الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلب العلم فريضة على المسلمين ومن أفضل العبادات والقربات

11 أغسطس 2013 20:03
فضل العلم كبير والإنسان العالم أو طالب العلم أفضل عند الله تعالى من الجاهل، ولذلك كان الحرص على طلب العلم وخاصة العلم الشرعي له أهمية كبرى قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)، «سورة الزمر: الآية 9»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين». ويقول الدكتور عبد الجواد المحص أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن فضل العلم قال تعالى: (فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما)، «سورة طه: الآية 114»، تتحدث هذه الآية عن عجلة النبي صلى الله عليه وسلم على تلقف الوحي ومبادرته إليه والتي تدل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم للعلم وحرصه عليه ولذلك أمره الله تعالى أن يسأله زيادة العلم لأن العلم خير وكثرة الخير مطلوبة وهي من الله والطريق إليها الاجتهاد والشوق للعلم وسؤال الله والاستعانة به والافتقار إليه في كل وقت وتدل هذه الآية على الأدب في تلقي العلم وأن المستمع. والمتلقي للعلم ينبغي له أن يتأنى ويصبر حتى يفرغ المعلم من كلامه فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال ولا يبادر بالسؤال. وأضاف: وقال تعالى: (ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)، «سورة فاطر: الآية 28»، كل من كان بالله أعلم كان أكثر خشية له عز وجل، وبالتالي وجب له البعد عن المعاصي والاستعداد للقاء من يخشاه وهذا دليل على فضيلة العلم فإنه داع إلى خشية الله وأهل خشية الله هم أهل كرامته وهذا ثناء من الله سبحانه وتعالى على العلماء وبيان لعظمة منزلتهم ولعظم فضلهم وخاصة علماء الشريعة علماء القرآن والسنة الذين يخافون ويراقبون الله ويعلمون عباده ويقفون عند حدوده وينفذون أوامره فأعمالهم تطابق أقوالهم وعلمهم وهم أكمل الناس خشية لله عز وجل وليس معنى ذلك أن المؤمن لا يخشى الله قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون). وأشار إلى أن الباحث عن العلم ينال أجر وثواب هذا العلم حتى بعد وفاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» . وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم حيث قال: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، وطلبة العلم هم القائمون بأمر الله حتى تقوم الساعة. تلقي العلم وطالب العلم والمتلقون له يختلفون من جهة رغبتهم فيما يتلقون ويختلفون أيضاً من جهة استعداداتهم فليست الرغبات والاستعدادات واحدة فمنهم من يتلقى العلم رغبة في تحصيله ومنهم من يستمع للعلم رغبة في تقييم المعلم ومعرفة مكانته العلمية وحسن تعليمه بقصد رفع الجهل عن نفسه لأن للعالم نورا يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه، فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة» وهذا هو الإخلاص الواجب في العلم لأن طلب العلم عبادة والإخلاص في العلم بأن ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره وقد سئل الإمام أحمد عن النية في العلم كيف تكون؟ فقال: أن ينوي رفع الجهل عن نفسه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©