السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التواصل الثقافي» يطرح برنامجاً للتعريف بالثقافة الإسلامية

«التواصل الثقافي» يطرح برنامجاً للتعريف بالثقافة الإسلامية
23 يناير 2012
يعتبر التواصل الثقافي بين الأمم والشعوب عملية حضارية وإنسانية متكاملة، تخاطب عقولنا ونفوسنا لنفتح أذهاننا على آفاق جديدة وأفكار مختلفة، وتساعدنا كأفراد ومجتمعات من شتى بقاع العالم على خلق فرصاً للحوار وإيجاد لغة مشتركة تمكن كل طرف من استيعاب وتقبل الآخر، فنمد جسوراً من التفاهم وتبادل الآراء، المعلومات والثقافات، كصيغة مثلى للعيش بسلام وإمكانية التعاطي مع المختلفين عنا فكريا ودينيا، وهو ما يؤمن به مركز «التواصل الثقافي»، الذي تحتضنه الشارقة، عاصمة الثقافة الإسلامية. انطلاقاً من كل هذه المعاني، جاءت فكرة إنشاء مركز الشارقة للتواصل الثقافي التابع للأمانة العامة للأوقاف، والذي يعد الأول من نوعه في الإمارة، وذلك تعزيزاً لمكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية، وتأكيداً لأهمية دورها في الترويج لمبدأ الحوار والتواصل بين الحضارات، وليكون باباً مشرعاً لغير المسلمين من الزوار والسائحين للدولة يعرفهم بتراث الإمارات عموماً، وخصوصية الشارقة كمدينة عربية تعد منارة للعلم والدين. دعوة أسبوعية بدأ مركز «التواصل الثقافي» نشاطه الأول بدعوة أسبوعية تقدم لعدد من المقيمين من غير المسلمين والسائحين الأجانب، إلى زيارة مسجد النور في منطقة البحيرة، لما يتميز به من روعة هندسة العمارة الإسلامية، حيث القباب والأقواس وفنون الزخرفة البديعة التي تزين السقوف والجدران، وكل ما يعكسه من تفرد وجمال خاصة مع موقعه الاستراتيجي المميز وإطلالته الخلابة على ضفاف بحيرة خالد، ما جعله قبلة لأنظار القاصي والداني. إلى ذلك، تقول أمل القصيمي مديرة مركز الشارقة للتواصل الثقافي «لطالما عرفت الشارقة بأنها مدينة المساجد والمتاحف، إذ تزخر بعدد كبير من المعالم الإسلامية والتاريخية والعلمية، وجاء افتتاح المركز كبادرة طيبة من الأمانة العامة للأوقاف في الإمارة، وذلك لإبراز وجهها الحضاري والإنساني، وليكون متزامناً مع اختيارها من قبل وزراء الثقافة بالدول الإسلامية كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، والذي حصلت عليه تقديراً لإسهاماتها الكثيرة في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً، ومن منطلق الفكرة النبيلة التي تدعو للتواصل الفكري والثقافي بين الشعوب، وترنو إلى مد أواصر الحوار الحضاري الذي يؤدي لتحقيق رؤية واضحة وجلية وانطباعاً إيجابياً بين مختلف الأفراد والمجتمعات، لذا فقد ارتأينا أن نفتح هذا الباب المهم لنروج سياحياً لثقافتنا الإسلامية، ونعرف بتاريخنا وما نمتلكه من خصوصية قيم وعادات وتقاليد». وتضيف «لم يأت عملنا هذا إلا وفق خطة مدروسة واستراتيجية متأنية، رجحت الحاجة والضرورة إلى القيام بهذا المشروع، ولنكون ملتزمين أثناء تنفيذه بعدم تخطي الضوابط الشرعية والدينية، التي تشترط بعض التفاصيل الواجب توافرها أثناء زيارة الأجانب من غير المسلمين لمسجد النور، مستندين إلى فتوى شرعية صدرت من اللجنة الدائمة للفتوى في الإمارة، تجيز دخول غير المسلمين إليه وفق ضوابط معينة تراعى فيها حرمة المسجد». وتوضح القصيمي «حددنا يوم الاثنين من كل أسبوع موعداً لاستقبال الزوار والسائحين في مسجد النور وتحديداً من الساعة 10-11 صباحاً، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الفنادق والشركات السياحية، أو عن طريق المطويات والمواقع الإلكترونية، لتستقبلهم مرشدات متخصصات من مركزنا، فتشرح لهم باللغتين العربية والإنجليزية نبذة عن المكان، والأذان وأركان الإسلام، ثم تدخل إلى الجانب الاجتماعي فتعطيهم فكرة عن ثقافة أهل الإمارات وتراثهم في الملبس والقيم والعادات والتقاليد، كما تترك قبل نهاية