السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين الجسمي يتمسك بالأغاني المنفردة ويراهن على إرضاء جمهوره

حسين الجسمي يتمسك بالأغاني المنفردة ويراهن على إرضاء جمهوره
23 يناير 2012
يمثل الفنان الإماراتي حسين الجسمي ظاهرة فنية جديرة بالدراسة، الرجل يزداد تواضعاً كلما ازداد تألقاً، ويبدو كما لو أنه والنجاح على موعد واثق، فتراه يُدهِش ولا يُدهَش.. كثيرة هي المفاصل الإنجازية التي أغوته بأن يكون مطمئناً إلى قدراته كفنان متفرد، لكن واحدة منها لم تنجح في دفعه نحو إجراء تعديل ولو طفيف على انحيازه الكلي للبساطة والسلاسة.. تكفي نظرة مستعرضة لتجربة الجسمي الفنية، والخطوات الواثقة التي مكنته من اجتياز عقبات المسير بيسر وسهولة، للتيقن من كوننا أمام فنان حقيقي يملك الموهبة والمقدرة والمعرفة، لكنه، بين كل ما لديه، يبدي حرصاً فائقاً على نعمة التواضع، التي تكاد تكون أفضل ما حبته به الحياة من نعم. الجسمي الذي كان لفترة قريبة خلت أحد نجوم شركة روتانا المميزين، قرر مؤخراً فض الشراكة التي جمعته بشركة الانتاج الأولى على الصعيد العربي، وهو قرار يستدعي الكثير من التفكير والتبصر، ذلك أن كثيرين من أهل الفن، وبينهم من يملك تجربة أكثر قدماً من مثيلتها لدى الفنان الجسمي، يعتبرون انضمامهم إلى روتانا بمثابة إنجازهم الحياتي الأبرز، بل يرهنون استمرارهم على قيد الفعل النجومي بمدى ما تغدقه عليهم الشركة من امتيازات، فما معنى أن يسير الجسمي في خط سير معاكس لغالبية أبناء وسطه، حتى لا نقول لجميعهم، ويقرر العودة من روتانا فيما أقرانه يكافحون للذهاب نحوها، ويسعون لتجذير حضورهم في أوساطها؟ ضروة الانفصال يؤكد الجسمي، أن قرار الخروج من روتانا اتخذ بهدوء وبعد تفكير معمق، ولم يخالج مراحل اختماره أي قدر من الانفعالية أو التسرع، والأهم، أنه لا يعكس أي درجة، ولو ضئيلة، من السلبية حيال الشركة، ذلك أنه يدرك جيداً ما تتمتع به روتانا من فعالية وتأثير على الوسط الفني، ويعرف، من موقع المجرب، الفرق الجوهري بين أن يكون الفنان داخل روتانا أو خارجها، هذا على الصعيد المهني البحت، أما فيما يتصل بالمستوى الإنساني فكل من يعرفه يلمس أنه يقابل الحسنى بأفضل منها، وليس له بالتالي أن يتنكر لشركة إنتاج أنصفته ووضعته في مقدمة اهتمامها، ولم تحاول بخس حقوقه الفنية، أو المعنوية.. لذا فإن الانفصال تم بناء على مقتضيات مهنية صرفة، حيث أمكن لدراسة متأنية تناولت الواقع الفني، وخصوصية المهام المهنية التي تطرح نفسها أمامه أن تجعل القرار بالإنفصال عن روتانا ممكناً، بل ربما ضرورياً. الأغاني المنفردة ويوضح الجسمي قائلا: إن الأغاني المنفردة التي أنجزها مؤخراً، والتي سنشهد المزيد منها في المرحلة المقبلة، استثارت نقاشاً مع شركة روتانا، لم يكن ممكناً التخلي عن هذا النسق من الانتاج كون الأغاني مطلوبة وتلقى رواجاً مميزاً، هنا كنا أمام إشكالية لابد من البحث لها عن حل، وهي ضرورة إطلاق يده في الأغاني المنفردة، طالما أنها لا تحمل الشركة أي أعباء، مثل هذا الإجراء، فيما لو اتخذ، كان سيعرض علاقة الشركة بفنانيها الآخرين إلى شيء من الإرباك، لجهة اتهامها بالتمييز، لكن الأساس يكمن في خصوصية ما تميزه، ولما لم يكن بالإمكان مراعاتها