الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيون الساهرة تحبط محاولات سرقة المنازل في أبوظبي

العيون الساهرة تحبط محاولات سرقة المنازل في أبوظبي
5 أغسطس 2012
أكد مركز شرطة المدينة، في شرطة العاصمة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي أن «أمن المساكن» يشكل خطاً أحمر للشرطة، والوقوف بالمرصاد لكل من يحاول ارتكاب سرقة المساكن، التي هي الأماكن الآمنة التي يخلد فيها ساكنوها للراحة، وينعمون داخلها بالهدوء. وكشفت بلاغات سرقة المساكن عن عدم تأمين أصحابها لمساكنهم بإحكام إغلاقها أو إبلاغ الجهات الشرطية عن سفرهم، حيث تبين أن هناك الكثير من الأسر المواطنة والمقيمة يقضون الإجازة الصيفية خارج الدولة، إلا أن البعض منهم وهم يقضون إجازاتهم، تنتظرهم عند العودة مفاجأة غير سارة، وبمجرد أن تدلف أقدامهم إلى داخل البنايات أو الفلل التي يقطنونها، يجدون باب البيت غير مغلق كما تركوه، وآثاراً تشير إلى تعرضه للسرقة، ويدخل الواحد منهم بيته بحذر، وهو يتساءل مع نفسه، ترى هل يختبئ اللص في الداخل، منزوياً في إحدى غرف المنزل؟ أم هرب إلى السطح؟ أم أنه قد غادر المكان؟ شدد المقدم سعيد حمد أمبخوتة العامري من مركز شرطة المدينة، في شرطة العاصمة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، على أهمية توافر الاحتياطات الوقائية لحماية المساكن من السرقات، عند مغادرة سكانها، باعتبار «أمن المساكن» غاية في الأهمية، يتصدر أولويات العمل الشرطي. ودعا المواطنين والمقيمين إلى إحكام إغلاق أبواب مساكنهم لحمايتها من السرقة وصيانتها، وترك جزء من الإنارة الخارجية مضاءاً، وحث الأفراد الذين يقطنون في مساكن لا تتوافر فيها الحراسة الخاصة، على إشعار الشرطة قبل سفرهم بذلك كإجراء وقائي. وأضاف العامري: أمن المساكن من القضايا الأمنية التي تنال حظاً أوفر من قبل القيادات الشرطية، كما يعتبر من أكثر القضايا أهمية بالنسبة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي بجميع أقسامها، ومراكزها، وعلى الرغم من اهتمام القيادة العليا بتأمين جميع المناطق في إمارة أبوظبي، لكونها لا تقل أهمية عن أمن المنازل، إلا أن «أمن المساكن» يشكل خطاً أحمر للشرطة، ونقف بالمرصاد لكل من يحاول ارتكاب سرقة المساكن، التي هي المكان الآمن الذي يخلد فيه ساكنوه للراحة، وينعمون داخله بالهدوء، والسكينة، فإذا تمكن اللص، من الوصول بأريحية إلى هذا المكان، فهذا يعني أنه نجح في اختراق المكان الأكثر حميمية، وخصوصية بالنسبة للإنسان، فاللص قد يتعرض للسيارة، أو لأي ممتلكات خارج المنزل، ولكن أن تصل المسألة إلى البيت فهذه مسألة خطيرة لا يمكن تجاوزها. خطة أمنية وحول توافر خطة محددة لتسيير دوريات شرطية خلال فترة الصيف والأعياد لحماية المنازل من السرقة، أكد العامري أنه من خلال دراسة، وتحليل حالات البلاغات الواردة، تبين أن أغلب الناس الذين يسافرون خلال عطلة الصيف، هم السبب الأساسي في إعطاء ذوي النفوس الضعيفة فرصة اختراق منازلهم، وذلك لعدم تأمين هذه المساكن، وعدم إبلاغ مراكز الشرطة لتكثيف الدوريات حول تلك المنازل، خصوصاً في مناطق الفلل السكنية، ولذلك تم تشكيل فرق في جميع مراكز الشرطة، كل حسب اختصاصه لمكافحة هذه الجريمة، وعمل التدابير اللازمة للوقاية منها، لأن الوقاية خير من العلاج، علماً بأن تشكيل هذه الفرق يعتبر من ضمن خطط شرطة العاصمة لمكافحة هذه الجريمة، وتتضمن تحديد الأماكن بما فيها الفلل والبيوت الشعبية التي