عبد الحي محمد: خصصت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 5ملايين دولار لإنجاز أول وأكبر معلمة ''موسوعة'' فقهية في العالم الإسلامي تضم جميع القواعد الفقهية الواردة في المذاهب الفقهية الثمانية المعترف بها من منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم أكثر من 50دولة إسلامية• صرح بذلك لـ''الاتحاد'' الدكتور عز الدين إبراهيم مستشار المؤسسة رئيس اللجنة العليا للمعلمة مؤكدا أنه يتم إنجاز المعلمة بالتعاون بين مؤسسة زايد للأعمال الخيرية ومجمع الفقه الإسلامي في جدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي•
وشدد على أن المعلمة تعد مرجعا رئيسيا لاغنى عنه للمشرعين والمفتين والعلماء المشتغلين بالفقه الإسلامي وتدريسه ،والتشريعات الإسلامية في كافة البلاد الإسلامية على اختلاف مذاهبهم، ''وحينما يقرر المسلمون في أي قطر من أقطارهم الحكم بالشريعة الإسلامية فإنهم سيجعلون هذه الموسوعة مستند تفكيرهم واجتهادهم•
وأكد أنه بصدور المعلمة ممثلة لجميع المذاهب سوف يكتشف المسلمون أن ما يجمعهم فكريا أكبر بكثير مما يفرق بينهم، وأن تفريق المسلمين وفقا للمذاهب مبني على أوهام كثيرة وأخبار باطلة ،ولابد من تعاونهم فيما يتفقون عليه ويعذر بعضهم بعضا فيما يختلفون حوله، فهي أداة من أدوات الوحدة الدينية والتشريعية ،وعلى أية حال فإن نقاط الاتفاق لاتقل عن 90في المائة، وليس هناك تناقض بل اختلاف في مواضيع الاهتمام ،فهناك أمور يهتم بها مذهب لا يهتم بها مذهب آخر،وإذا عرضت عليه لا يستنكرها، كما أن الاختلاف أحيانا يكون في الشدة والتخفيف•
وذكر أن المعلمة تتميز بأنها ممولة من مؤسسة معروفة بإخلاصها وأن مقصدها الوحيد هو خدمة الإسلام والمسلمين دون دعاية أو رياء وهذه طبيعة جميع الأعمال التي تنتسب إلى طيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله،كما تخرج من عباءة العالم الإسلامي بجميع دوله ،كما أن تبوبيها وفهرستها يعتنى بها عناية تفصيلية حتى يستطيع أن يتوصل للمعلومة كل راغب في ذلك إما من باب الموضوع ،أو من باب الحرف الأول للقاعدة ،أو من باب المذهب الذي يهتم به ،وإما غير ذلك من المداخل التي تجعل الموسوعة ميسرة لجميع العاملين فيها• وقد خصصت اللجنة المشرفة على المشروع فيلا في جدة يتواجد فيها حاليا 40عالما وإداريا يواصلون عملهم ليل نهار• كما تم استكتاب أكثر من 150فقيها وعالما من نخبة علماء الفقة الإسلامي في العالم•
واستخرج العلماء القواعد الفقهية من 650كتابا تشتمل على 2200مجلد، وكانت المرحلة الأولي بمثابة تجميع شامل مر بعد ذلك بمراحل التصفية وحذف المكررات والتأكد من التوثيق والتمييز بين أنواع القواعد، فمن القواعد مايمكن تسميته القواعد العقدية ومنها مايسمى القواعد الأصولية أي التي يحكمها أصول الفقه ،ومنها القواعد المقاصدية ، وأخيرا القواعد الفقهية التى تحكم أبواب الفقه•
عدد اليوم
