صداع وإعياء وتخمة شكاوى شائعة في رمضان

هناء الحمادي: في شهر رمضان يتغير النظام الغذائي لدى الكثير من الناس، كما تتغير العادات الغذائية نفسها ومواعيد تناول الطعام، حيث تزداد أنواع الأطعمة على موائد الإفطار والسحور، بالإضافة إلى المأكولات الرمضانية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، وعلى نسب كبيرة من الدهون والسكريات التي تؤثر سلبا على صحة الصائم في هذا الشهر الكريم· ونتيجة لذلك تظهر بعض الأعراض في الأيام الأولى من الشهر الفضيل والتي ترجع أسبابها، إلى حدوث الكثير من التغيرات الفيزيولوجية والنفسية من أهمها: الصداع، والاعياء، وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، ونقص سكر الدم، والتخمة، وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض التي تظهر في فترة الصيام· من هنا، ينبغي على المرضى المصابين بهذه الأمراض مراعاة هذا التأثير، والاهتمام بالغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافا كليا عن باقي أشهر السنة· في هذا التحقيق، كانت لنا وقفة مع بعض المرضى الذين يعانون من مثل هذه الأعراض في شهر رمضان، كما سعينا إلى توضيح تلك الأمراض وبسطها ليتسنى للمريض معرفة ما يجب مراعاته خلال هذا الشهر· كثيرا ما يعاني يوسف الكعبي من الصداع في الأيام الأولى من شهر الصيام، فهو من النوع الذي يحب السهر مع الأصدقاء وشرب القهوة وتدخين السجائر· يقول: ''هذا حالي كل سنة في رمضان، فمع الأيام الأولى أشعر دائما بالصداع، وأعرف السبب ولكن ما باليد حيلة، فرمضان يأتي في السنة مرة، ونفتقد أجواءه طوال السنة، وبالتالي لا بد من مجاراة هذه الأجواء مع الأصدقاء ولو كان ذلك على حساب صحتي''· قرحة المعدة أما هدى مبارك الاحبابي، ربة بيت، فتعاني من قرحة المعدة التي يرجع سببها في المقام الأول إلى التوتر العصبي، والقلق، والضغوطات النفسية، تقول عن مرضها وصيامها: ''من المعلوم أن أعراض قرحة المعدة هي آلام متكررة، وحرقان في منطقة البطن العلوية، وكثيرا ما تتكرر هذه الآلام عندما تكون المعدة خاوية من الطعام· وقد تستمر الآلام من دقائق إلى عدة ساعات، إلى جانب الغثيان والاستفراغ، أو فقدان الشهية وما يتبع ذلك من نقصان الوزن· كل تلك الأعراض أشعر بها وأتألم منها، ولكن رغم ذلك أحاول قدر الامكان الصيام لأن هذه الفترة هي فرصة للتقرب من الله· رمضان شهر يأتي في السنة مرة، لذلك أصبر على مرضي وأحتمله وأعتمد على تناول الأدوية التي تعمل على تخفيف الألم والسرعة في الشفاء· هبوط الضغط وعلى الجانب الآخر يقول عبدالله العليلي: ''أشعر كثيرا بالإعياء والدوخة، وربما يؤدي ذلك كثيرا إلى هبوط في ضغط الدم، وخاصة في فترة ما بعد العصر في رمضان، وحين أشعر بذلك أحاول قدر الامكان، تنظيم النظام الغذائي، وتقليل النشاط الجسماني من أجل صيام الشهر كله''· أدوية الأنسولين أما شاهين محمد الريس فرغم أنه مريض بالسكري إلا انه يحب أن يصوم شهر رمضان حتى نهايته يقول شاهين: ''قبل شهر رمضان بأسبوع أستشير الطبيب المختص بمرض السكري، كي ينصحني بالطريقة الصحيحة لأخذ الأدوية والأنسولين· وهذه هي الطريقة الأنسب لمنع حدوث أي مكروه يعرضني للخطر قدر الامكان''· للصداع أسباب هذا كان حال الكثير من المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض الرمضانية، فماذا يقول طبيب الأسرة حول هذه الأعراض؟ يقول الدكتور سمير غويبة (طبيب أسرة): ''الصداع في رمضان شكوى شائعة، وله أسباب عديدة منها: السهر وقلة النوم، والحرمان من قهوة الصباح لمن اعتادوا عليها، والسجائر عند المدخنين· ويزداد الصداع في أواخر النهار، وقد يكون شديداً إذا ترافق مع هبوط ضغط الدم· ولتجنب حدوث الصداع، ينبغي تقليل الكمية التي نشربها من القهوة والشاي تدريجيا قبل أسبوع من بداية رمضان، ولا بد من التأكيد على الأهمية القصوى للتقليل من التدخين لأن هذا يساعد المدخنين كثيراً عند الصوم· ولا ينبغي أن نغفل أثر السهر في حدوث الصداع، لذلك كله علينا تجنب السهر قدر الامكان''· ضغط الدم ويضيف غويبة: ''أما الإعياء فقد يشكو بعض الصائمين منه في رمضان، وقد يكون طبيعيا، إلا أن حدوث تعرق زائد، والشعور بالإعياء والتعب، وفقدان النشاط، والدوخة خاصة عند النهوض من وضعية الجلوس، وشحوب الوجه، كل ذلك يشير إلى احتمال حدوث هبوط في ضغط الدم، وسبب ذلك قلة كمية الماء المتناولة، وقلة الملح، لذلك يحتاج المرضى الذين يتناولون الأدوية الخافضة لضغط الدم إلى تعديل جرعات الأدوية التي يتناولونها خلال رمضان، وذلك بعد استشارة الطبيب· أما ارتفاع ضغط الدم فعلاجه يكمن في تصحيح نوعية الطعام والإقلال من الملح ومن كمية الطعام، والمواد المهيجة، مع تنظيم أخذ الأدوية في مواعيدها· نقص سكر الدم أما أعراض نقص سكر الدم فتتمثل في التعب الشديد، والدوخة، والإعياء، وضعف التركيز، والتعرق والرجفان، والصداع والخفقان، وعدم القدرة على القيام بالنشاطات اليومية· فإذا حدثت هذه الأعراض فإنها تشير بشدة إلى حدوث نقص في سكر الدم، ولمعالجة ذلك لابد من الحرص على تناول السحور، وتجنب الأطعمة والأشربة الغنية بالسكر· التشنجات وآلام المفاصل ويؤكد غويبة: أما بخصوص التشنجات وآلام المفاصل فتنجم في كثير من الأحوال عن نقص تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم في الطعام· وينصح في هذه الحال بتناول غذاء غني بالبوتاسيوم والمغنيزيوم كالخضار والفواكه والتمر والحليب واللبن· من جانب آخر قد يشكو المسن أو المصاب بالتهاب المفاصل من آلام في الركبتين، وينصح المصاب بتخفيف الوزن، وتدريب الساقين قبل رمضان· مرضى عسر الهضم أما مرضى عسر الهضم أو القرحة أو التهاب المريء وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، فعليه بتجنب الإفراط في الطعام عند الإفطار أو السحور، مع توزيع كمية الطعام على فترات متفاوتة، وتجنب كثرة الدهون، والاستلقاء بعد الإفطار· كما ينصح د· غويبة المرضى المصابين بالحصيات الكلوية بتناول كميات كافية وافرة من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النوم· عادات سيئة من العادات السيئة للصائمين ملء المعدة حتى تكاد تنفجر بعد الإفطار مباشرة· فبعض الناس ما أن يسمع مدفع الإفطار حتى يندفع إلى التهام الطعام، ثم يثنّي بشرب كميات مضاعفة من المشروبات الرمضانية المشبعة بالسكر، وأخيرا يطفئ لهيب المعدة التي تشكو وتئن بزجاجات المياة الغازية أو بأكواب المياة المثلجة··· ثم تبدأ المشاكل!