الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدهماني: رمضان في منطقتنا.. إفطار جماعي ومجالس علم وتقاليد يصعب نسيانها

14 أكتوبر 2006 00:32
رأس الخيمة - صبحي بحيري: يحرص علي سعيد الدهماني أبوسعيد أمير على قضاء كل أيام الشهر الكريم في منطقته المنيعي التي تبعد أكثر من مائة كيلومتر عن مدينة رأس الخيمة، وعلى مدى أيام الشهر الكريم لا يخلو مجلسه العامر من جلسات العلم وتبادل الآراء بين أبناء المنطقة•• ولا تخلو مائدة أبوسعيد يوميا من عابري السبيل وعمال البلدية الذين يدعوهم لتناول طعام الافطار معه•• وابناء المنيعي يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة قوامها 2000 مواطن يعيشون منذ عشرات السنين في هذه المنطقة التي مازالت تحتفظ بطابعها البدوي وإن كانت مظاهر الحضارة قد غزت شوارعها الواسعة• يقول أبوسعيد: يبدأ الاستعداد للشهر الكريم منذ النصف الثاني من شهر شعبان حيث تتوجه الأسر الى شراء احتياجاتها من اسواق الإمارة•• ويبدأ أهالي المنيعي زيارات متبادلة مع بعضهم البعض، ومع أول أيام الشهر الكريم يبدأ الافطار الجماعي الذي يشارك به معظم الرجال، فيما تشارك النساء في المنازل في الافطار الجماعي ايضا، ويذهب الجميع لصلاة المغرب في المسجد والبقاء حتى صلاة العشاء والتراويح ثم العودة الى المجلس مرة اخرى لاستقبال الضيوف من المنيعي والمناطق الأخرى التي تتبعها• ويضيف: تستمر الجلسات حتى منتصف الليل واحيانا حتى موعد السحور وصلاة الفجر، ويذهب بعدها كل الى منزله حيث تشهد هذه الجلسات قراءة القرآن الكريم الى جانب جلسات علم، وفي مجلسنا نستعرض كل المشاكل التي تواجه ابناء المنطقة حيث يعرض كل منهم مشكلته ويلتزم الجميع برأي المجلس فنادرا ما تتحول أي مشكلة لأبناء المنيعي الى المحكمة• والى هذا المجلس يأتي ابناء مناطق صخيبر والوعب ووادي الجور والعجيلي فكل ابناء هذه المناطق تربطهم صلات قربى ونسب• تقاليد باقية يقول سعيد الدهماني: ان المقارنة بين أحوال أهل المناطق النائية اليوم وأحوالهم في السابق تؤكد ان العديد من التقاليد والعادات التي توارثوها مازالت باقية رغم حياة المدينة والتقدم الذي شهدته البلاد فروح التكافل التي يعيشها ابناء المنيعي مازالت باقية ففي السابق كنا نفطر على العيش والسمك وكامي الأبقار ولم يكن هناك الهريس والخبيص وغيرها من انواع الحلوى المتعددة التي تشهدها المائدة في رمضان وفي غير رمضان وفي الحالتين هناك حالة من التكافل بين الجميع لم تغيرها حياة المدينة التي نعيشها اليوم• ويذكر علي الدهماني ان رمضان في السابق اختلف كثيرا عن الايام الحالية فقد كان معظم ابناء المنيعي وتوابعها يعيشون على الزراعة والرعي الآن تبدلت الصورة وبات مئات الشباب يذهبون الى الوظيفة صباحا ويعودون مساء واهمل الجميع الزراعة التي كانت مصدر الخير لآلاف الأسر من ابناء رأس الخيمة نتيجة لجفاف الآبار وتملّح التربة وقلة العائد المادي من النشاط الزراعي• مسحراتي متطوع يقول أبو سعيد: في الخمسينات والستينات كان أحد أبناء المنطقة يتطوع بالقيام بدور المسحراتي الذي يعرف جميع ابناء المنطقة بالاسم ويمر على الجميع قبل صلاة الفجر لايقاظهم، الآن لم يعد هناك دور لهذا المسحراتي فقد تطورت الحياة وبات في كل منزل العديد من أجهزة التنبيه الى جانب اذان المسجد الذي يصل الى كل الناس• ويضيف: في أيام الشتاء والمطر كان المسحراتي المتطوع يتحمل مشاق التجول بين الشوارع لايقاظ الصائمين ويسبقهم الى المسجد لأداء صلاة الفجر•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©