الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثغر النضيد في سبيله يهون كل شديد

الثغر النضيد في سبيله يهون كل شديد
14 أكتوبر 2006 23:39
"وأمطرتْ لؤلواً من نرجسٍ وسقتْ..ورداً وعضَّت على العناب بالبرَدِ"... هل بالغ الشاعر في هذا البيت في تصوير جمال معشوقته التي بدت أسنانها بيضاء مثل ندف الثلج؟ بالطبع··· لا، فكل إنسان يتمنى أن تكون أسنانه بيضاء لامعة ليكون صاحب ابتسامة جميلة· وابتسامة المرء أو ''تكشيرته'' تحدد شخصيته، فإما أن يكون جذاباً حيوياً وصاحب ''ناب ضاحك'' وابتسامة عذبة، أو صارماً جاداً وصاحب ''تكشيرة'' ربما يتندر بها الأصدقاء· الأمر كله يعتمد على الأسنان· إن كانت بيضاء منظومة ومرتبة فصاحبها محظوظ، وإن كانت صفراء ومتراكبة فوق بعضها البعض فإنه يفتقد واحدة من أهم ملامح الجمال، لأنه سيضطر إلى مداراة ضحكته خجلاً من مظهر أسنانه· في هذه الحال لا بد من التقويم ولا منقذ سوى طبيب الأسنان الذي يشخص ويضع الخطة ويرسم الشكل المتوقع في المستقبل· ولأن الابتسامة غالية وعزيزة، يهون في سبيلها كل شديد وصعب، وفي سبيل الثغر النضيد، وكرمى لعين ''الابتسامة الجميلة'' لا بأس بالقليل من الألم· فتحية البلوشي: الابتسامة الجميلة على أهميتها، ليست السبب الوحيد وراء الإقبال الكبير الذي نلحظه هذه الأيام على تقويم الأسنان، فهناك أسباب صحية لا ينبغي إهمالها، والأسنان إلى جانب مظهرها الجمالي تؤدي وظيفة مهمة وهي مضغ الطعام، ولا شك في أن الأسنان السليمة والمرتبة بشكل جيد تؤدي هذه الوظيفة على أكمل وجه· ما هو التقويم؟ يتحدث الدكتور أناند شريفاني أخصائي تقويم الأسنان عن نشأة طب تقويم الأسنان فيقول: ''إن تقويم الأسنان (orthodontics) فرع من فروع طب الأسنان يختص بتقويم الأسنان والفكين· وقد نشأ منذ 200 سنة كانت فيها الأجهزة الثابتة هي المسيطرة على تقويم الأسنان· ومع التقدم العلمي ظهر نوعان من الأجهزة المستعملة في التقويم: الأجهزة الثابتة التي تستعمل الحركات المعقدة في الأسنان مثل الدوران، وهي أكثر تحكما بالقوة المسلطة على الأسنان من حيث الاتجاه ومقدار الحركة· والأجهزة المتحركة التي تستطيع أن تنجز الحركات البسيطة· ويصنع الجهاز الثابت من مواد مختلفة بعضها معدني والآخر سيراميكي وهناك أنواع مطلية بالمعادن الثمينة كالذهب مثلاً''· التقويم والعمر ويؤكد الدكتور أناند أن البدء في تقويم الأسنان مبكراً يجنب الشخص الكثير من المتاعب· بل إن بعض الحالات يتم علاجها في فترة الأسنان اللبنية، لذا يبدو العام السادس هو السن المناسب لإجراء أول فحص تقويمي للأسنان· ولتجنب حدوث بعض المشاكل والانحرافات التي قد تصيب عظام الفكين، والتي يمكن معالجتها بالتقويم في حال اكتشفت مبكراً بينما قد يستلزم تطورها إجراء الجراحة في الفكين· كما يشير إلى بعض العادات الشخصية الخاطئة التي تسبب تحرك الأسنان وتجعل الشخص في حاجة أكيدة للتقويم مثل: عادة مص الإصبع التي تؤدي إلى بروز الأسنان العلوية وخلل في علاقتها مع الأسنان السفلية وتشوهات في الفكين، وعادة دفع الأسنان باللسان، وهناك بعض الأمراض التنفسية الالتهابية التي تسبب انسداد الأنف مما يجعل الإنسان يلجأ إلى التنفس الفموي والذي يؤثر سلبا على نمو الوجه والفكين''· السيراميك والمعدن ويتحدث الدكتور عباس حسين أخصائي تقويم الأسنان بقليل من التفصيل عن الفرق بين الجهازين المعدني والسيراميك المستعملين في تقويم الأسنان: ''يختار الكثير من مرضاي