الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النعيمي: القيادة تحرص على إشاعة القيم النبيلة والصفات الحميدة التي تنتجها الثقافة

النعيمي: القيادة تحرص على إشاعة القيم النبيلة والصفات الحميدة التي تنتجها الثقافة
10 نوفمبر 2010 00:48
أشاد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان بالحراك الثقافي المبشر الذي تشهده دولة الإمارات، والذي من شأنه أن يفضي إلى نهضة ثقافية تواكب التطور الكبير الذي تشهده الدولة في كافة مناحي الحياة تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وحرصهما على إشاعة القيم النبيلة والصفات الحميدة التي تنتجها الثقافة وتؤثر بها على حياتنا، بما يعود على جميع أبناء الوطن بالخير والتقدم. وقال إن ما تشهده الإمارات اليوم لا ينفصل أبدا عن ماضينا التليد وإرثنا العريق الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في أبناء الإمارات من عادات راسخة وتمسك بأصالتنا وانفتاح على عصرنا لتنمية الإبداع في المجالات العلمية والأدبية والفنية والإنسانية في إطار تفاعل حضاري مستنير مع العالم كله. جاء ذلك لدى افتتاح سموه بقاعة الاجتماعات بالديوان الأميري أمس بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، فعاليات منتدى الثقافة العربية في دورته الرابعة تحت عنوان “الكتاب .. صانع الثقافة وملهم القادة”، والذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بعجمان بفندق كمبنسكي. وأكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي أن التعليم في الماضي كان يعتمد في أساسه على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وكان هذا النبع الأصيل للعلوم والمعارف بجانب معارف أخرى مثل علوم الحساب والشعر الجاهلي والشعر في العصر الإسلامي، والذي يتحدث عن القيم السامية ومكارم الأخلاق، كما كان هناك الشعر النبطي. وقال سموه إن كل هذا تعلمناه عبر علماء ومعلمين جاءوا إلينا من الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وكذلك من علمائنا الأفاضل وكان هذا يتم عبر مجلس والدنا الشيخ راشد رحمه الله وكذلك مجالس أعيان البلد. وفي مقارنة مع الحاضر، قدم سموه نماذج واقعية من حياتنا، مشيرا إلى أن الاهتمام الآن أصبح بالقنوات الفضائية، والتي في معظمها تبث رسائل سالبة تؤثر على النشء والشباب، إضافة إلى الهوس الكروي الذي أصبح يسيطر على حياتنا، إلى جانب ضعف الاهتمام باللغة العربية. وأكد سموه أن تمكين اللغة العربية بين الأجيال الحالية والقادمة هي مسألة في غاية الأهمية، حيث تشكل اللغة العربية قضية استراتيجية لكافة البلدان العربية ويتطلب النهوض بها ورد الاعتبار لها تضافر جهود جميع المؤسسات والقطاعات، وهذه المهمة لا يمكن أن تنهض بها الحكومات بمفردها. ودعا سموه الشباب إلى مراعاة قيم الدين الأصيلة والمحافظة على العادات والتقاليد في وجه كل دخيل على مجتمعنا، باعتبار هذه الشريحة هي الأمل المرتجى وأداة التغيير في المجتمعات. وأشار سموه إلى أن استضافة دولة الإمارات عامة وعجمان خاصة، لأنشطة ثقافية تتعلق بكل ما يخص صناعة الكتاب وتبني المبادرات التي تسهم في تطوير حركة النشر والترجمة، تأتي تأكيدا لأهمية الكتاب ودوره في حياة كل فئات المجتمع والشباب والأجيال القادمة؛ لأنه مسألة في غاية الأهمية ويشكل قضية محورية وأداة للمعرفة لا يمكن الاستغناء عنها مهما تعددت سبل ووسائل الثقافة والمعرفة والإعلام. وأضاف أن النهوض بصناعة الكتاب يتطلب تضافر جهود جميع المؤسسات والقطاعات التي تعمل في هذا الشأن، وهذه المهمة لا يمكن أن ينهض بها أفراد بعينهم، بل على الحكومات المساهمة في دعم صناع الكتاب، داعيا القائمين على أمره إيجاد الوسائل التي تحبب جيل الشباب في القراءة، وقبل ذلك تسهيل الحصول عليه. وأعرب سموه عن أمله في أن يساهم هذا المنتدى في التعريف أكثر بأهمية الكتاب واقتراح الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه صناعته وتعزز من مكانته. وقد استهل الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام بعجمان المؤتمر بكلمة ترحيبية قدم من خلالها بالغ الشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو حاكم عجمان لحرصه على رعاية المنتدى. وأكد بلال البدور المدير التنفيذي للشؤون الثقافية والفنون بوزارة الثقافة، أن هذا المنتدى يعقد فعالياته قبل مناسبة عزيزة على قلوب أبناء الإمارات، وهي الاحتفال بالعيد الوطني التاسع والثلاثين، وأن اختيار دائرة الثقافة والإعلام بعجمان موضوعات المنتدى التي تدرس جهود التأسيس الثقافي بالدولة فرصة لتسليط الأضواء على جهود الرواد من أبناء الإمارات وتعزز الحراك الثقافي. وشارك في الجلسة الأولى الصباحية الدكتور سعيد حارب في ورقته “ الكتاب في عصر التدوين الأول” وابراهيم خادم في “الترجمة – بداية النهضة”. واستهل الدكتور سعيد حارب ورقته بالقول: عندما أراد الإنسان أن يعبر عن نفسه تعبيرا ثابتاً، لم يجد غير الكتابة وسيلة لهذا التعبير، وقد استمرت هذه الوسيلة عبر التاريخ البشري، حيث ما زالت الكتابة أبرز وسيلة للتعبير الإنساني، على الرغم من منافسة وسائل أخرى كالصورة وغيرها، مع اختلاف صور الكتابة وأشكالها، بدءاً من الكتابة على جدران الكهوف، مرورا بالجلد والرقاع والورق، وانتهاء بالكتابة الإلكترونية”. وأكد “وقد عزز من مكانة الكتاب في حياة الإنسان ظهور الكتابة المقروءة، بعد أن كان التعبير صوراً مشاهدة، وأسهمت وسائل الكتابة في تعزيز مكان الكتاب في الحياة الإنسانية عبر العصور، وقد أسهم الكتاب في نقل الثقافة الإنسانية من الشفاه إلى التدوين مما حفظ الإرث الإنساني.” ومن جهته، استعرض ابراهيم خادم في ورقته جملة المنجزات والبرامج التي حققتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومشروعاتها في حقل الثقافة العربية، فرأى أن لدى المؤسسة “توجهات استراتيجية واضحة تجاه تعميم المعرفة في الوطن العربي، وترتكز توجهاتها على ما يظهره واقع الدراسات وواقع المعايشة اليومية لاستحقاقات المعرفة، والحاجة الماسة لتوافر نتاج عربي متكامل متوازٍ مع التسارع الحضاري الإنساني، وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الوطن العربي المُلِحّة، بناءً على دراسات وبحوث، واستقراء فعلي للواقع، وبالتنسيق مع تقرير المعرفة العربي الصادر عن المكتب الإقليمي للدول العربية – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.” ثم استعرض ابراهيم خادم، في ختام ورقته، التحديات التي تواجهها برامج المؤسسة متسائلا: “ كيف نصل إلى تسويق الكتاب بدلا من تشجيع الكتاب؟ ولماذا مازلنا نعاني من جودة الترجمة على الرغم من نشاط حركة الترجمة؟ وهل هناك تكامل في الأدوار بين مؤسساتنا الثقافية أم تواز في الأدوار؟ وأخيرا، أين القارئ وما موقعه في هذه المنظومة الثقافية؟” ثم أقيمت الجلسة الثانية ضمن المحور “المكتبة ذاكرة المدينة” فتحدث فيها بلال البدور المدير التنفيذي للشؤون الثقافية والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في ورقته “الرواق الطوعي للثقافة والمعرفة” فاستعرض فكرة نشأة المكتبات الخاصة طوال القرن الماضي وحتى منتصفه عندما تأسست المكتبات التجارية التي كانت واحدة من منابع المكتبات الخاصة ليضيء عدداً من تجارب المثقفين الذين حازوا مكتبات مهمة أتاحوها في مجالسهم بهدف تعميم الفائدة. كذلك تحدث علي المطروشي مدير متحف عجمان عن “تاريخ المكتبات في عجمان” فأشار إلى أنه “لم تكن هناك مكتبة عامة في إمارة عجمان قبل عام 1968م حيث شهد ذلك العام نقلة كمية ونوعية في مجال المكتبات العامة بإمارة عجمان ، فقد افتتحت فيه ثلاث مكتبات عامة، إحداها مكتبة ابن تيمية التي أسسها عدد من المواطنين من خلال تبرعهم بمجموعاتهم القليلة من الكتب وساهموا في استئجار شقة لتكون مقرا للمكتبة ، ولكن المكتبة لم تعمر إلا عاماً واحداً نظراً لندرة روادها وضعف إمكانات المؤسسين للنهوض بوظائفها، وافتقارها لأمين متفرغ”.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©