الإفراط في تناول الأطعمة «الحامضية» يسبب حرقة المعدة

هناء الحمادي (أبوظبي) - يعاني أشخاص، خاصة بعد ملء المعدة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار في رمضان، من حرقان في المريء وحموضة وإحساس بالثقل وعدم الارتياح. والسبب هو زيادة تناول الأطعمة التي تزيد من حموضة المعدة، وعدم تناول ما يكفي من أطعمة ذات طبيعة قلوية لكي تعادل تلك الحموضة. مسألة معقدة عند النظر إلى وجبة إفطار رمضانية نجد أنها في أغلب الأحوال أنها تتضمن أكلات تزيد من حموضة المعدة. إلى ذلك، يقول الدكتور سامر المصري، أخصائي أمراض باطنية “يعد التمر والعصير من المواد الغنية بالسكريات التي تسبب زيادة الحموضة، وكذلك القهوة والشوربات، لافتاً إلى أن “أغلب أنواع الشوربة المشهورة في رمضان مثل شوربة الحَب، شوربة الجريش، وشوربة الشعيرية، وشوربة الشوفان، وشوربة الفطر، وتلك التي تحتوي على قمح أو دقيق قمح تزيد من حامضية المعدة، خاصة إذا أضيف لها اللحم الذي يسهم بدوره في زيادة حامضية المعدة”. ويشير إلى أن أطباقاً عديدة يتناولها الصائمون على مائدة الإفطار تتسبب بزيادة الحموضة مثل السمبوسة المحشوة باللحم، واللقيمات (لقمة القاضي)، شأنها شأن كل الحلويات المحضرة من دقيق مكرر أو نشا أو أزر أبيض مثل القطائف والكنافة وأنواع الكيك والدونت. ثم الفواكه حيث معظم الفواكه الطازجة ذات طبيعة قلوية. ويقول المصري “من المهم التنويه إلى أن مسألة حامضية أو قلوية الدم مسألة معقدة، فالجسم قادر على معادلة حامضية المعدة تلقائياً بإطلاق عوامل منظمة للحموضة، ولكن استنزاف قدرة الجسم على تصحيح نفسه بتناول أطعمة تسهم في زيادة الحموضة، على مدى سنوات طويلة يعطّل عمل تلك العوامل المنظمة للحموضة. والدليل على ذلك أن البالغين فقط يشعرون بأعراض زيادة الحموضة لذلك لابد هنا من تعديل النظام الغذائي في رمضان وفي غير رمضان للمحافظة على قدرة الجسم الطبيعية على معادلة الحموضة. وعن أهم المواد الغذائية التي لابد من مريض القرحة من تناولها، يقول المصري “لابد من عدم الإكثار من التمر لأن بعض أنواعه كالسكري الفاخر غني بسكر السكروز الذي يسبب الحموضة. وهذه مناسبة لذكر أن أنواع التمر تختلف في محتواها من أنواع السكريات كالفركتوز والجلوكوز والسكروز. لذا فالمعنى ليس بعدد التمرات فقط إنما أيضاً في اختيار نوع التمر”. ويتابع “كما يجب الاعتدال في شرب العصائر المحضرة من فواكه طبيعية طازجة في المنزل، والابتعاد نهائياً عن تناول العصائر التجارية. ولا بد من التقليل من القهوة قدر الإمكان، وإن كان ولابد فتناولها بعد الوجبة بساعتين”. نصائح غذائية يقدم المصري عدداً من النصائح الغذائية لتجنب الإصابة بالحرقة. ويوضح “يمكن تحضير الشوربة بدون حبوب ولا لحوم مثل شوربة الخضراوات بأنواعها، وشوربة العدس. أو يمكن تعديل الوصفات فشوربة الحَب أو الجريش يمكن تحضيرها باستخدام الأرز الكامل بدلاً من القمح أو الجريش. ويمكن استخدام دقيق الأرز الكامل أرز بقشره مطحون بدلاً من دقيق القمح العادي لزيادة كثافة الشوربة”. ويقول المصرى “التقليل قدر الإمكان، أو الامتناع الكامل عن تناول السمبوسة واللقيمات وأنواع الحلويات المشهور تناولها في رمضان. ويجب استبدال الأرز العادي المقشور بأرز كامل غير مقشور يطبخ مع خضراوات بدون لحوم”، مشيراً إلى أن “السلطة هي التي يمكن الإكثار منها بدون مشاكل، خاصة السلطات الغنية بالخضراوات الورقيّة. ومن الأفضل تتبيل السلطة بالليمون وزيت الزيتون وتجنب أنواع توابل السلطة المصنعة، مع تجنب تناول الخضراوات والفواكه النيئة التي يصعب هضمها فتزيد من إفراز الحامض، وخاصة تلك التي لها طعم حامض. والتقليل من الأطعمة ذات المصدر الحيواني كاللحوم، فقد تزيد من إفراز حموضة المعدة. مع الابتعاد عن المشروبات الصناعية منها والغازية مثل الكولا وغيرها؛ لأنَّها تفسد الهضم وتؤخر وجود الطعام في المعدة فتزداد الحموضة، أو تدفعه للأمعاء فيفسد الهضم وتزداد التخمرات ومشاكل القولون”. وتابع “من الضروري الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة الجاهزة أو المصنَّعة التي تحتوي على النكهات والألوان والمواد الحافظة؛ لأنَّها ضارة بنظام الجسم، الذي خُلق ليتعامل مع مواد طبيعية موجودة حوله. أما المواد الصناعية الكيماوية فيحتار الجسم في أمرها، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب نظامه وظهور الأمراض فيه”. يشدد المصري على ضرورة الابتعاد عن الأكلات والأطعمة الحادة كالمخللات والتوابل والأكلات الحارة، وتجنب الطعام المالح أو الحلو الزائد عن حده. ومن لم يستطع السيطرة على الحموضة بتنظيم أنواع الطعام وكميته فعليه مراجعة الطبيب ليصف له الدواء المناسب”.