جهاز السيراميك لعلاج أسنانهم لأن منظره شفاف على الأسنان· لكني كطبيب لا أنصح به مرضاي، فهو بالإضافة إلى ارتفاع كلفته المادية، سريع الكسر خاصة عند الأطفال، وهذا يؤثر على مدة العلاج وعلى النتيجة أيضاً· ناهيك عن أن انزلاق الأسنان من خلال الأجهزة السيراميكية أقل من الأجهزة المعدنية، خصوصا على بعض السبائك المكونة للأسلاك مثل التيتانيوم وغيرها مما يسبب طول مدة العلاج· كما أن التفصيلات النهائية الدقيقة لوضع الأسنان يمكن تنفيذها أسهل بالجهاز المعدني من السيراميكي''· نجاح التقويم وعن العوامل المؤثرة في نجاح التقويم يتابع الدكتور عباس: ''هناك عوامل عدة تتحكم في نجاح التقويم منها: التشخيص الصحيح للحالة، وتصور النتيجة النهائية قبل البدء في التقويم، وتصميم الجهاز المتحرك للأسنان من حيث شكل السلك والانحناءات فيه ونوعه وسمكه وما يتبع ذلك من مقدار القوة المسلطة عليه واتجاهها· كما يلعب عمر المريض دوراً في ذلك، فالأسنان تتحرك بمعدل أسرع عند الصغار منه عند الكبار· بالإضافة إلى العناية بالأجهزة وتجنب تغيير شكلها أثناء التقويم، وتكوين جسم المريض ومدى استجابة الفك لحركة الأسنان لأن عملية التقويم عملية حيوية تحتاج الكثير من الخلايا في جسم الإنسان''· بين الرجال··· والنساء ويؤكد الدكتور عباس أن لا فرق بين حاجة النساء والرجال إلى التقويم؛ فحركة الأسنان في الجنسين واحدة· لكن إمكانية تراكب الأسنان السفلية الأمامية عند الإناث تبدو أكبر مقارنة بالذكور، وذلك لحسابات تخص حجم الأسنان اللبنية مقارنة بحجم الأسنان الدائمة· بالإضافة إلى صغر فك الأنثى عن فك الرجل· وإقبال النساء على التقويم مجرد امتداد لحسهن الجمالي الدائم ورغبتهن في التأنق والظهور بشكل أفضل أكثر من الرجال· تقرحات أولية وتوافق الدكتورة وفاء الخوالدة أخصائية تقويم الأسنان على ما قاله زميلها وتضيف: ''يحتاج مريض التقويم إلى فترة علاج من سنة ونصف إلى سنتين رغم أن بعض الحالات تمتد إلى أكثر من ذلك· ولا بد لمن يضع التقويم أن يراجع الطبيب شهريا لتنظيف الأسنان ومتابعة حركتها وشد الحاصرات التقويمية· وبالطبع يتعرض المريض لبعض آلام الأسنان والتقرحات الفموية خاصة في الأيام الأولى، لكن التقويم عادة من أقل المعالجات السنية إيلاماً، ومع الوقت يعتاد المريض على التقويم وتكاد الآلام تختفي· ولأن تركيب التقويم عبارة عن أسلاك وقطع مربعة صغيرة (حاصرات) تثبت بالأسنان ويشد عليها السلك، فقد تتسبب بخدوش في الأنسجة الفموية المحيطة بها، لكن هذا التأثير يكون مؤقتاً (شهر تقريباً)، ويعطى المريض قطعاً من الشمع توضع كطبقة واقية تحميه من الخدوش· عناية واهتمام وعلى المريض الاهتمام بالجهاز التقويمي بتنظيف الأسنان بعد أي وجبة مهما كانت بسيطة بفرشاة الأسنان المخصصة للمعالجات التقويمية· واتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالامتناع عن الأطعمة الصلبة· وتقطيع اللحوم إلى قطع صغيرة جدا للمحافظة على الجهاز التقويمي من الكسر أو التشوه لإتمام العلاج في أقصر فترة ممكنة· وتجنب تناول النشويات أو ''العلك'' أو ''التوفي'' لأنها تلتصق بقطع تثبيت التقويم ويصعب إزالتها بالفرشاة مما يسبب تسوس الأسنان· كما يجب الحرص على مضمضة الأسنان بالغسول المطهر عدة مرات في اليوم للحفاظ على الفم معقماً وصحياً· وينبغي على المريض أن لا يتوتر من انخفاض وزنه قليلاً فهو نتيجة طبيعية لعملية تنظيم الطعام التي تهدف إلى الحفاظ على جهازه· وداعاً