«الإعلان الصحفي» يبحث استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات التكنولوجيا وزيادة العوائد

مثلت الإعلانات الصحـفية البداية الأم لصناعة الإعلان وفنونه في التاريخ والعـالم، واسـتوعبت ملايين المواهـب والأفكار، واسـتهلكت مئات مليارات الدولارات، وعنها صدرت آلاف الكتب ومن خلالها ازدهرت آليات التسـويق والترويج، انتشارا وأثرا. ورغم أن التلفزيون استطاع مصادرة جزء كبير من وهجها، إلا أن مقامها كفن وكسوق مبيعات بقي محفوظا، في العصر الرقمي تواجه تحديات من نوع آخر ما يفرض على أربابها وضع آليات ورؤى جديدة، ولعل أبرزها كيفية الدمج بين العوائد الإعلانية في كل من الصحافة الورقية والرقمية، وما يتطلبه ذلك من جوانب مختلفة بما فيها النواحي الفنية. المنافسون الجدد وينتظر أن يكون المؤتمر الدولي الثاني والعشرون للإعلان الصحفي الذي ينعقد في 1 و2 مارس القادم في العاصمة التشيكية براغ فرصة لتوفير استراتيجيات واستشارات لمديري الإعلان والناشرين، من أجل زيادة وتعظيم عوائدهم في وقت هم في أشد الحاجة إلى ذلك من أجل مستقبل هذا القطاع. وقال تقرير - وصلتنا نسخة منه - للجمعية العالمية للصحف وناشري الأخبار، إن الإعلان الصحفي يستمر في كونه المصدر الرئيسي لعوائد الصحف سواء في الصحف المطبوعة أو المنصات الرقمية”، إلا أن المنافسين الجدد وتحديات أخرى تلقي بضغوطها على مبيعات الإعلان بشكل لم يسبق له مثيل”. ويقدم المؤتمر الدولي للإعلان حالات نجاح حققتها مجموعات صحفية عبر العالم، ومن شأنها أن تشكل إلهاما وتفرز أفكارا تطبيقية للشركات الصحفية في أي مكان كانت، كما أضاف البيان. وتتناول مواضيع المؤتمر حملات الإعلان الابتكارية والمبوبة، إعلانات الهاتف المحمول ولوحات الكمبيوتر الكفية، الإعلام الاجتماعي وبناء المجموعات، تحويل الصحيفة إلى وكالة خدمات شاملة، مستقبل فرق عمل بيع الإعلانات، وكيفية قياس ومراقبة أداء المبيعات وغيرها من المواضيع. التجربة البولندية وبحسب البيان، يتوقع المنظمون أن يستقطب المؤتمر أكثر من ثلاثمائة مدير ومسؤول تنفيذي عن قطاعات الإعلان في العالم. ومن المقرر أن تتحدث في المؤتمر شخصيات ونجوم بارزون في هذا القطاع، ولعل من أبرزها تجربة إحدى كبرى المجموعات الاعلامية البولندية التي أحدثت تغييرا نوعيا وكميا في سوق الاعلانات في بولندا، التي تعتبر من الدول النادرة التي بلغت فيها عوائد الإعلانات عبر الأون لاين ضعفي إعلانات الصحف الورقية. وعن ذلك يتحدث كل من المدير العام لمبيعات الإعلانات ومدير عام مبيعات الإعلانات في مجموعة “آجورا”، آنا بودلونسوينسكا، وماريك تريتن، وهما من أبرز الرؤساء التنفيذيين في الاعلانات، حيث يعرضان كيف يمكن للصحف الورقية والرقمية العمل بفعالية معاً من أجل عوائد إعلانية أفضل لكليهما. ويتحدث الاثنان لأول مرة عن أسباب نجاح التجربة البولندية. وذكر بيان المنظمين أن بولندا من الدول النادرة التي بلغت