تحتاج إلى حراسة واهتمام أكثر من أصحابها، ومن قبل الشرطة، مشيراً إلى أن الخطة الأمنية، لا تقتصر على تسيير دوريات فحسب، بل يتم العمل بالتعاون مع مراكز الشرطة المجتمعية على إعداد برامج توعوية بالاشتراك مع السكان على مدار العام، لتنبيه أصحاب المساكن وإرشادهم إلى كيفية تأمين مساكنهم، مع القيام بالتدابير اللازمة لمنع اللصوص من الدخول إليها أثناء غيابهم. كما شدد العامري على اتباع القيادة العامة للشرطة لأقوى المناهج والتدابير لتوفير الأمن والأمان لجميع السكان، من مقيمين ووافدين، ومن بين هذه التدابير دراسة جميع الأساليب الإجرامية الحديثة للمجرمين، ولصوص المساكن لتحليلها ومواكبتها، للاستفادة منها ومقارنتها بالواقع، بالإضافة إلى ذلك يتم تسيير دوريات يوميا وعلى مدار الساعة لقطع الطريق أمام المجرمين، وأصحاب النفوس الضعيفة، وفيما يتعلق بخدمة «أمن المساكن» فيمكن لصاحب المسكن تنبيه أقرب مركز شرطة قبل السفر، خصوصاً إذا كان مسكنه في الأماكن البعيدة ـ أو منطقة الفلل، التي لا تتوافر فيها حراسة خاصة كالشقق السكنية أو الفندقية. صيانة البوابات وحول ما إن كان صاحب المسكن بإمكانه أن يمنع اللصوص، من الدخول إلى منزله أثناء غيابه، أوضح المقدم سعيد حمد أمبخوتة العامري إمكانية ذلك بكل سهولة من خلال تأمين المسكن من الخارج بإحكام القفل، وصيانة البوابات قبل السفر، مع ترك الإنارة الخارجية مضاءة حتى توحي بوجود أناس داخل المنزل، وعدم ترك المقتنيات الثمينة داخل المنزل، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إزالة الصحف اليومية والملاحق الإعلانية من على المدخل، من قبل أحد الأقارب حتى لا تتراكم لفترات طويلة، بعد أن ثبت أن تراكم وسائل الإعلانات والصحف، يلفت الانتباه إلى عدم وجود السكان داخل المنزل. وفي حالة تعرض المنزل للسرقة قال المقدم العامري إنه يمكن الاتصال فوراً بغرفة العمليات أو أقرب مركز للشرطة، حيث تم وضع نقاط عدة لأمن المساكن في مراكز الشرطة المجتمعية، كما تم تخصيص رقم خاص للإبلاغ عن أية مخالفة أو سرقة، إضافة إلى ذلك، فهناك مواقع إلكترونية، خاصة بالشرطة المجتمعية يمكن من خلالها الإبلاغ، أو الاستفسار عن أي معلومة، موضحاً أنه في حالة حدوث جريمة سرقة، فيجب على المبلغ تحديد المنطقة، ورقم المنزل لتقوم الشرطة بواجبها على وجه السرعة. من الواقع من جانبه، يسرد ياسر العلوي قصة تعرض شقة أخيه للسرقة: سرقة المنازل غالباً ما تزداد خلال إجازة الصيف، حيث يترك الكثير من الأسر منازلهم أثناء سفرهم دون أخذ الحيطة والحذر، وترك كل ما غلا ثمنه وزاد وزنه في البيت دون إغلاق الأبواب والشبابيك بإحكام مما يعرضها للسرقة. ويتابع: هناك من يراقب المنازل في الصيف ويغتنم الفرصة بمجرد معرفته أن المنزل لا يوجد به أحد، من خلال الإضاءة أو تراكم أوراق الصحف على الأبواب، وحين يعود أصحاب البيت يفاجأون بأن منزلهم تعرض للسرقة، وعن محتويات السرقة التي سرقها اللص من شقة أخيه أشار إلى سرقة أجهزة إلكترونية إلى جانب مجوهرات بلغت قيمتها قرابة مئة ألف درهم. وأوضح إبراهيم حمدان سعيد موظف حكومي، أن لصوص المنازل خلال الإجازة تفننوا في ابتكار الطرق، واتخذوا الخطط في الاقتحام لسرقة ممتلكات الناس بشكل مفاجئ وفي وقت لا يتوقعه أحد، مع عدم وجود أصحاب المنزل، حتى السيارات التي تقف لأيام وليس لأشهر تتعرض للسرقة، مشيراً إلى أنه من هذه الطرق والأساليب التي سمع عنها كثيرا، أن هؤلاء اللصوص يراقبون المنازل والأسر