للناب البارز تبتسم أمينة المزروعي، بينما تبدو أسنانها خلف أسلاك التقويم متراصة منتظمة، ثم تقول: ''منذ شهر أكملت عاما على وضعي التقويم لتصويب شكل ابتسامتي· وعملي هو الذي دفعني لتقويم أسناني، فأنا أتعامل يوميا مع مراجعين مختلفين، وأجد بعض الحرج في مداراة الناب البارز في أسناني· حين قررت تركيب التقويم قصدت ثلاث عيادات، كنت أبحث عن طبيب ماهر وسعر مناسب، ووجدت أن من غير العدل أن أدفع مبلغا يصل إلى 12 ألف درهم من أجل ناب واحد فقط! وحين اخترت العيادة المناسبة، بدأت بتصوير الأشعات وترميم الأسنان المحتاجة إلى الحشو والتنظيف· بعدها ركبت التقويم في الفك العلوي فقط، مع وضع بعض اللبادات البلاستيكية بين أسنان الرحى ''الطواحن'' من أجل توسيع المسافة وتركيب الحاصرات المعدنية· في هذه المرحلة تعبت من صعوبة القطع فاضطررت إلى تقطيع الطعام قطعاً صغيرة جدا واعتمدت على السوائل، وبالطبع نزل وزني لكنني لم أنزعج بل استعددت لنظام غذائي وحمية أتبعها مع التقويم· بعد أسبوع وضعت التقويم في الفك السفلي وهنا بدأت تصيبني بعض الآلام، خاصة من اللبادات الخلفية لكن طبيبي وصف لي مسكناً جيداً· وكنت أذهب كل شهر لشد التقويم وأعاني بعض الآلام في الأسنان لكنها تختفي خلال يومين· كان الاهتمام بنظافة الأسنان جيداً، وحرصت على إجراء غسيل لدى الطبيب كل أربعة أشهر كي أضمن عدم تجمع الجير وبالتالي أكافح أي تسوس قد يصيب أسناني، صحيح أن المدة طويلة بعض الشيء لكني أشعر بالرضا عن نفسي، وقريباً سأزيل التقويم وسأعتمد على المثبت لعدة أشهر أخرى ثم سأستمتع بابتسامتي الجديدة··· وبدون ناب بارز· لن أخفي ابتسامتي وبينما كان بروز الناب هو السبب وراء تقويم أمينة، تقول نورة الكتبي أن السبب وراء وضعها التقويم هو اختفاء الأنياب وراء القواطع! ولهذا ظلت سنين طويلة تضع يدها على فمها وهي تبتسم· التقويم جاء كهدية من والدتها بمناسبة خطبتها، تقول: ''أكثر ما أبهجني في الهدية أنها ستساعدني على الابتسام راحة ومن دون خجل ليلة عرسي· لهذا توجهت في اليوم التالي مباشرة لبدء العلاج، وساعدني جدا أن حالة أسناني الطبية كانت جيدة ولم أحتج سوى لحشوة واحدة وتنظيف· كنت أخشى أن يتم قلع النابين المختفيين وراء القواطع لأن إحدى طبيبات الأسنان قالت أن علي التخلص من الناب لكي أتمكن من استعمال التقويم، لكن طبيبي الخاص رفض نظريتها وقال إن التقويم يمكنه تحريك الأنياب من مكان اختفائها إلى الواجهة بلا صعوبة· قمت بعمل أشعة لأسناني، وأخرى عرضية لرأسي، واخترت أن أضع التقويم المعدني لأنه أسرع نوعاً ما من التقويم السيراميكي الشفاف· في اليوم الأول لم أشعر بالألم من التقويم بقدر انزعاجي منه لأن المعدن بدأ يحتك ببطانة الفم ويسبب بعض التسلخات· وكنت أضع (الواكس) الأبيض الذي أعطاني إياه الطبيب لتغطية الأجزاء التي تحتك ببطانة الفم حتى ارتاح، وبعد يومين بدأت أشعر بالآلام التي أخبرني عنها طبيبي مسبقاً واعتمدت على المسكن· ومثل أمينة اضطرت نورة أيضاً إلى تقطيع الطعام لتناوله، لكنها لم ترغب في خسارة وزنها مما جعلها تنظم طعامها حتى لا تفقد شيئاً من وزنها· وبعد شهرين وحين برز الناب الأول وظهر بين أسنانها الأمامية، شعرت أن التقويم كان عين الصواب، وأنه كان عليها أن تقوم به منذ زمن· ورغم أنها ما زالت في مرحلة العلاج إلا أنها تبدو واثقة من أنها لن تغطي فمها بيدها أبدا بعد العلاج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©