لأسباب لا يتحمل أي من الطرفين مسؤوليتها، فقد استقر الرأي على الانفصال الحبي، دون ضغينة أو خصام. تواصل إنتاجي يشبه الجسمي خروجه من عباءة روتانا باستقلال الابن عن أهله عندما يكون عليه أن يؤسس عائلته الخاصة، هكذا لا يمكن اعتبار المسألة حينها تعبيراً عن خلاف، بل ضرورة تفرضها الحياة نفسها، وتأكيداً على صحة طرحه يورد أن العلاقة مع روتانا، في أحسن حالاتها على المستوى الشخصي، حيث يكن الطرفان لبعضهما البعض كل مودة واحترام، كذلك في المنحى المهني أيضاً، وإن كان التواصل الإنتاجي قد انقطع، فإن التعاون التوزيعي لا يزال متاحاً، والأرجح أن روتانا ستتولى توزيع النتاجات الجديدة له، خاصة أنها المنصة الأفضل على مستوى العالم لتوزيع الأغاني العربية. هرم أم نجم؟ لابد للحديث عن حسين الجسمي وتجربته الفنية أن يتناول مكانته على لائحة الفنانين العرب المعاصرين، فالمؤكد أن الرجل حاز نجاحاً من سمة استثنائية، لكن ماذا عن الاعتراف المتحفظ بنجوميته الذي يبديه بعض أهل الفن، ومنهم من يحتل مرتبة طليعية؟! المؤكد أن السؤال لا ينطلق من فراغ، بل هو يستند إلى معطيات شتى، أحدثها حلقة إذاعية من برنامج “جلسات إمارات إف إم” الذي تقدمه الزميلة فرح أحمد، وكان ضيفها الفنان القطري سعد الفهد، وهو علامة مميزة من علامات الغناء العربي لا يشك أحد بتميزها، قد رفض، رداً على سؤال، وصف الفنان الجسمي بالهرم الغنائي، وآثر أن يمنحه لقب نجم ليس إلا، مستنداً في ذلك إلى كون التجربة الفنية للجسمي حديثة السن مقارنة بتجارب كثيرين غيره. استهلك النقاش حول هذه الحيثية الكثير من وقت الحلقة، كما آثار ردود فعل معترضة من قبل محبي الجسمي داخل دولة الإمارات وخارجها، وقد كان للاتصالات الناقمة التي وردت إلى الإذاعة أن دفعت المعنيين إلى عدم تمريرها إلى داخل الاستوديو تجنباً لإساءة لفظية قد يلحقها معجب غاضب بالفنان الفهد.. عن هذه المسألة يبدأ الجسمي رده معتمداً على كثير من الدبلوماسية: نحن نحترم الفنان سعد الفهد، ونقر بمكانته في عالم الفن، كما نحترم وجهة نظره بخصوص تقييمه، ونعتبرها شكلاً من أشكال التعبير عن رأي شخصي لا يسعنا الاعتراض عليه. تجارب العمالقة لا يبدو ميار عباس وكيل الأعمال الفنية لحسين الجسمي متأثراً بما نطرحه عليه، لديه من المقارنات ما يدفعه للرد بهدوء وبعقل بارد: السيدة أم كلثوم محط إجماع بين كل معاصريها، وقد نجد من يضعها في مرتبة الأسطورة الفنية، لكننا قد نجد أيضاً من يشكك بمكانتها الفنية، فهل يمكن اعتبار مثل هذا التشكيك مساساً بها؟! كذلك الأمر بالنسبة للسيدة فيروز التي قد يعتبرها البعض فنانة عادية فهل يمثل ذلك انتقاصاً منها، قد يخضع الأمر لمعايير النسبية، وقد يكون له مبررات شخصية ذاتية، لكنه لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، طالما أننا نتحدث عن عمالقة من الزمن الجميل. وتبقى تلك الدبلوماسية المخملية التي تحيط بأداء الفنان حسين الجسمي: هل تعكس نوعاً من الفرادة في شخصيته؟ هل تضعه بمنأى عن الاستهداف طالما أنه لا ينفعل مع تداعياته بما يحقق غايات المستهدفين؟ هل هي سمات طبيعية بالنسبة لفنان يحرص على أن يكون ذلك على مدار اليوم والعمر؟!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©