الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنانون والفنانات: رمضان.. عبادة وعمل وصلة رحم

14 أكتوبر 2006 00:33
دمشق ـ عمّار أبو عابد: كيف يعيش الفنانون والفنانات نهارات وليالي رمضان الكريم؟• وهل تتغيرعاداتهم في هذا الشهر؟ وماذا يشعرون تجاهه، وماذا يعني لهم؟• إن هؤلاء الفنانين يملؤون شاشات التلفزيونات العربية، بحيث نراهم يومياً من خلال الأعمال التي يقدمونها، فنعيش معهم أحداثها ونعايشهم فيما يثيرون من قضايا، وما يروون من حكايا! حتى يكاد بعضنا أن ينسى أن هؤلاء الذين نراهم على الشاشة يمثلون أدواراً! وأنهم في الواقع والحقيقة أشخاص مختلفون في حياتهم الشخصية؟• سنعايش الفنانين في بيوتهم، لنرى كيف يعيشون أيام الشهر الكريم؟ الفنانة المخضرمة نبيلة النابلسي تحاول في شهر رمضان تنشيط علاقاتها الاجتماعية مع أهلها وأصدقائها، وتدعوهم إلى منزلها، لتناول طعام الإفطار معهم، كما تزورهم في منازلهم بالمقابل، وتقول: ''إن أسرتي تأخذ حيزاً كبيراً من وقتي في رمضان، إذ أنشغل بتحضير طعام الإفطار لهم، وأجهز أطعمة رمضانية معروفة، فأنا سيدة مطبخ ممتازة• أما بعد الإفطار فأجلس مع أسرتي لمتابعة عمل درامي قد أكون مشاركة فيه أو غير مشاركة• وتتغير عاداتي في أيام رمضان، إذ أنني ألتفت إلى القراءة أكثر من الأيام العادية، وأمارس بعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وفي الليل أحافظ على عادة السحور كأي عائلة مسلمة، ونجتمع عائلتي وأنا على المائدة، ونحن سعداء''• ولعل أكثر ما تحبه نبيلة في رمضان هو تآزر الناس وحبهم لبعضهم بعضاً، لكنها تعبر عن أسفها لأن قلة منهم قد تخلت عن عادات وسلوك الآباء والأجداد، وتقول: في الماضي كان بيت الفقير لا يخلو من أصناف الأطعمة المتعددة في رمضان، لأن جميع أهل الحارة كانوا يتذكرونه، أما الآن فلا أحد يفكر إلا بنفسه، وأنا أعمل لمحاولة تجاوز هذا الواقع من خلال عضويتي في إحدى الجمعيات الخيرية التي تعمل على مساعدة الفقراء• توبة وعبادة الفنانة هالة حسني تشعر بأجواء رمضان وتمارس طقوسه الجميلة، وهي تحاول جاهدة الحفاظ على العادات الرمضانية القديمة، تقول: عاداتي في رمضان تختلف لأنني أقضي معظم وقتي مع الأهل والأقارب، وأتناول طعام الإفطار والسحور بصحبتهم، ونظراً لأنني أتمتع بموهبة الطبخ فإني أشغل نفسي قبل الإفطار بتحضير الطعام• وتحافظ هالة على عادة الآباء والأجداد، وتقول: ''لازلت محافظة بشدة على العادات والتقاليد التي نشأت عليها، مثل اجتماع الأهل في رمضان، و''سكبة الجيران''، أي تقديم شيء من طعامنا لجيراننا، كما أنني في رمضان أحب مشاهدة الأعمال الدرامية التي شاركت فيها، وأستمع إلى آراء أهلي وأقربائي في أدائي وطبيعة دوري''• أما الفنانة صفاء رقماني فإنها تمضي شهر رمضان في التوبة والتضرع إلى الله، وتقول : ''أنا والحمد لله أصوم كل أيام رمضان المبارك، وأحرص