في فترة غيابها، بوضع كروت صيانة وتنظيف البيت، في أماكن تكون لافتة بحيث يمكن أخذها أو رميها، ومن هنا يبدأ السيناريو حيث يراقبون تلك الكروت مع وضع الخطط، وإذا تأكدوا من وجودها كما هي، فإن ذلك يعني أن لا أحد في المنزل، وبالتالي يدخلون المنزل ومن ثم يسرقونه، وكذلك الحال ينطبق في وضعهم لوسائل الإعلانات، مثل وضع صحف إعلانية، أو وضع كومة من التراب وهي أسهل شيء ممكن، يعرفون من خلاله هل المنزل به أحد أم لا. سرقات ثمينة أما موزة سعيد فتقول: تعرض بيتي منذ شهر تقريبا للسرقة، حيث قررت قضاء إجازة عند الأهل في إحدى المناطق لأيام عدة، وعند العودة إلى المنزل فوجئت بأنه قد تعرض للسرقة، وخسرت أجهزة كهربائية وقطعاً من الذهب باهظة الثمن، حينها وقفت حائرة كيف دخل هذا اللص إلى المنزل؟، وكيف تمكن من فتح الباب رغم وجود سكان وجيران؟، وبعدها أبلغت الجهات الأمنية التي بدورها لم تتأخر في التفاعل مع البلاغ وبدأت فوراً عملية البحث والتحري عن اللص. من جانبه، قال بدر سليمان 45 عاماً إن هناك أسباباً كثيرة تعتبر مدخلاً لارتكاب جرائم السرقة صيفا، حيث يقوم البعض بمراقبة المنازل السكنية ومعرفة الداخل والخارج منها ورصد التحركات، وفي بعض الأحيان يكون التسول والباعة المتجولون وسيلة للمراقبة ثم ارتكاب جرائم السرقة أثناء غياب أصحاب المنازل، وهكذا تحدث السرقة غالباً إما ليلاً أو في وضح النهار، ناصحاً أصحاب البيوت بعدم ترك أي غرض ثمين في المنزل وإحكام إغلاق الأبواب، وعدم إعطاء سائق المنزل أو الخادمة مفتاح البيت، فقد يكونان من الجنود المجهولة التي تسهل مهمة السرقة مع اللصوص. التأثير النفسي وأوضح الدكتور علاء حويل استشاري الطب النفسي بجناح العلوم السلوكية بمدينة الشيخ خليفة الطبية تأثير السطو وسرقة الممتلكات على نفسيات أفراد الأسرة، بقوله: كثير من الأشخاص يصابون بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، خاصة إذا ما تعرضوا لحالات سرقة شديدة فقدوا من خلالها ممتلكات ثمينة، مما يؤدي إلى حدوث أزمة نفسية قد تستمر لفترات زمنية طويلة، وتستدعي بعض أساليب العلاج النفسي. وأضاف أن هناك محوراً اجتماعياً في السرقة يتمثل في أنه حين تتعرض الأسرة للسرقة فإنها تصاب بحالة من الذعر الاجتماعي المشترك، وتكون هناك مساندة سلبية لأفراد الأسرة بعضهم لبعض، كما تكون لدى الأسرة هواجس إما بترك المكان أو هجره أو الانتقال إلى مكان آخر، مؤكداً استغراب الكثير من أفراد الأسرة كيفية دخول هذا اللص إلى المنزل ومعرفة خصوصية وأسرار البيت التي ليس من حق أحد معرفتها إلا أفراد المنزل، ما يشعر الكثير من الأفراد الذين تعرضوا للسرقة بافتقاد الأمان والشعور مرارا وتكرارا بحدوث ذلك بين فترة وأخرى، خاصة إن كانت مقتنيات السرقة أموالا ومجوهرات باهظة الثمن. وأشار إلى أن الطفل يشعر كثيراً بالأرق والخوف والقلق المستمر من دخول اللص في أي وقت وسرقة كل ما تقع عينه عليه، خاصة ما خف وزنه وغلا ثمنه، وهنا العلاج النفسي خاصة لدى الطفل يحتاج إلى فترات طويلة حتى يشفى. إضاءة ينصح المقدم سعيد حمد أمبخوتة العامري، مدير مركز شرطة المدينة، المواطنين والمقيمين عند مغادرة مساكنهم بضرورة إشعار الشرطة بسفرهم لتكثيف دورياتها، وعدم ترك المفاتيح بحوزة العمالة المنزلية، بل يستحسن تركها مع أحد الأقارب للقيام بتفقد المسكن بصفة دورية، للتأكد من سلامته، ولكي يزيل الصحف اليومية، والملاحق الإعلانية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©