الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لماذا هذا التباين؟

9 نوفمبر 2010 22:37
أيام قليلة وتنطلق “خليجي 20” في اليمن السعيد، بمشاركة كل الدول بلا استثناء، بعد أن حظيت البطولة، منذ صدور قرار إقامتها في أعقاب اختتام “خليجى 19” في عُمان، وبعد سلسلة من الاجتماعات، على مستوى رؤساء الاتحادات، وأخرى على مستوى أمناء السر، وثالثة فنية، وأخيراً تفقد المواقع مسؤولون أمنيون جميعهم، أكدوا جاهزية اليمن، من حيث المنشآت والفنادق، والأهم الاستعداد الأمني الذي وصل إلى ذروته، ولم يتبق سوى الاستقبال والترحيب بالأشقاء في ربوع اليمن بلد الحضارة والثقافة والتاريخ. إلا أن العديد من البرامج في قنواتنا الرياضية، في الدول المشاركة لا تزال تناقش فرضية إقامة البطولة ونجاحها في ظل الهاجس الأمني وجاهزية المنشآت. وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، وأنهم ليسوا أطرافاً في صناعة القرار، والغريب في الأمر أن عددا منهم مسؤولون في اتحاداتهم التي أعلنت المشاركة، ومن الإعلاميين القريبين من قرار المشاركة ومساهمين في صناعته، وكأنهم يبحثون عن خط رجعة لا قدر الله لو حدث مكروه، ليقولوا إننا حذرنا من المشاركة، وبالتالي يكسبون تعاطف الشارع الرياضي إلى صفهم يوم لا ينفع ذلك. لقد أشبعنا الهاجس الأمني نقاشاً في اللقاءات الرسمية، وفي المجالس وفي البرامج الرياضية الإذاعية والتلفزيونية، وعبر الصفحات والمنتديات، ولم يعد الحديث يجدى الآن، ولن يغير الواقع، فالبطولة سوف تنطلق والأشقاء في اليمن استعدوا لها وسابقوا الزمن في تنفيذ وتوفير متطلباتها، بعد أن قررنا بالإجماع إقامتها، ونحن مدركون لظروفها الراهنة، فلنقف مع الأشقاء في اليمن لتحقيق أهداف بطولتنا الغالية ولا نشتت تركيز لاعبينا إلى أمور لم تعد مجدية بعد جماعية قرار إقامة البطولة والمشاركة. شخصياً تابعت عدداً من هذه البرامج، وأسفت لما يتناولها البعض ممن كانوا يوماً يتغنون بالبطولة، ويطالبون بإقامتها سنوياً بدلاً من كل سنتين، وبين ليلة وضحاها يطالبون بإلغائها لا لاستنفاذ أهدافها، وإنما لعدم اعتراف “الفيفا” بها أو سحب الاعتراف الذي لم يمنحه أساساً متناسين أفضال البطولة على رياضتنا، وبلوغها العالمية واكتمال منشآتها وبنيتها الرياضية، وعناصرها البشرية التي تبوأت العديد من المناصب القارية والدولية. لماذا هذا التناقض في المواقف؟ ولماذا الانقلاب على صاحبة الفضل فيما وصلت إليها رياضتنا؟ وهل الاحتراف يدعونا إلى تغيير جلودنا والتنصل عن مكتسباتنا؟ أم أن موضة التناقضات باتت هي السائدة هذه الأيام، وحتى تشعر الناس بوجودك عليك أن تطرح النقيض، وإن كان هذا النقيض يمس المكتسبات والإنجازات التي تحققت بفضل بطولة جمعت الأشقاء، وتجسدت خلالها كل معاني الأخوة والمحبة والانتماء للخليج الواحد والأمة الواحدة. ولأننا امتداد للوطن العربي الواحد والخليج يشكل ركيزته فإن الواجب يدعونا للالتفاف حول الأشقاء في تصديهم لاستضافة البطولة والحرص على نجاحها والتصدي للإرهاب الذي بات يشكل خطراً على الجميع، فليس أمامنا سوى التكاتف للقضاء عليه في مهده من خلال مشاركتنا الفاعلة بدورة “خليجي 20” في الشقيقة اليمن، ولنرفع من معنويات لاعبينا بحثهم على بذل المزيد من الجهد لنيل شرف البطولة بدلاً من الدعوة لتخاذلهم والتردد في مشاركتهم أوحثهم على عدم السفر مع منتخباتهم وزرع الخوف في نفوسهم. أرجو أن نكون على قدر المسؤولية في دعم الأشقاء ونعمل على إنجاح الدورة بدلاً من هذا التباين والتخويف والترهيب. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©