الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

برشم خريج أكاديمية أسباير يريد التحليق عالياً

5 أغسطس 2012
لندن (ا ف ب) - باستثناء بعض الأصدقاء والأقارب، لم يكن أحد يعلم من هو ذلك الشاب النحيف الذي شارك في بطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة عام 2010 في الدوحة، وهو في الثامنة عشرة من عمره، لم يكن القطري معتز عيسى برشم معروفاً في اختصاص الوثب العالي الذي ضم أبطالاً أولمبيين وعالميين أمثال إيفان اوخوف وياروسلاف ريباكوف وجيسي وليامس وكيرياكوس يوانو وياروسلاف بابا ودونالد توماس. تمكن برشم من اجتياز ارتفاع 2?23 متر من دون أن ينجح في بلوغ الدور النهائي الذي يضم أفضل ثمانية رياضيين في هذا الاختصاص، لكن مجرد المشاركة إلى جانب هؤلاء الأبطال جعلت برشم يبني شخصية قوية والكثير من الخبرة من خلال الاحتكاك على أعلى المستويات، لكن وبعد مرور سنتين على تلك المشاركة، فإن برشم لم يعد مغموراً على الإطلاق، لا بل إنه أصبح أحد المرشحين لتطويق عنقه بالذهب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن بعد أن سجل أفضل رقم منذ مطلع العام الحالي. ولطالما اعتمدت قطر على ظاهرة التجنيس لجني الميداليات في الألعاب الأولمبية أو بطولات العالم، شأنها في ذلك شأن العديد من الدول المتقدمة حتى في هذا المجال، لكنها أصبحت الآن على مشارف تخريج أول بطل أولمبي ذهبي من خلال استثمارها في أكاديمية التفوق الرياضية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها والتي أنشأت عام 2005 لهذا الهدف بالذات. ويقول إيفان برافو المدير الرياضي في الأكاديمية التي تعتبر أكبر قبة رياضية مقفلة في العالم وحيث لا يكتفي الرياضيين المنتسبين إليها في مزاولة التدريب بإشراف أفضل المدربين، بل يتابعون أيضاً تحصيلهم العلمي فيها “إذا نجحنا في تخريج بطل أولمبي أو عالمي واحد كل خمس سنوات نكون قد نجحنا في تحقيق الهدف”. لقد أنفقت قطر الملايين من الدولارات لتدوين اسمها في السجلات الأولمبية، لكنها الآن تستطيع الافتخار بأن أحد سكانها الأصليين يملك من الموهبة ما يؤهله لمقارعة كبار اختصاصه. أحب الرياضة منذ نعومة أظافره وساعده في ذلك بأن والده كان عداء للمسافات المتوسطة، ويقول في هذا الصدد “لقد رافقته إلى الملاعب منذ أن كنت صغيراً”. يشرف على تدريب معتز المدرب البولندي الأصل السويدي الجنسية ستانيسلاف تشيتشيربا وهو ملهمه؛ لأنه لا يضع حدوداً له، ودائماً ما يحفزه على البذل المزيد من الجهد، لكي يبقى في القمة. ويقول المدرب “قبل معتز أشرفت على رياضي في الوثب العالي كان أفضل منه بكثير، ثم عملت لدى الاتحاد القطري لألعاب القوى الذي أوكلني الاهتمام بمعتز”. وأضاف “لم يكن معتز أي شيء، كان مثل الحجر!، لم يكن أحد يتوقع أن يصبح لاعباً جيداً في الوثب العالي، وأتذكر جيداً بأنه خلال الحصة التدريبية الأولى لي معه لم يتمكن من تخطي حاجز المترين، واجهت أوقاتاً صعبة فعلاً، لكنني أحببت هذا الشاب الطموح وتحسن مستواه بسرعة بعد الحصة التدريبية الثانية، أما الآن فقد اصبح ماسة!”. وتابع “في البداية لم يكن الأمر سهلاً، ففي الرياضية عندما تسدي النصائح الخاطئة للرياضيين، فإن سلوكهم يصبح سيئاً، قبل أن اشرف على معتز لم يكن منتظماً في التدريب، وقد تكلمت معه في هذا الأمر، فهدفي من العمل مع أحد الرياضيين هو دائماً تحقيق النتائج وليس المرح”. أصبحت تلك الأيام من الماضي، وباتت العلاقة بين المدرب وتلميذه جيدة، بعد أن أدرك معتز أن الوصول إلى القمة يتطلب تضحيات كبيرة، لأن الموهبة وحدها لا تكفي إذا ما صقلت كما يجب. ويصف معتز علاقته بالمدرب بالحميمة ويقول “إنه بمثابة والدي، كنت ضائعاً وقد أهداني على الطريق الصحيح”. وغالباً ما يلجأ المدربون إلى بعض الأساليب لتحفيز الرياضيين لكن تشيتشيربا يقول إنه مختلف عن الآخرين بقوله “كلا، أنا افضل التكلم معه مباشرة وبلا مواربة، يتعين عليه أن يدرك ماذا يقوم به وما هي أهدافه”. وعن هذه الأهداف يقول معتز “دائماً ما أضع الأهداف وأحاول تحقيقها، في عام 2010 قلت إنني أريد تخطي ارتفاع 2?35 متر في العام التالي، وقد نجحت في ذلك، وأنا الآن حامل الرقم القياسي العربي، هدفي المقبل الرقم القياسي الآسيوي وقدره 2?39 متر وسجله زهو جيانهوا وبالطبع الحصول على ميدالية من أي معدن كانت في الألعاب الأولمبية في لندن”. يذكر أن برشم سجل أفضل رقم عالمي هذه السنة في هذا الاختصاص داخل قاعة ومقداره 2?37 متر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©