الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الحجري يقارب المُتخيّل الروائي أنثربولوجياً

إبراهيم الحجري يقارب المُتخيّل الروائي أنثربولوجياً
10 أغسطس 2013 23:58
تحت عنوان «المتخيل الروائي العربي.. مقاربة أنثروبولوجية»، صدر أحدث كتاب نقدي للناقد والكاتب المغربي الدكتور إبراهيم الحجري، ويقع في 216 صفحة من الحجم المتوسط. وتضمن الكتاب الصادر بالتعاون بين دار النايا للدراسات والنشر والتوزيع بسوريا والشركة الجزائرية السورية للنشر والتوزيع ودار محاكاة للدراسات والنشر والتوزيع، مدخلاً وفصلين، مع مقدمة وخاتمة، خصص المؤلف الفصل الأول لـ»الأبعاد الرمزية للجسد في الخطاب الروائي العربي»، فيما خصص الفصل الثاني لمقاربة «الهوية والآخر في الرواية العربية. وعمل المؤلف في هذا الكتاب على إخضاع النصوص الروائية العربية الجديدة لمجهر السردي والأنثروبولوجي، بناء على كون السرد عملا مُتخيلا، يتضمن مادة إثنوغرافية تخص الممارسات والسلوكيات البشرية، وتصور المظاهر الثقافية التي تميّز المرحلة المؤطرة لوجود الكاتب. ومع أن الكثير من المسرود ليس واقعيا، فإن الانفلاتات اللغوية والأسطورية والتاريخية والسير ذاتية تقدم للباحث معطيات مهمة مكنته أن يؤسس عليها نموذجه التصوري المستعار من الإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا. وهو تصور يمكن أن يقدم للسرديات آفاقا جديدة لتطوير مسارها النظري والإجرائي والنقدي، وهذا لن يتحقق إلا بتراكم الأعمال النقدية والدراسات البحثية في هذا المجال. وبرأي المؤلف في خاتمة الكتاب فإنه من الصعب بمكان، الفصل بين ما هو سردي وما هو إثنوغرافي، لكون البعد الثقافي حاضراً ومحايثاً لكل السلوكيات التي تصدر عن شخصيات السرد، وكل المقولات اللغوية والدلالية التي يستضمرها ويروج لها، فالحدود بين الواقعي والخيالي هي مجرد حدود واهية، ولابد من الذهاب والإياب، والسفر والعودة بين الواقع بوصفه معطىً ومعينا يستند إليه الكاتب في نهل معطياته الثقافية، ومادة الحكي الخام، والمتخيل الذي يُرَمِّزُ هذه المعطيات ويسمو بها صوب بنيات استشرافية تنطلق من المعروف المعطى نحو الغائب/ الأتي/ المنتظر/ المقروء من خلال المؤشرات والدلائل التي يلمح إليها المعطى الإثنوغرافي المرصود، على الأقل، على مستوى النصوص الروائية. ويمكن الذهاب بعيداً في التحليل، من خلال إبراز دلالات بعض المقولات الثقافية المذكورة على مستوى المتن الروائي، والوقوف عليها بعمق تبعاً لما ترتبط به داخل منظومة الرموز السائدة، وفي تعالق حواري معها، حتى تتضح، بصورة جلية، وظيفة اشتغالها الضمني الصامت في تمرير بعض الخطابات التي لها امتداد في النسق العام السائد. ذاك الذي يعمل عمله في الخفاء، ولا يتجلى إلا في السلوكيات والتصرفات التي تنبثق عن الأشخاص من دون وعي مثل اللباس والمظهر الفيزيولوجي والطقوسيات المتعلقة بالأعراس والكرامة والبخور والألوان والفنون الفرجوية والعين المريضة والسحر والحسد والكرامة والشهادة والبركة والمرض والأسطورة.. وغيرها من المقولات التي تحمل في طياتها أبعاداً أنثروبولوجية سواء في بعدها الرمزي أو حتى في بعدها الإتيمولوجي. ويبدو واضحاً كيف أن السردية تمكن الذات من إعادة صياغة فهمها لذاتها ولمشروعها ولهويتها، وإعادة تأويل تلقيها للإشكالات والمحن، حيث يشتغل السرد التاريخي كنسق ترميز وتمفصل، يشيد أنظمة جديدة للفهم والصياغة، ويقدم نفسه كاستراتيجية تأويلية ثانية، تعتمد آليات الأطر والسيناريوهات والخطاطات، ويشخص هذه الآليات المعرفية واللسانية.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©