الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جاوة وبالي الأساطير تعانق المناظر الطبيعية

جاوة وبالي الأساطير تعانق المناظر الطبيعية
15 أكتوبر 2006 00:24
دينباسار-(د ب أ): مما لا شك فيه أن هذا العام عصيب بالنسبة لصناعة السياحة في إندونيسيا ففي مايو ضرب زلزال مدمر جزيرة جاوة ما أدى لمقتل ستة آلاف شخص في المنطقة المحيطة بمدينة يوجياكارتا أما في منتصف يوليو فقد ضربت موجات المد البحري الهائلة المعروفة باسم ''تسونامي'' الساحل الجنوبي للجزيرة نفسها مما أودى بحياة 350 شخصا· ولا عجب في أن أنباء مثل تلك أثنت البعض عن زيارة هذا البلد لكن أي شخص يقدم على مثل هذه الزيارة سيكتشف عالما حافلا بالاسرار يجتمع فيه البشر جنبا إلى جنب مع الالهة في بعض المعتقدات مثل الهندوسية والبوذية· ومن على مبعدة يبدو الزي الوطني للاندونيسيين المعروف باسم الساري وكأنه زهور في حقول الارز وذلك حين تقطع المزارعات سيقان الارز بسكاكين صغيرة تخفينها في أيديهن· ويشرح وايان، الذي يعمل مرشداً سياحياً، السبب وراء إخفاء السكاكين بقوله إن :''النساء تخفين السكاكين في أكفهن حتى لا يراها الارز فيشعر بالذعر''· وبالنسبة للاندونيسيين لا يشكل الأرز محصولا نقديا فحسب وإنما هبة من السماء· ويعتقد المزارعون في جاوة وبالي أن للارز روحا يجب ألا تمس لان من شأن ذلك إثارة غضب إلهة الارز المعروفة لديهم باسم ''ديوي سري'' ما يعرض المحصول للخطر· لذا فليس من المستغرب في مجتمع تحظى فيه القيم الروحية بمثل هذه المكانة أن يكون لكل حقل أرز ولكل طريق مؤدي إليه معبد أو مزار مقدس· ويوجد ما يقدر بـ 20 ألف معبد في بالي حيث يؤثر الدين على مجريات الحياة اليومية للبشر هناك· ويسعى من يعتقدون في سطوة هذه الالهة إلى استرضائها عدة مرات في اليوم وذلك لابقاء الارواح الشريرة والشياطين في أماكنها· ولا يبدأ أي يوم في بالي سوى بتقديم أضحية· وحتى في كوتا وهي مقصد سياحي تضع النسوة في الصباح الباكر سلالا صغيرة للغاية مصنوعة من أوراق الموز وبها هدايا من الورود والارز أمام المحال والمقاهي وتقاطعات الطرق· وغالبية السكان في بالي يدينون بالهندوسية على النقيض من معظم الاندونيسيين في باقي أنحاء البلاد حيث يسود الدين الاسلامي· وعلى الرغم من ذلك تعامل قوى الطبيعة باحترام كبير في تلك المناطق· ومع أن بالي تضم بين جنباتها آلافا من المعابد، يمكن أن يجد المرء أهم المعابد الهندوسية والبوذية في جاوة· ويجدر بالمرء إذا كان ذلك ممكنا زيارة معبد بوربودور وهو الاثر البوذي الاكبر في العالم عند الفجر· وصمد هذا المعبد في وجه العديد من الكوارث الطبيعية من بينها الزلزال الذي وقع في مايو الماضي· وفي الساعة 5:30 صباحا يكون الضوء كافيا لكي يتسلق المرء درجات توصله إلى المعبد· وبينما تتزايد حرارة الطقس ببطء مع مضي الوقت تظل الغمامة الرقيقة من الضباب التي تخيم على المنطقة عالقة في أطراف الوادي· وتقع إندونيسيا على ما يسمى بـ''حلقة النار'' في المحيط الهادئ وهو صدع في القشرة الخارجية للارض حيث يتكرر حدوث الزلازل والثورات البركانية· وعاش سكان جاوة الذين يقدر عددهم بـ130 مليون نسمة آلافا من السنين عرضة لهذا الخطر· ومن بين أنشط البراكين في إندونيسيا بركان ميرابي الذي تنبعث الادخنة من فوهته بشكل مستمر· وبشكل عام ظل بركان ميرابي هادئا لوقت طويل ولكن الحال تغير في مايو الماضي عندما أصبح البركان أكثر نشاطا مما حدا بالسكان لتوقع الاسوأ· وعلى الرغم من تباين الديانات التي يدينون بها ، يحتفظ سكان بالي وجاوة بعادات مشتركة مثل اشتراكهم في أنواع من الرقصات والموسيقى الشعبية وكذلك عروض خيال الظل· وتنعم الجزيرتان بأنهما تحتويان على مناظر طبيعية خلابة وثقافة عريقة غير أن بالي لم تعد كما كانت جنة لسكانها والوافدين إليها على حد سواء منذ أن هزها انفجار سيارتين مفخختين في كوتا في أكتوبر من عام 2002 مما أدى لمقتل 202 من الاشخاص· وأنحي باللائمة في هذا الهجوم على شبكة الجماعة الاسلامية المتشددة· ومنذ ذلك الحين تم تعزيز الاجراءات الامنية ووضعت الفنادق تحت رقابة مشددة· وبعد ثلاثة أعوام فحسب نفذ متشددون هجوما آخر أودى بحياة 19 من بينهم أربعة سائحين في أكتوبر 2005 ويخشى العديد من سكان بالي من أن يعاني قطاع السياحة في الجزيرة جراء هذه الهجمات، وفي الوقت الحالي يأتي معظم السائحين من ماليزيا وكوريا الجنوبية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©