السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلسلات الكرتونية الشعبية وجبة تثقيفية خفيفة في رمضان

المسلسلات الكرتونية الشعبية وجبة تثقيفية خفيفة في رمضان
13 أغسطس 2011 23:05
المسلسلات الكرتونية الشعبية التي تعرض خلال شهر رمضان ومنها «فريج» و«شعبية الكرتون» و«اشحفان»، لا تقتصر على تقديم الطرائف، وإنما تتطرق سيناريوهاتها إلى صميم الحياة اليومية. وتدخل أساليب الإخراج فيها إلى عمق البيئة المحلية والموروث الثقافي بما في ذلك العادات والتقاليد. وهي وإن كانت تتوجه إلى فئة الكبار ممن يفهمون رسائلها الانتقادية حينا والترفيهية حينا آخر، غير أنها تنعكس إيجابا على سلوك المشاهد الصغير. الشخصيات الكرتونية التي تؤدي الأدوار المحلية المحببة، تشكل مادة دسمة تجذب صغار السن بأشكالها وألوانها وخطوط المبالغة في رسوماتها. وهي بأدواتها الشيقة تجعل الأطفال يستفيدون مما يحوطها من تفاصيل اللهجة الأصلية ومفردات العيش التقليدي. وهكذا تراهم يتحلقون حول الشاشة الصغيرة برفقة ذويهم، تارة يضحكون من موقف ما، وتارة أخرى يسألون ما معنى هذا وما معنى ذاك. وهم من خلال استفساراتهم التي لا تنتهي إلا بانتهاء الحلقات، يضيفون إلى قاموس مفرداتهم المتواضع عددا لا يستهان به من الكلمات التي ترسخ في أذهانهم مرة بعد أخرى. اللهجة الشعبية وسط هذا العالم المتكامل الذي ترسمه المسلسلات الكرتونية الشعبية التي تعرض في أكثر الأوقات مشاهدة من الفترة المسائية، يبرز دور الأهالي المطلوب منهم الكثير من التوضيحات. المشهد الذي يعرض ويشاهده الجميع، يمر عند الراشدين برضا عام ترافقه ضحكات متواصلة. أما عند فئة الصغار، فإن الأمور لا تمر إلا بعدما يعلق في الأذهان الكثير من الصور الحية عن واقع الحياة المحلية منذ القدم وحتى أيامنا هذه. تذكر أمينة راشد وهي أم لابنتين إحداهما في السادسة من عمرها والثانية في التاسعة من عمرها، أنها خلال شهر رمضان تكاد لا تشاهد غير البرامج الكرتونية «فهي تعرض في أوقات مناسبة لا تتعارض مع اهتماماتي المنزلية. أجلس مع زوجي وابنتي ونشاهد هذه الشخصيات المضحكة التي تثير فضول الجميع». وتشير إلى أنها طوال فترة العرض توضح لابنتيها معاني الكلمات التي لا تفهمانها من اللهجة الشعبية. وتعتبر أن الأمر في غاية الأهمية، «لأن البرامج الكرتونية هذه تصيب عصفورين بحجر واحد». فهي من جهة تجذب الصغار لمشاهدتها من المشهد الأول حتى النهاية. ومن جهة أخرى تستفز فضولهم للتعرف بشكل واضح على أدوات العيش، وتفاصيل الحياة في المجتمع الخليجي عموما والمجتمع الإماراتي خصوصاً. أدوات الماضي وتورد شيخة سالم وهي أم لأربعة أبناء في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، أنها تنظر إلى هذا النوع من المسلسلات الكرتونية بعين الرضا. «لأنها تعيدنا نحن الأهالي إلى أيام خلت، كانت فيها الحياة بسيطة. وتذكرنا بأمور لم تعد تتبادر إلى أذهاننا لكثرة انشغالاتنا ولتداخل مجتمعنا المحلي مع المجتمعات الأخرى». وترى من جهتها أنها تستغل أوقات عرض هذه المسلسلات التي يستلطفها أبناؤها، حتى تدخل معهم في أحاديث لها علاقة بالهوية الوطنية. «أكثر ما يعجبني في الفقرات الكرتونية الشعبية طريقة اللفظ، وما يتضمنه السيناريو من مشاهد تركز على أدوات الماضي مما كان يستعمله الأجداد». وتلفت إلى أنها معجبة كذلك بالقيم التي تأتي الحلقات على ذكرها، والتي تشكل فرصة ذهبية يتعلم منها الجيل الناشئ. ويذكر ابنها الأكبر محمد، أنه فخور بكونه إماراتياً. وهو يتابع مسلسل «فريج» منذ بداية عرضه قبل 4 سنوات قائلا: «أحب شخصية أم خماس وأم سلوم، وتعجبني المعاني التي يتحدثون عنها والتي توضح طريقة عيش الأولين». ويذكر أن من الفقرات التي تلفت انتباهه تلك التي تشير إلى أسلوب التمدن الذي طرأ على الحياة اليومية، وكيف أنه عقد الأمور أكثر من تسهيلها. «أنا شخصياً أتابع معظم المسلسلات الكرتونية، وأكثر ما يستهويني تلك الناطقة بلهجتنا المحلية». طريقة مثمرة ويعلق سلطان خميس على ضرورة تربية النشء الجديد على المعاني القيمة التي تربت عليها الأجيال القديمة في المجتمعات الخليجية. «ولا أرى أفضل من المسلسلات الكرتونية الشعبية، لترسيخ هذه المفاهيم، ولاسيما أن فئة صغار السن تكاد تكون منسية ضمن البرامج الرمضانية عموما». ويذكر أنه يجلس يومياً في الفترة المسائية مع أولاده الثلاثة، ليشاهد حلقات مسلسل «اشحفان» ويتبادل معهم التعليقات حول ما فهموه منها وما لم يفهموه. «وأجد أن هذه الطريقة مثمرة جداً، لأنها بمثابة اختبار يومي للتأكد من أن القيم الاجتماعية الضرورية تصلهم وإن عبر فقرة في مسلسل كرتوني». خفة الظل تقول الطالبة فاطمة علي (12 عاماً) إنها معجبة جدا ببرنامج «شعبية الكرتون» الذي يسليها عندما تشاهده مع أفراد الأسرة. موضحة «أنا متعلقة بأبطاله الذين يتميزون بخفة الظل، وبالأفكار التي يطرحها والتي تتمحور بمعظمها حول المجتمع الخليجي». وعما إذا كانت تفهم كل العبارات التي تقال أو مفردات السيناريو وحيثيات الديكور، تقول: «لا أفهمها كلها، لكنني أحاول أن أستنتج المقصد منها من خلال المعنى العام للحوار. أما ما لا أفهمه من كلمات أو أشياء أخرى في المشهد، فأنا أسأل عنها والدي وأحيانا أخواني الكبار». وهي تتناقش دائما في مواضيع الحلقات مع قريباتها، وتشرح لهن ما لم يفهمنه من مشاهد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©