السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد العامري: رحلات القوافل مراكز متنقلة لتعليم فنون التجارة

أحمد العامري: رحلات القوافل مراكز متنقلة لتعليم فنون التجارة
5 أغسطس 2012
وصف رجل الأعمال أحمد بن سليم العامري رحلات قوافل التجارة التي كان يسيرها الآباء والأجداد قديماً، بأنها معاهد متنقلة تلقى فيها رجال القافلة فنون التجارة والأعمال، حيث كانت تمر القافلة بالعديد من المصاعب في الطريق، بالإضافة إلى أن رجالها كانوا ينشغلون بالتفكير في تصريف ما تحمله من بضائع في الأسواق المختلفة، كما ينشغلون في حمولة القافلة خلال رحلة العودة، ومدى احتياجات الأسواق التي أتوا منها. وأشار إلى أن رجال القافلة كانوا يصطحبون بعض الأبناء خلال الرحلة، في محاولة منهم لتجهيزهم للمستقبل وتحملهم قيادة القافلة، بعد أن يشتد عودهم وتنمو شخصياتهم بالقدر الذي يؤهلهم لذلك. وأشار إلى أن الأهل دربوهم على صوم رمضان في الصغر، وعلموهم آداب الصيام، وكيف يقرب العبد من ربه، أن الشهر الفضيل فرصة ذهبية يجب اقتناصها، لأنها ستغيب عاماً، ويعلم الله إن كنا سنحياها مرة أخرى أم لا. قال أحمد بن سليم بن بطي بن سهيل العامري كان أهلي يسكنون جميرا في دبي، لأن البحر هو مكان تجمع الغواصة والسفن والصيادين، كما كان يأتي التجار من الأسر التي تنتج بالصحراء في المناطق البرية من دبي، وأيضا من منطقة حتا، ثم تتوجه القوافل الى هناك، أو إلى ديرة بالقرب من سوق السمك اليوم، ليتم بيع المنتجات وشراء مير البيت، أو مؤن للبيت والجيران. وأضاف: إن أخوال والدي كانوا منتشرين مابين عجمان والبعض في منطقة مشرف قبل النهضة والعمران، وكانت حياتنا في التنقل ما بين المصيف في العين ومقرنا في إمارة دبي، وقد ولدت في منطقة زعبيل بعد أن انتقل الوالد إليها وأستقر بها، حيث اختار والدي لنفسه بعد أن كبر وتزوج، السكن في منطقة مشرف في بداية حياته، وكان يربي المواشي ويأتي بها إلى السوق، حيث كان يأتي البعض من منطقة المرموم فجراً لكي يصلوا وقت الضحى إلى زعبيل. أيام الدراسة وأضاف: كنت في بداية التحاقي بالمدرسة أحب الدراسة، لكن كان أمر العقاب متروكاً للمعلمين الذين كان بعضهم يستخدم طرقاً ليست تربوية، وقد سمعت ذات يوم مدير المدرسة يلوم والدي بكلام لم أتحمله، وبحماس الصغار قلت للمدير إن سمعت منك كلمة أخرى سيكون الرد مني شخصيا وبطريقتي، وبعدها تركت المدرسة، كرهاً في الأساليب وليس في التعليم، والتحقت بالعمل في إحدى الجهات، وكنت في الوقت ذاته أكمل تعليمي في المساء، وأتذكر عن تلك الفترة أننا كنا نتجمع لنستقل مركبة مكشوفة من الخلف، وسائقها يسمى عبيد، حيث تحمل جميع التلاميذ من زعبيل إلى مدرسة الشعب في بر دبي، حيث كان موقعها، مكان محطة الحافلات اليوم. ويستدرك العامري: بقيت في تلك المدرسة حتى الصف الخامس، ثم انتقلت إلى مدرسة جمال عبدالناصر في منطقة السطوة لأنها الأقرب لمنزلنا في زعبيل، وبقيت فيها حتى الثاني الإعدادي وقت حدث ذلك الموقف مع مدير المدرسة، ومن أجمل ذكريات تلك الفترة، زياراتنا إلى أهلنا في ابوظبي، حيث نسافر في سيارة جيب وقت أن الشوارع ترابية، ولذلك كان الأهل يحملون معهم