الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شهرخاني: شعاري التدريب بقوة لـ «ريو 2016»

شهرخاني: شعاري التدريب بقوة لـ «ريو 2016»
5 أغسطس 2012
لندن (ا ف ب، د ب ا) - فتحت لاعبة الجودو وجدان علي سراج عبدالرحيم شهرخاني “وزن فوق 78 كيلوجراماً” التي باتت أول سعودية تشارك في الألعاب الأولمبية، آفاقاً جديدة أمام مواطناتها اللواتي يطمحن إلى مشاركة أفضل في المنافسات الدولية. وفي أول مشاركة للاعبة سعودية في الأولمبياد خسرت شهرخاني أمس الأول مباراتها أمام ميليسا موخيكا من بورتوريكو في دقيقة و22 ثانية فقط، لكنها أعربت عن “سعادتها وفخرها” بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، مؤكدة استمرارها “في مزاولة هذه الرياضة”. وقالت الصحفية الرياضية أمل إسماعيل لـ”فرانس برس” بعد مشاهدتها المباراة “نحن فخورون بمشاركتها، ونرى أن ذلك يفتح الباب أمام مشاركات أكبر خلال السنوات القادمة”. وأشارت إسماعيل إلى أن “الفتيات لم يتدربن جيداً للأولمبياد، لا شك في أن المشاركة صورية وشرفية بالدرجة الأولى ولن تحقق نتائج”. وفي بلدها السعودية، حظيت مشاركة وجدان بمتابعة واسعة، وقالت لـ”فرانس برس” المعينا مؤسسة فريق جدة يونايتد، إن “المباراة كانت سريعة وقصيرة جداً، لكن بالنسبة لي هي مجرد مشاركة، ولم نكن نتوقع نتائج؛ لأن التدريب كان بسيطاً جداً”. وكانت شهرخاني تتدرب في منزلها بمعية والدها “الحكم الدولي في الجودو” وشقيقها، وأثير جدل واسع حول مشاركتها بعد رفض الاتحاد الدولي للجودو السماح لها بوضع غطاء للرأس، انطلاقاً من المعايير الصارمة لضمان سلامة الرياضيين والرياضيات. وسمح للرياضية السعودية بالمشاركة مع وضع غطاء خاص للرأس، بعد مفاوضات شاركت فيها اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية السعودية والاتحاد الدولي للجودو. وتعتبر المعينا أن هذا الجدل أثر على أداء شهرخاني، وتقول “لا ننسى أن وجدان كانت تحت ضغوط كبيرة، بعد الجدل الكبير حول مسألة تغطية الرأس من عدمها، وهو ما أثر أيضاً على تركيزها”. رغم ذلك تبقى السعادة بمشاركتها التي مهدت الطريق “لمشاركات نسائية منافسة مستقبلاً”. وتابعت المعينا المباراة على شاشة التلفزيون “مع زوجي، كما أن والدي وإخوتي حرصوا على متابعتها (مثلهم مثل معظم العائلات السعودية)، لكن تزامن المباراة مع موعد أداء صلاة الجمعة في السعودية حرم الكثيرين من متابعتها، كما أن المقاهي العامة تغلق أبوابها نهاراً في شهر رمضان، واللافت أن القناة الرياضية للتلفزيون السعودي لم تنقل اللقاء مباشرة. وتقتصر المشاركة النسائية السعودية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن على شهرخاني والعداءة سارة العطار التي تشارك في سباق 800 متر في ألعاب القوى، وأكدت شهرخاني أنها ستتدرب أكثر “استعداداً لريو (التي تستضيف أولمبياد 2016)، وأعتقد أن مشاركتي في هذه الألعاب سوف تسمح لسعوديات أخريات بالقيام بذلك مستقبلاً”. وتقول نسرين محمد (26 سنة) خريجة كلية القانون إن “مشاركة وجدان تمثل إنجازاً للمرأة السعودية”، مضيفة “أنها بطلة أولمبية قادمة، البطولات اللاحقة ستشهد مشاركات قوية وفعالة من الفتيات السعودية في عدة رياضات”. أما عبدالله الشهري “55 عاماً”، وهو موظف حكومي، فيقول إن “العديد من السعوديين لا يعارضون الرياضة في حد ذاتها، وإنما الالتزام بالضوابط الشرعية هو المعيار”. وسوف تبقى المشاركة عالقة في الأذهان ومحفورة في الذاكرة؛ لأن اللحظة التي وطئت فيها قدماها البساط أصبحت بحد ذاتها تاريخاً، ونقطة مضيئة في سجلات رياضة السيدات. أما والدها علي سراج شهرخاني، فعبر عن ارتياح كبير، بعد أن زالت الضغوطات الثقيلة عن كتفيه، وقال بسعادة غامرة: “آه، لقد خف العبء، منذ نحو شهر ونصف الشهر وأنا أتعرض لضغوط كثيرة من قبل الإعلام والمواقع الإلكترونية، لدرجة أن أحد الأشخاص انتحل هويتي على مدونة تويتر، وتكلم باسمي عن أمور مسيئة، رفعت قضية عليه لدى وزارة الداخلية، وهم في طور إلقاء القبض عليه”. يبدو الوالد، وهو حكم أولمبي معتمد رسمياً شارك في الإشراف على مباريات في الجودو، فخوراً بما حققه، ويتحدث عن بداياته: “بدأت ممارسة الجودو عام 1970 بعمر السابعة عشرة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، حيث درست العلوم البيوكيميائية وكان مدربي صينياً يدعى وان، أنا الآن مدير مدرسة في مكة المكرمة، ولدي أولاد يمارسون الجودو، لكن لم يتمكنوا من التأهل إلى الأولمبياد”. وبدت وجدان مرتبكة وسط تسليط الأضواء عليها، ولكن الدكتور هاني كمال نجم رئيس الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو، قال إن بلاده بأكملها تدعم اللاعبة، وقال نجم “إننا نشعر بسعادة كبيرة وفخراً هائلاً بها، أعتقد أن ما حققته يعد علامة فارقة، ونحن سعداء بقدرتها على تحقيق ذلك”. وأضاف “لسوء الحظ، لم نتمكن من إحراز ميدالية عن طريقها، ولكنني أعتقد أنها أدت بأفضل شكل ونحن فخورون بها للغاية”، وأوضح “إنها تود التقدم بالشكر لكل من ساندها وسافر لمؤازرتها (في لندن 2012)”. وأكد جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أنه يشعر بالفخر لأن نساء من جميع الدول الـ205 في الأولمبياد تشاركن في منافسات الدورة الأولمبية. وقال روج “إنه تطور مشجع”، وأتمنى للسيدات اللاتي يمثلن بلادهن للمرة الأولى في الأولمبياد، كل التوفيق في المنافسات التي يشاركن فيها، ونتمنى أن يشكل وجودهم في لندن 2012 حافزاً للعديد من السيدات الأخريات كي تتبعن خطاهن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©