الجولة مساحة للحوار والأسئلة، بالإضافة للسماح لهم بأخذ صور تذكارية داخل أروقة المسجد، مع توديعهم بالضيافة العربية». الخصوصية الثقافية من جهتها، تقول شريفة مادويك، بريطانية مسلمة والمسؤولة عن العلاقات العامة والتطوير في المركز «نهدف من خلال تنظيم هذه الزيارات إلى التعريف بجوهر الإسلام والخصوصية الثقافية التي تتمتع بها الإمارات كدولة خليجية وعربية، خاصة أنها في السنوات الأخيرة أصبحت وجهه سياحية جذابة على المستوى العالمي؛ ولأن الشارقة تمتلك إمكانات جمالية للطبيعة والعمران والمعالم الإسلامية والثقافية، كمسجد النور وغيره، بالإضافة إلى أنها معروفة بأنها مدينة المتاحف التاريخية والجامعات العلمية في الدولة، فقد ظهرت الضرورة لاستثمار كل هذه الموارد المهمة ضمن منظومة ترويجية سياحية ثقافية تدعو لفتح الحوار مع الحضارات الأخرى، لكونها وسيلة مهمة لاستيعاب منجزات الآخرين المعرفية والنوعية وفي عدة مجالات». وتضيف «في هذه الجولات نستقبل أسبوعياً حوالي 10- 30 شخصاً من مختلف الجنسيات والأديان، وعند مدخل المسجد نزودهم بالملابس الشرعية والتقليدية، كالعباية والشيلة للنساء، والدشداشة والغترة للرجال إن رغبوا، ونطوف بهم بأرجاء المكان ونبين تاريخ بنائه وطرازه المتميز الذي يجمع ما بين هندسة معمار الحضارة الفاطمية والعثمانية في آن واحد، لناحية القباب والمنارات والزخارف التي تغلف الجدران، لنمر بعد ذلك بغرفة الوضوء ونتحدث عن الأذان واتجاه القبلة وكيفية الصلاة والسلام والدعاء، ثم نعطي نبذة عن الإسلام بأركانه الخمسة، لنعرف بمبدأ التوحيد والشهادتين والإيمان بالرسل والملائكة والكتب السماوية واليوم الآخر، حيث الثواب والعقاب والجنة والنار، مروراً بفضل صلاة الجماعة وحسناتها، فنشرح مثلاً مبررات وقوف النساء بالصفوف الخلفية، والذي إنما يأتي حافظاً على كرامة المرأة وخصوصيتها وليس تقليلاً من شأنها أو استهانة بمكانتها، ثم نتكلم بعد ذلك قليلاً عن نسبة الزكاة في الإسلام والفرق بينها وبين الصدقة، وعن فضل الصوم وأسبابه، لندخل إلى الجوانب الاجتماعية التي تخص المنطقة، فنعرف بتراث وثقافة أهل الإمارات وهكذا... إلخ، ويتم كل ذلك بأسلوب مبسط وسلس دون تعقيد أو ضغط؛ لأن هدفنا في النهاية هو فتح نوع من التواصل والتحاور الإنساني مع الآخرين، وجعلهم أكثر استيعاباً لفكرنا وديننا وتاريخنا كحضارة إسلامية تدعو للسماحة والسلام». معلومات مهمة وتصف مادويك ردود أفعال هؤلاء الزوار الأجانب لمسجد النور، قائلة «المركز أصبح يستقطب أعداداً غفيرة من الأفواج السياحية التي تتحمس دائماً لدخول أحد مساجد الشارقة للمرة الأولى، حتى أن البعض يكررها لأكثر من مرة، معجـبين بفكرة ما نقدمه لهم من معلومات مهمة عن هويتنا الخليجية وثقافتنا الإسلامية، فنصحح لهم مثلاً إما أفكاراً مغلوطة أخذوها مسبقاً عن الإسلام والعرب، أو نعـرفهم من جديد بجوانب إنسانية أخرى نابعة من قيم وأصالة منطقتنا العربية، وكل ما من شـأنه تعزيز روابط التواصل الثقافي، وترقية الحوار الحضاري بين الأمـم والشعوب». تعاون مع المتحف الإسلامي يتم حالياً إعداد جولات أخرى بالتعاون مع المتحف الإسلامي في الشارقة، لتوسيع نطاق الزيارات وامتدادها إلى أماكن أخرى تهم الزوار والسائحين، كما تشتمل الخطة على الإعداد للكثير من الأنشطة والفعاليات التي سيكون لها أبعد الأثر في إبراز الوجه الحضاري للإمارة، حيث ستتوافر كتيبات مصورة ومطبوعات بلغات متعددة، كدليل يحتوي على أهم المعلومات التي يحتاج إليها السائح حول الأماكن والمعالم المهمة في الشارقة، مع نبذة عن العادات والتقاليد في المنطقة، وبعض الكلمات الشائعة باللهجة المحلية ومعانيها، مع وصفات للأكلات الشعبية والأطباق التقليدية، الإضافة إلى أرقام وعناوين المتاحف والمطاعم والطوارئ والمستشفيات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©