الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حديث البقدونس

14 أكتوبر 2006 00:40
سألت زملاء عن أهمية البقدونس بالنسبة لقضايانا القومية؟ وفوجئت بإجابات متنوعة تؤكد ما التبس عليّ• فقد عدّل الزميل الإماراتي غترته، واعتدل في جلسته، وقال: كيف يستقيم طبق السلطة الرمضاني بدون الأخضر الريان؟ أما الزميل المصري فقد تنحنح قبل أن يجيب: إزاي يا فندم، ما البقدونس هو سرّ أسرار الخلطة السرية للكفتة• وعندما حاولت معرفة بعض تلك الأسرار تبين لي ان الدكتور حواس مدير آثار الجيزة هو العالم الوحيد بشفرة الكفتة والبقدونس• وحينما جاء الدور على الزميل اللبناني امتطى راجمة صواريخ من وراء ظهر قوات اليونيفل ليؤكد ان صحن التبولة لا اسم له ولا لون ولا طعم بلا البقدونس• طبعا لم أكن أعرف قبل شهر رمضان المعظم ان هناك أزمة قومية تسمى أزمة البقدونس، تتمركز في مدن الإمارات، وتضاف إلى هلال الأزمات من العراق إلى فلسطين• ومنذ اليوم الأول للصيام وجدت نفسي معنيا بهذه الأزمة، ليس بسبب الحاجة الشخصية إلى البقدونس وإنما انسياق وراء الهم العام• ترافقني صورة البقدونس في ذهابي وإيابي، أحلم به نائما، وأترنم باسمه صاحيا••• فهو سؤال أبعد من المنال، منذ بداية الشهر الكريم وحتى اليوم• ذهبت إلى الجمعية لأجد الطوابير أمام فردوس البقدونس المفقود أطول من طوابير الهجرة أمام السفارات الأوروبية في دول العالم الثالث• نصحني احدهم بالذهاب إلى ''سوبر ماركت'' الأجانب سائلا عندهم عن بقدونس بلادنا، فجاءني الجواب من سيدة فرنسية: نحن يا سيدي في بلادنا نستخدم الكزبرة اذا لم نجد البقدونس• لم أكد ابدي دهشتي حتى شرحت لي رفيقتها الالمانية المسألة: ملكتهم ماري أنطوانيت نصحت شعبها الجائع بأكل البسكويت بدلا من الخبز المفقود• أمام هذا الخذلان كان لا بد من العودة إلى بقالة حارتنا• هناك حدجني حاجي عمران بنظرة جعلتني أستغفر ربي من أي سوء نية وراء سؤالي عن البقدونس• ولم يكتف حاجي بذلك بل دفع اليّ بعدد من جريدة ''الاتحاد'' ودلني على مقالة الأستاذ عبدالله رشيد التي يتحث فيها عن هوامير البقدونس• اعتذرت عن وقاحتي قبل أن يؤكد البقال أنه شكل لجنة مع زملائه لترجمة مقالة الاستاذ رشيد إلى الاوردو• المهم تمضي أيام الشهر الكريم بلا بقدونس، وتتضاعف مفاعيل الأزمة وتوابعها نفسيا وصحيا وسلوكيا، لكن الأهم من كل ذلك هو سؤال يتردد بالحاح: هل يصح الصيام بلا بقدونس؟ عادل علي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©