشكل أو بآخر، وقبل كل مجموعة عادة ما أرسم في خيالي سلسلة من التصاميم والموديلات وكأني أسرد قصة بينها انسجام واتساق، وفي هذا الموسم أردت أن استقبل شهر رمضان وروحانيته بما يناسبه ويتماشى مع أجوائه العطرة، حيث نحتفي معه بماضينا ونجدد من خلاله كل قيم العادات والتقاليد، لأجد في موضوع حياة البداوة وتراثهم الثري ضالتي، وأمارس بذلك شغفي وعشقي في تجسيد ملامح ثقافتنا الإسلامية وتراثنا الأصيل في عموم شبه الجزيرة العربية”. ترف القماش عن نوعية الخامات والأقمشة التي استخدمتها عابدين في تصميمها للمجموعة، تقول عابدين “فضلت لتشكيلة “أويسيس” أو الواحة الرمضانية، وموديلاتها المغرقة بحضارتنا العريقة، خامات وأقمشة قريبة من الشكل التراثي والبدوي، تتداخل فيها أقمشة “الكيليم” و”الإيكات” وهي من أنواع النسيج القديم تصنع في كل من المملكة العربية السعودية، وتركمانستان، وتركيا، والأردن ولبنان، كما استخدمت معها خامات أخرى شفافة وناعمة تمنح العباءات مزيداً من الغنى والرقيّ، كالشيفونات والحراير والكريبات، مفصلة إياها بخطوط ديناميكية وحديثة، مع حس بدوي عربي أصيل، لأبتكر مثلاً عباءة “الدفة” (التي تلبس حول الرأس)، و”الكلوك” (التي تستبدل فيها الشيلة بالغطاء)، و”السروال” (الذي أصبح جزءاً من الموضة الرائجة)”. وتضيف “كما كان هناك الكثير من الأفكار التقليدية لعباءات مميزة تحمل أسماء مستمدة من الصحراء، حيث اخترت لها مفردات عربية مستوحاة من الرمال، منها خيمة البيداء، وغروب، ورمال، وهكذا، لأطعمها بظلال عدة وتدرجات لونية زاهية وقوية، تعبر عن شمس الصحراء، وفورة المشاعر، كالأحمر الياقوت والأزرق الفيروز، والأخضر الزمرد، والأصفر الكهرمان”. وتجمل عابدين “باختصار هي مجموعة عباءات سعيدة ومرحة، تمنح من ترتديها شعوراً بالدفء والبهجة، وكأنها واحة جميلة في وسط صحراء قاحلة، تبدو مترفة ومزخرفة ولكنها عملية وأنيقة في الوقت عينه، زينتها بالقلائد الفضية والأحجار الملونة لأمنحها مزيداً من عبق التاريخ وأريج التراث”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©