على التقرب من الخالق عز وجل بشكل كبير في هذا الشهر، لأني أعتبره شهراً للتعبد والتسامح''• وتقصر صفاء زياراتها الاجتماعية في رمضان على الأهل والأقارب، فتزور أقاربها، وتوثق علاقاتها بهم، وتقضي كل الأوقات معهم، وتقول: إن رمضان هو مناسبة غالية للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ولتهذيب النفوس وأداء الواجبات العائلية والاستمتاع بأجواء رمضان الروحانية• مشغولة دائماً الفنانة الكبيرة منى واصف تتذكر أيام طفولتها في رمضان فتقول: ''كنا مقيمين في حي الشعلان، ونعيش أجواء الخير والعطاء والإيمان والإحساس بالقرب من الله تعالى، وفي صغري كنت مكلفة بإحضار العرقسوس من عند البائع، فأحمل الإبريق، وأسير بالقبقاب! وأمشي الهوينا، حتى إذا ما دوى مدفع الإفطار، هرعت إلى منزلي كي أتناول طعام الإفطار مع أسرتي''• ولا تجد منى الوقت للقيام بواجباتها الاجتماعية في رمضان، بسبب ظروف سفرها الدائم، كما أنها قد تضطر للعمل في رمضان لإكمال تصوير بعض الأعمال غير المنجزة، وتقول: ''أتمنى أن أجلس في رمضان بالمنزل، وأن أمارس طقوس هذا الشهر الفضيل، وأرتاح، لا سيما أنني لا أفضل السفر في رمضان، بل أحب تمضيته في الشام''• وتتقبل الفنانة منى التغيرات التي طرأت على عادات الناس في رمضان، وتقول: أيام رمضان تغيرت الآن عن السابق، فهي الآن مهرجانات وخيم وموائد رمضانية وسهرات وبرامج تلفزيونية وطرب! وأنا لا أعارض ذلك، فلا بد لكل شيء أن يتغير مع الزمن، وأنا امرأة مستقبلية أتقبل العصر كما هو، لكني أتمنى ألا يتوقف الناس عن فعل الخير في رمضان وفي بقية أشهر السنة• وعن عاداتها في رمضان تقول منى واصف: ''إن عاداتي تتغير إلى حد ما، إذ يزيد''أكلي'' وتزيد ساعات متابعتي للتلفزيون، حيث أختار المسلسلات التي أتابعها، كما أنني أفضل المشي في شوارع دمشق القديمة في هذا الشهر بجانب الجامع الأموي، وأستمتع كثيراً بسماع الأذان الجماعي الذي ينطلق من الجامع الأموي الكبير في مواعيد الصلاة في كل يوم من أيام رمضان''• أما الفنانة نسرين طافش فتطلب في رمضان المغفرة والرضى، وتقول: '' إن رمضان هو شهر المواجهة مع النفس، والارتقاء بها إلى أجواء روحانية صافية، فالإنسان الذي شغلته الحياة وظروفها، يجد نفسه في هذا الشهر الكريم قريباً من ربه، لكي يراجع أخطاءه، وينقي ضميره، وهو أيضاً فرصة لصلة الرحم، فأنا أزور أهلي وأقاربي في هذا الشهر كثيراً، لا سيما أنني لا أستطيع فعل ذلك بقية أشهر السنة بسبب ظروف العمل• وتعبر نسرين عن انزعاجها من التصاق الناس بشاشة التلفزيون وتقول: إن انشغال الصائمين بالمسلسلات ومتابعتها يصرفهم عن التواصل مع بعضهم بعضاً، وعن القيام بالزيارات الاجتماعية وصلة الرحم''• وعن عاداتها في رمضان تقول نسرين:'' إنها تنتهز أيام الشهر الكريم لتزيد من ساعات القراءة، وممارسة الرياضة، كما أنها تكرس الجزء الأكبر من الوقت