ملابس للاستقبال، وحين نصل إلى منطقة سيح الشعيب، نتوقف ليغتسل الجميع ونرتدي الملابس النظيفة الخالية من الأتربة. ويكمل: من ذكريات طفولتي رحلة الصيف إلى العين فهناك مزرعة كانوا يتركونها مفتوحة للأهالي المعروفين، وقد كنا صبية نحب التجمع بها، من أجل حوضها الكبير، وقت أن كان والدي ملتحقاً بالعمل في إحدى الجهات ولحقته إصابة بقيت آثارها معه حتى توفي 2011، كما التحق خلال حياته بالعمل في أحد الدواوين، وكان بارعا في قيادة المركبات، وارتبط عمله بدائرة الأراضي والأملاك، التي بقي بها حتى السبعينيات حيث اكتسب خبرة كبيرة في بيع وشراء الأراضي. أولى خطوات التجارة والكلام على لسان العامري مستعيداً الماضي بأدق تفاصيله، كنت أعمل موظفا وفي الوقت ذاته أكمل حتى التحقت بكلية التكنولوجيا بمدينة الاسكندرية في مصر وتخصصت في المالية والتسويق، وفي أوائل التسعينيات تم تعييني في أحد الدواوين، وقد التحقت بأكثر من 20 دورة في الإدارة والتخطيط وغيرها، ولأني أحب التجارة، فقد بدأت خطوة كبيرة في استيراد السيارات من أميركا، وكان ذلك في الثمانينيات وبعد ذلك اتجهت إلى أوروبا، وكانت السيارات مستعملة لكنها كأنها بحالة جيدة، وفي التسعينيات قررت فتح معرض للسيارات، وبدأ العملاء يأتون للشراء، وكان الأغلبية يأتون من أفريقيا. ودخل العامري عام 1991 مجال الاستثمار في مصر بمجال العقار، لكن لم تسر الأمور كما يجب، لذلك توجه عام 1992 إلى تنزانيا بأفريقيا لتجارة الأحجار الكريمة، واستمر في العمل مدة سنتين، لكن بدأ يشعر بالمخاطر التي تحيط بالعمل في مجال الأحجار الكريمة، ولأن أفريقيا غنية بالمنتجات الغذائية وقع اختياره على تجارة «الروبيان واللوبستر»، فخاض مجال استيراد وتصدير الروبيان والقشريات، وبدأ يصدر من هناك إلى الامارات، لكن واجه مشكلة تحكم بعض الفئات في السوق، موضحاً أن ذلك لم يعد أمراً غريباً على من يعمل في التجارة. ويتذكر العامري أنه كان يتابع بنفسه كل الأمور المتعلقة بالصيد والتثليج والتعبئة ومن ثم الجمارك والتصدير، حتى أنه كان يدخل البحر مع الصيادين، وقد بدء في تعليم البعض ممن يعملون معه طرق صيد القشريات بطريقة الغوص. ويخبرنا عن ذلك: كنت أجلب العمال واخرج معهم إلى البحر وأدربهم على الغوص، ولأجل ذلك دخلت بنفسي دورات في الغوص، حتى حصلت على رخصتين في التدريب على الغوص، ويحق لي أن أعمل مدربا، وخلال المرحلة ذاتها، اشتريت زوارق عدة للصيد، ورغم أن كل ذلك، كان غير مريح، إلا أني كنت أشعر بالاستمتاع، لأني أحقق النجاح وأشرف على تحقيق ذلك، ولا أتذكر عدد المرات التي صادفتنا فيها رياح وعواصف تكاد تكون قاتلة، إلا أن رحمة الله بنا قد أنجتنا، وقد لاحظت أني أبحث دوما عن أصعب الأعمال، حيث لا أشعر بمتعة العمل الذي يأتي بنتائج بطريقة سريعة وسهلة. وأكد أحمد العامري إصراره على النجاح في أعماله، ولذلك عندما وجد أن سوق الأحياء البحرية من القشريات قد أغلق في وجهه، تحول إلى الفنادق وبدأ في عقد صفقات، حيث يصدر «الروبيان واللوبستر» إلى الفنادق. تجارة القشريات وقال: تحولت خلال تلك المرحلة إلى دول أخرى للعمل على تجارة القشريات، وقد وصلت إلى جنوب أفريقيا، مثل كيب تاون