فيها الاعلانات عبر الأون لاين ضعفي إعلانات الصحف الورقية، وهو ما قد يشكل درسا بالغ الأهمية تقدمه مجموعة “آجورا” لأقسام إعلانات الصحف في أي مكان في العالم، إذا كان هذا ما سيكون عليه مستقبل الأسواق الإعلانية في الدول الأخرى. وستقدم بودلونسوينسكا وتريتن عرضهما تحت عنوان “نهج الدمج بين الورقي والمطبوع” الذي يتضمن الاستراتيجية وطرق العمل والمتابعة والنتائج. وبلغت حصة إعلانات وسائل الإعلام 17 % من إجمالي سوق الإعلانات البولندي في الربع الثالث من عام 2011 مقارنة بنسبة 8.5% للورقي. ولكن الإعلان الرقمي يمثل 42% من العائدات الإعلامية لمجموعة “آجورا”، كما أن تجارة الإعلان الورقي والرقمي في المجموعة سجلت نجاحات واضحة، حيث حظيت بنسبة 10% من سوق الاعلانات الرقمي في البلاد و20% من سوق الاعلان المطبوع. وتصدر مجموعة “آجورا “ صحيفة “جازيتا وايبوركا” الأكثر شعبية في بولندا التي تبيع نحو 450 ألف نسخة، والتي تأسست في عام 1898 كمنبر لحزب التضامن الذي قاد الثورة الشعبية في البلاد. كما تصدر صحيفة “ميترو” اليومية المجانية إضافة إلى 15 مجلة وبوابة إنترنت. وتملك في المجال الرقمي محطتي موسيقى وإذاعة إنترنت. كما تملك أكبر شركة توزيع إعلانات خارجية “أوتدور”، وتعود ملكيتها بالدرجة الأولى لرؤسائها التنفيذيين وللموظفين العاملين فيها. التصميم والإعلانات المبوبة كما يتحدث في المؤتمر بيتر زولمان، المؤسس الرئيس لمجموعة “أيه آي أم” حول ذكاء الاعلانات المبوبة، وهو واحد من أهم المتحدثين الملهمين في مشاريع الإعلام حاليا وصاحب خبرة عمرها 35 عاما في مجال الأخبار التجارية والاقتصادية وعشرون 20 عاما في وسائل الإعلام التفاعلية. ويعمل زولمان رئيسا تنفيذيا للتحرير التنفيذي، كما يعد تقارير عن الاعلانات المبوبة الذكية وسبق وكتب عدة مقالات وتقارير خاصة حول وسائل الإعلام الاجتماعية والإعلانات المبوبة، كما قدم ورش عمل للمواقع الإلكترونية والصحف وعمل مع العديد من الشركات الرائدة عالميا في مجال الاعلانات المبوبة. ويقدم المؤتمر ايضا تجربة ادريان نوريس، مدير تحرير التصميم في صحيفة “جلوب اند ميل” الكندية التي نالت جائزة “مجتمع تصميم الأخبار” الدولية. ويعرض نوريس لتجربته في الاعلان في ثلاث قارات وهو خبير دولي في إنتاج الصحف وشبكة الويب وفي دمج المطبوع والرقمي وتصميم المواقع. ويتحدث قسطنطين كاماراس، وهو نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة “24 ميديا” اليونانية البارزة في مجال الاعلام الرقمي، وصاحب إنجازات مميزة في مجال زيادة عدد المستخدمين والعوائد الإعلانية الرقمية، عن تجربته في تطوير شراكات البيع الاعلاني مع 12 شركة تكنولوجية منها “ديلي موشين” و”مايسبابس”. وتسبق المؤتمر ورشة عمل ليوم واحد حول كيفية تطوير ووضع استراتيجية مبيعات إعلان متعدد الوسائط التي تهدف إلى التوعية بطرق مبسطة لأدوات التخطيط لتعزيز الإعلان متعدد الوسائط.