الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقتناء الفوانيس تقليد رمضاني ينتشر في لبنان

اقتناء الفوانيس تقليد رمضاني ينتشر في لبنان
13 أغسطس 2011 23:06
«فانوس» رمضان أصبح من أشهر معالم هذا الشهر الكريم، وارتبط اسمه بحكايات وروايات بدأت بظهوره في صدر الإسلام للإضاءة ليلاً خلال الذهاب إلى المساجد للصلاة وسماع المحاضرات الدينية، أو لزيارة الأقارب والأصدقاء وتفقد الأصحاب. كلمة إغريقية يقال إن «الفانوس» كلمة إغريقية تعني الإضاءة والإنارة، وقديماً أطلق عليه اسم «فانس» حسب التسمية السامية، وتعني أن حامله يضيء حلكة الظلام وتظهر معالم علانية، قصص وروايات قيلت عن أصل الفانوس وحقيقية، ومنها أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية، ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وكان كل طفل حسب الروايات يحمل فانوسه، ويقومون معاً بترديد بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن فرحهم وسعادتهم بقدوم واستقبال شهر المحبة والبركات. ويعد شكل الفانوس بالنسبة للأطفال لعبة جميلة، فهو عبارة عن شمعة مضيئة داخل علبة التصميم، وأصبح أحد المظاهر الشعبية الأصلية في المجتمع العربي والإسلامي، وتعدى ذلك إلى أنه صار من الفنون الفولكلورية التي دارت حولها دراسات وأبحاث الفنانين والأكاديميين، ومادة للغناء والتسابيح، ومن باب القيمة التاريخية التي حصل عليها، قام البعض بدراسة واسعة ومفصلة لظهور الفانوس الرمضاني وتطوره وارتباطه بشهر الصوم، عدا عن أنه في مجالات اخرى تم تحويله إلى قطعة جميلة من «الديكور» العربي وزينة البيوت والقصور ومداخل المساجد، وقد نوقشت أكثر من رسالة «ماجستير» و»دكتوراه» عن تاريخه وبدء استعمالاته لاسيما بعد أن أصبح جزءاً لا يتجزأ من سهرات واحتفالات أمسيات رمضان ولياليه. وأياً كان أصل الفانوس، إلاّ أنه يبقى الرمز الخاص بهذا الشهر الكريم، وتقليد حمله وتزيين الشوارع والبيوت عادة قديمة من ضمن تقاليد توارثتها الأجيال، خصوصاً أن الأطفال يحملون الفوانيس الرمضانية، ويخرجون إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس قبل وبعد قدوم الشهر المبارك، وفي مصر يتطلع كل طفل لشراء فانوسه، وحجز نسخته قبل أي شيء آخر، وقد انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، وأصبحت جزءاً من تقاليد الشهر الفضيل. وعرف المصريون فانوس رمضان في الخامس من شهر رمضان عام 258 هجري، وترافق هذا اليوم مع دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلاً، فاستقبله أهلها بالمشاعل والهتافات وبحمل الفوانيس، وأمر يومها القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة، وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه، وحتى لا تتعرض الشموع للإطفاء، لجأ الناس إلى وضعها على قاعدة من الخشب مع اضافة الجلد والزعف مشكلين بذلك تكوين الفانوس. ابتكارات وتصاميم صناعة الفوانيس لا تقتصر على شهر رمضان المبارك، الاّ أنها تبرز وتنتشر اكثر في هذا الشهر الكريم، لذلك فهي لا تعتبر صناعة موسمية، بل تستمر طوال العام، والفانوس الرمضاني يحمل ابتكارات وأشكالاً وتصاميم متعددة، وتأتي مدينة القاهرة كأول المدن التي تزدهر فيها هذه الصناعة، ومناطق حي الأزهر والسيدة زينب وبركة الفيل والغورية من اهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس، وأصحاب «الصنعة» يتمركزون في هذه الأحياء، حيث نرى «ورش» التصنيع وأسماء لعائلات اشتهرت وورثت المهنة جيلاً بعد جيل، والفانوس بعد أن كان عبارة عن علبة من الصفيح توضع بداخله شمعة، أضيف إليه فتحات لبقاء الشمعة مضاءة ودائمة الاشتعال، وتركيب «لصقات» من الزجاج مع الصفيح، وأخيراً بدأت نماذج وتصاميم ملونة عليها نقوش يدوية، واستخدام مخلفات زجاجية ومعدنية، وهذه الإضافات بحاجة إلى معلمين «صنعة» لديهم المهارة والخبرة والنفس الطويل في هذه الصناعة. ويصف الصانع ماجد الكيلاني هذه الحرفة، بأنها ليست سهلة إطلاقاً، وهي بحاجة إلى نفس فني وتراثي، فالفوانيس ليست على نسق واحد وطراز واحد، فهناك تعقيدات وصعوبات لهذه الصناعة، ويضيف «إذا أخذنا الفانوس المعروف باسم «البرلمان» والتسمية أتت لفانوس مشابه كان يعلق في قاعة مجلس الشعب المصري في الثلاثينيات من القرن الماضي، وأيضاً «فانوس فاروق» الذي يحمل اسم ملك مصر السابق، والذي كان صمم خصيصاً للاحتفالات الملكية التي كانت تقام بمناسبة يوم الميلاد وعيد العرش، وقد تم شراء ما يزيد على الـ500 فانوس من هذا النوع يومها، لتزيين القصر الملكي». ويقول الكيلاني «صناعة الفوانيس تطورت عبر الأزمان المتعاقبة لكن ظهور الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية و»اللمبة» بدلاً من الشمعة، أثر على الاكتشاف الأول، خصوصاً وأن هناك صناعات ظهرت ونجحت في صناعة «الموديلات» الحديثة والعصرية». ويشير إلى أن الفانوس الصيني يتكلم ويتحرك ويضيء وهذا قمة الاختراعات التي أثرت على انتشاره بعض الشيء، لكن يبقى الفانوس المصري هو الأقرب إلى الناس نظراً لما يحمله من تصاميم رائعة تذكرك بالتراث الشعبي القديم.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©