أعلن الثوار الليبيون سيطرتهم على مدينة الزاوية أمس بعد معارك استمرت 6 ساعات مع قوات القذافي، وهو ما نفته طرابلس التي قالت إن إعلان الثوار دخول المنطقة السكنية في البريقة غير صحيح. فيما قال مصدر طبي إن ما لا يقل عن 21 مقاتلاً من المعارضة و6 من القوات الحكومية قتلوا في المعارك للسيطرة على ميناء البريقة النفطي خلال اليومين المنصرمين.
وأعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي أمس أن مدينة الزاوية لا تزال تحت سيطرة النظام الليبي، نافياً بذلك إعلان الثوار الليبيين سيطرتهم على المدينة الواقعة على بعد 40 كيلومترا غرب طرابلس. وقال إبراهيم في مؤتمر صحفي إن “الزاوية لا تزال تماماً تحت سيطرتنا، حاولت مجموعة صغيرة من المتمردين الدخول إلى الزاوية من جهة الجنوب إلا أن قواتنا المسلحة أوقفتها بسهولة”. ويأتي هذا النفي فيما قال مراسلون في الميدان إن المعارضة في غرب ليبيا تقدمت شمالاً إلى نحو 25 كيلومتراً من مدينة الزاوية الساحلية اليوم بعد قتال دام 6 ساعات ضد قوات القذافي، وإنه لم يسمح للمراسلين بالتقدم أكثر من ذلك.
وكانت قوات المعارضة فرضت سيطرتها على المنطقة السكنية في البريقة أمس الأول، وقالت إن قوات القذافي ما زالت تسيطر على مرفأ التصدير ومحطة التكرير في البريقة. وقال متحدث باسم الثوار من ميدان المعركة في البريقة إن قواتها تقاتل في المناطق السكنية بمدينة البريقة الجديدة للوصول إلى الميناء الذي يبعد 15 كيلومتراً وإنها دمرت دبابتين حكومتين. وقال قائد لقوات المعارضة يدعى فوزي بوقطيف أمس إننا “نتقدم من المنطقة السكنية. يوجد عدد قليل من دبابات القذافي ودمرنا اثنتين منها”. كما قتل 3 معارضين آخرين في معارك مع قوات القذافي في بلدة تاغوراء شرقي مصراتة. ونفى أيضاً خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي أمس أيضاً دخول قوات المعارضة مدينة البريقة. وقال في مؤتمر صحفي إن أكثر من 20 معارضاً قتلوا في قتال حول المدينة.
ودفع مقاتلو المعارضة القوات الحكومية إلى التراجع نحو 7 كيلومترات عن مواقعها السابقة لتنشأ جبهة مواجهة جديدة على بعد نحو 5 كيلومترات شمالي قرية بئر شعيب. وأقاموا نقطة تفتيش على الطريق، وتجمع نحو 150 مقاتلاً من المعارضة وأخذ بعضهم يطلق النيران في الهواء احتفالاً بهذا التقدم. وتقع الزاوية على بعد أقل من 50 كيلومتراً غربي طرابلس على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحدود التونسية وهو خط إمداد حيوي لليبيا، لكن تونس بدأت في تشديد رقابتها على تهريب الوقود.
على صعيد متصل، قال عامل متطوع في مستشفى قرب أجدابيا ينقل إليها المصابون من البريقة إن 15 مقاتلاً من المعارضة لقوا حتفهم وأصيب نحو 50. وأضاف أنه جرى نقل جثث 6 من جنود قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للمستشفى أمس الأول. وذكرت مصادر من المعارضة أن ما لا يقل عن 6 من مقاتلي المعارضة قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية حول جبهة شرقية أخرى في مصراتة وهي أقرب لطرابلس.
ويتشبث القذافي بالسلطة رغم الحملة الجوية التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي منذ ما يقرب من 5 أشهر ورغم العقوبات الاقتصادية المشددة ورغم حرب ممتدة مع قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكمه المستمر منذ 41 عاماً. وسيطرت المعارضة على مناطق واسعة في ليبيا، لكنها منقسمة وتحارب على 3 جبهات.
عدد اليوم
