أمل ملحم: لدينا قصور إعلامي في إبراز الكنوز العربية

أحمد السعداوي (أبوظبي) من واقع خبرتها الممتدة سنوات طويلة في المجال الإعلامي، قدمت الدكتورة أمل ملحم، مقترحاً بإنتاج «فيلم وثائقي عربي مشترك»، يوثق لأصالة الحضارة العربية وأهميتها التاريخية، ولقي هذا الطرح أصداء طيبة في الفضاء الإعلامي، خاصة بين الحضور من أكبر الخبرات الإعلامية في عالمنا العربي. وقالت ملحم، إن أهم الدوافع من وراء هذا المقترح، هو تسليط الضوء على الثراء الكبير الذي تتسم به المنطقة العربية من حضارات وثقافات أسهمت بشكل لافت في تطور الحياة البشرية، وكان لزاماً على العاملين في الحقل الإعلامي على المستويات كافة، أن يقدموا على هذه الخطوة بهدف علاج القصور في هذا الجانب، المتعلق بنشر مكونات الثقافة والحضارة العربية بلغات العالم إلى أبناء الحضارات الأخرى في أنحاء المعمورة. تقصير إعلامي تقول ملحم، إن المقترح جرى ضمن «الملتقى الرابع للثقافة العربية» الذي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي، وضم نخبة كبيرة من الخبراء والإعلاميين من أنحاء العالم العربي، وكان الجميع على وعي تام بالأخطار المهددة للحضارة العربية والهوية المحددة للإنسان العربي عبر العصور، كما تحدثت عن الثراء الحضاري للوطن العربي بمكوناته المتعددة سواء في مصر أو سوريا أو العراق وغيرها من الحضارات العريقة في المنطقة. وتذكر ملحم أن إقامتها بوصفها مواطنة سورية لسنوات طويلة بين الإمارات وكندا، دفعتها لمتابعة كل ما ينشر في الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام البصرية والسمعية، وقد لاحظت وجود تقصير إعلامي في تسليط الضوء على الكنوز التي يمتلكها العالم العربي، في ظل وجود هجمة شرسة على الحضارة العربية، ومن هنا يجب الانتباه لخطورة الدور الإعلامي، لأنه عصب الحياة والمحرك للمجتمعات، وعن طريقه يمكن أن نبرز حضارتنا العربية أمام الأجيال الصاعدة، كون الكثيرين منهم لا يعرفون هذا التاريخ الزاخر والموروث الكبير. وترى ملحم أن أهم الوسائل لإبراز هذا الموروث، ضرورة تكثيف البرامج والندوات والأفلام الوثائقية، التي تحكي عن الحضارة والثقافة العربية بلغات أخرى، لنكشف للعالم هذا الثراء الكبير الذي نمتلكه، كما أن المؤتمرات لها أهمية بوصفها وسيلة اتصال مباشرة بين المعنيين بالأمر ومن خلالها يمكن طرح القضايا وإيجاد الحلول، وهنا ينبغي الإشادة بالدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات، والتي صارت منارة ثقافية فريدة في العالم، وعلى الدول العربية أن تحذو حذوها في هذا الاتجاه. كنوز العرب وانتقدت الخبيرة الإعلامية الاستثمار العربي، على عدم مبادرته في الاستثمار ببعض الساعات في القنوات الإعلامية العالمية، لتوصيل هذه الرسائل الحضارية والتعريف بكل ما يحتويه عالمنا العربي من كنوز، بما لها من مردود مادي ومعنوي كبير سيعود على العالم العربي إذا تم نقل هذه المقترحات على أرض الواقع، أقله ارتفاع نسبة السائحين إلى العالم العربي، وربط الأعداد الكبيرة من المهاجرين العرب وأبنائهم بجذورهم العربية، وزيادة ثقتهم بأوطانهم الأصلية وإيمانهم بقيمة ما يمتلكونه من كنوز تاريخية فريدة تستحق الفخر والاعتزاز بها. وأوضحت، أنها دعت لإنتاج «فيلم وثائقي عربي مشترك»، يوثق بشكل دقيق كل ما نملك من حضارات في كل الدول العربية، ويترجم هذا الفيلم إلى لغات كثيرة، وهذا سيكون أقوى رد على الهجمات الشرسة التي يتعرض لها الفكر والحضارة العربية حالياً. وعن تطبيق هذا المقترح ونقله إلى أرض الواقع، قالت ملحم إن ذلك يقع على عاتق أصحاب شركات الإنتاج، انطلاقا من الإيمان العميق بدور الإعلام، الذي يوجه ويبني ويزيد من النظرة الإيجابية إلى العرب، وبالفعل هناك تقصير في هذا الجانب علينا الاعتراف به، ويجب على المؤسسات الإعلامية ان تتدارك ذلك، دفاعاً عن الوجود والمخزون العربي، وحفاظاً على الأجيال الجديدة المهددة بفقد الهوية عبر الانفتاح على العالم، والتي لا تعرف سوى أقل القليل عن تاريخها وماضيها. توثيق شفوي وذكرت الخبيرة الإعلامية أمل ملحم، أن خروج هذا الفيلم الوثائقي إلى النور يعني وجود توثيق شفوي وسمعي وبصري للإرث العربي، وهذا يكون ذا تأثير أكبر لأننا في عصر الصورة، ونستطيع من خلاله الذهاب بالمعلومة التاريخية حيث يقضي الناس أغلب أوقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا الحديثة.