وجوهانسرغ، حيث أشحن من أرتيريا إلى جنوب أفريقيا، وتعلمت كيف أصل الى مزارع الروبيان، ولذلك عملت على إنشاء مزرعة للروبيان في أبوظبي وذلك تقريبا عام 1995، وقد نجحت في إدخال الروبيان الحي إلى هونج كونج، وذلك يعني أن بإمكانهم إكثاره. وتعلم العامري طرق تجفيف اللحوم وتحوليها إلى القديد في أرتيريا، لكنه عمل على تطبيق طريقتهم بشكل مطور ونظيف ومطابق للمواصفات الصحية، ليحول لحم الإبل إلى ما يشبه الشيبس، أو رقائق مغذية ومسلية للأطفال والكبار، وكان قد اكتسب خبرة ناجحة في التقديد من خلال حفظ لحوم رحلات القنص، حيث بدأ في تنفيذها خلال صيد الطرائد، ورغم البدء في تنفيذها، إلا أنها لم تستمر نتيجة لبعض العقبات التي صادفته. وفي عام 1988 بدأت رحلة كان يريدها العامري حول العالم كما كان يحلم، ولكن كان رفيقه وشريكه في الرحلة أخيه الأصغر، وكان عجولاً على العودة إلى الوطن، لكنهما نجحا في أن يطوفا بالسيارة بين العديد من الدول بعد استخراج رخصة دولية، وقد حملا معا كل المواد الغذائية والمعدات التي توفر لهما الحماية، وكانا يتوقفا عند الأنهار في دولة مثل تركيا لطهي الغداء أو صنع الفطور، ولم تصادفهما أية مخاطر، لكنهما قبل سوريا شاهدا سيارة تمر بالطريق مسرعة نحوهما وتضيء لنا «فلاش» السيارة، وبشكل تلقائي ينم عن الحذر والحرص، زادا السرعة ولم يتوقفا، رغم محاولات تلك السيارة في الوصول إليهما. وقال أحمد العامري وكأنه يرى تلك اللحظات: توقفنا داخل المدينة عند الإشارة الضوئية، فوصل لنا قائد تلك السيارة ومعه أحد، وسألنا لماذا لم نتوقف؟، وعندما سألنا عن حاجته، قال إنه كان يلاحقنا ليسألنا إن كنا نرغب في شقة للإيجار، فأخبرناه إننا لو كنا نرغب، لسنا بحاجة لأية خدمة منه، وقد قضينا شهراً في التجول بالدول ثم عدنا إلى الامارات، وفي عام 1990 قررت التجول بالسيارة في أوروبا مثل لندن ويوغسلافيا ثم النمسا والمانيا، وقد تلاقينا مع بعض الأصدقاء الذين يحبون التجول بالسيارة، وجهزنا لهم غذاء في حديقة بألمانيا، وبعد الغذاء وجدنا لوحة قد كتب عليها ممنوع التوقف بالمركبات في المنطقة وممنوع الطهي. وبعد المانيا ذهب العامري إلى بلجيكا وهناك تم شحن السيارة عن طريق الباخرة إلى ميناء دوفر في بريطانيا، وبعد عشرة أيام أكمل الرحلة لدول عدة ومن ثم عاد إلى الامارات، ومن تلك الرحلة أصبح مثل المرشد الذي يستعين به الرحالة، فقد كان يتصل به أو يأتي له الرجال لمعرفة خططه في التجول، ومنهم رحالة الامارات الذين أتوا إليه وطلبوا معلومات كثيرة، فخرج معهم كمنسق للرحلة وكان ذلك تقريباً بين عامي 1998 و 1999. إضاءة قال أحمد العامري إن مدة عمل والدي في دائرة الأراضي امتدت نحو أربعين عاما، وكنت لا افترق عنه إلا وقتاً قصيراً جدا، لذلك كان عندما يخرج للتجارة والبيع والشراء، اذهب معه لمجالس الأعيان والتجار، وقد فتح والدي متجراً في منطقة القصيص عام 1973، كما عمل وسيطاً في بيع وشراء الأراضي، وقد بدأت تنمو في داخلي بذور حب التجارة، فبدأت في تأسيس المشاريع، وكنت أحب أن أشتري بعض ما يحب الأطفال وبيعه لهم خلال فترة الإجازة الصيفية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©