للزيارات العائلية''• التقرب من العائلة والفنانة ضحى الدبس تتمنى أن تكون كل أشهر السنة مثل رمضان، لأنها تفرح بانتشار أجواء المحبة والألفة والتسامح والتعاون بين الناس• وتقول: ''رمضان هو شهر تطهير أرواحنا وشهر التقرب من العائلة، لذا فإني أخرج مع أسرتي الصغيرة كي نعيش أجواء رمضان وطقوسه، كما أنني في هذه الأيام أتقرب من أولادي أكثر، وتسودنا أجواء حميمية خاصة عندما نجتمع على مائدة الإفطار''• وفي فترة بعد الإفطار تنصرف ضحى لمتابعة بعض الأعمال الدرامية المختارة على الشاشة الصغيرة، فتشاهد المسلسلات التي شاركت بها، وتتابع أداء زملائها وزميلاتها، وهي تتمنى أن تبقى ضمائرنا متيقظة دائماً، وأن نحافظ على مشاعرنا المحبة في مواجهة عصر المصالح والماديات''! الفنان المخضرم عمر حجو يرى أيضاً أن جمالية رمضان في الصوم طوال النهار، والاجتماع مع الأسرة على مائدة الإفطار، وفي أداء وممارسة العبادات والصلاة والتقرب إلى الله عز وجل، لكنه يعبر عن أسفه لأنه في رمضان عادة ما يكون مشغولاً• فيقول: ''استمرار تصوير بعض الأعمال التلفزيونية التي أشارك بها تشغلني غالباً خلال رمضان، فأمضي أوقاتي في مواقع التصوير، وأعمل ليل نهار وبعد الإفطار، فلا يتسنى لي زيارة الأقارب، أو متابعة أجواء رمضان، أو حتى مشاهدة الأعمال الدرامية على الشاشة الصغيرة، لكني أحاول دائماً أن أجد فسحة من الوقت للتعويض عن ذلك''• وكذلك يبدو الفنان غسان مسعود مستاء لعدم قدرته على الاستمتاع بأجواء رمضان، ويقول: ''يبدو أنه قدر علينا أن نستمر بالعمل في رمضان، حتى أصبحنا لا نميز بين الليل والنهار''، ويتمنى غسان أن يقضي رمضان مع عائلته وأسرته الصغيرة، لا سيما أنه في هذا الشهر ـ ما لم ليكن مشغولاً ـ تتغير عاداته إلى حد ما، حيث يجتمع مع أسرته كل يوم على مائدة الإفطار، ويصبح احتكاكه بهم أكبر، ويأخذون حيزاً أكبر في حياته ومن وقته• الفنان خالد تاجا يرى في شهر رمضان مهرجاناً وشهراً احتفالياً كبيراً، ويقول: ''أحب التقاليد والطقوس والاحتفال بالمناسبات، ورمضان طقس عبادة جميل يحتفل به الناس، وتتوحد مشاعرهم وأفكارهم، لكن تاجايلاحظ: أن ليالي رمضان تحولت إلى ''سوق عكاظ'' تعرض فيها أعمال الفنانين الدرامية خلال عام كامل، لذا فهو يشبّه ما يعرض على الشاشات العربية في رمضان بالمهرجان التلفزيوني الذي لا ينقصه سوى توزيع الجوائز، ويرى: ''أن جمالية عرض الأعمال يتمثل في مشاهدتها من قبل الجمهور في جميع أنحاء الوطن العربي، مما يكسب العرب ربما وحدة المشاعر والمبادئ''• ولا يعتبر خالد تاجا في كثافة العروض التلفزيونية ظاهرة سلبية، بل هو يعتبرها إيجابية، لأنها تخلق جواً من التنافس والحيوية• ويعتصم تاجا في منزله أيام رمضان، فلا يزور الخيم الرمضانية أو غيرها، بل يقصر نشاطه على استقبال الأقارب والأصدقاء•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©