الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانـــون يطالبون بدراما بعيدة عن التسلية والترفيه

فنانـــون يطالبون بدراما بعيدة عن التسلية والترفيه
14 ديسمبر 2017 19:25
تامر عبد الحميد (أبوظبي) أكد فنانون أهمية توظيف الدراما المحلية في ترسيخ الروح الوطنية، وأن تكون حاضرة في حماية الأوطان، وتعزيز مشاعر الانتماء والتلاحم بين الناس، والتضحية في سبيل الوطن والبذل لإعلاء رايته، معتبرين أن الفن يلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على القضايا الملحة والموضوعات المجتمعية التي تهم الناس في الشارع العربي عموماً. وأشار الدكتور حمد الحمادي، كاتب رواية ريتاج، إلى أهمية توظيف الدراما في تقديم موضوعات حيوية بدلاً من التركيز بصورة رئيسة على الموضوعات العاطفية والاجتماعية، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية المزج في الدراما بين القضايا الوطنية والاجتماعية، حيث لا يوجد تعارض بينهما. وقال: «في جميع المجتمعات تلعب الدراما والثقافة بشكل عام محوراً أساسياً في إيصال الرسائل المطلوبة لفئات المجتمع المختلفة، فالدراما لها تأثير قوي في تعزيز نشر الرسائل الوطنية، وربما هي الأداة الوحيدة التي تستطيع الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، فهي تصل إلى الأطفال والشباب وكبار السن، لذلك فالدراما تستطيع أن تغير وجهة النظر العامة حول قضية ما، وتستطيع أن تثير الجدل، وأن تبني الثقة أو تزعزعها حول العديد من الأمور المختلفة، لكن كل ذلك يعتمد في النهاية على طريقة الطرح ومستوى تقديم الرسائل». موضوعات مستهلكة كما أشار إلى أن البناء الدرامي في المسلسلات المحلية، يفتقر إلى حد كبير للموضوعات المعنية بقضايا الوطن، لافتاً إلى أن معظم الأعمال الدرامية المحلية تركز على موضوعات اجتماعية مستهلكة، وقال: «الدراما في أساسها هي أداة ترفيه، لكن يجب ألا نتنازل عن دورها في تعزيز نشر القيم الإيجابية والأفكار الصحيحة والرسائل المجتمعية الإيجابية، وهنا يأتي دور النص الذي يجب أن يكون مطعماً بهذه الأمور شرط ألا يعمل ذلك على تحويل القصة إلى أداة تلقين». وأضاف: «للدراما دور وطني كبير، والآن بعد مسلسل «خيانة وطن» ربما أصبحت الفرصة مواتية للمنتجين لتبني المحور الوطني بعد أن كان تركيزهم في السابق يتمحور حول قضايا قد تكون هامشية، ولا شك أن المنتجين قد لاحظوا تعطش الشارع الإماراتي لتناول القضايا التي تمسه أكثر من القضايا الفردية التي قد لا تثير اهتمام الجميع». تثقيف الناشئة وأوضح أن رواية «ريتاج» تسهم في تثقيف الناشئة أو الجيل الجديد بالقضايا الوطنية، مؤكداً أنها أداة أساسية لإيصال الأفكار المجتمعية، مشيراً إلى أن الثقافة بشكل عام بكل مكوناتها الأدبية والفنية، يجب أن تكون في مواجهة الإرهاب، فلو فكرنا في نشأة الإرهاب نجد أن عامل الجهل هو عامل مشترك فيه، والثقافة تقضي على الجهل، وتوضح الصورة، وبالتالي تحد من تأثير الإرهاب، ومن انجرار المغرر بهم نحوه. طرح المشاكل وعن رأيها في كيفية تأثير الدراما على المجتمع وإسهامها في خدمة الأوطان، أكدت الفنانة هيفاء حسين أن الدراما تسهم بشكل كبير في حال تم طرح المشاكل التي يواجهها المجتمع بأسلوب معين في الطرح وكتابة النصوص، وكذلك توضيح أسبابها وعواملها ونتائجها، والأهم من ذلك هو كيفية علاج المشكلة لكي يستفد المجتمع من الرسائل الموجهة من الأعمال الدرامية. توحيد الهدف وحول ما إذا كانت ترى أنه من الواجب تكاتف المنتجين وصناع الدراما بشكل أكبر لتنفيذ أعمال هادفة تخدم المجتمع والوطن، قالت: «ليس بالضرورة تكاتف الجميع لتقديم عمل معين، إنما الأهم من ذلك هو التكاتف لتوحيد الهدف من تقديم أعمال فيها ذات قيمة بعيداً عن الابتذال، فالأفكار متنوعة والميزانيات مختلفة ومتفاوتة، وهذا شيء طبيعي، لكن عندما نتوحد كمنتجين وقنوات تلفزيونية مع وجود رقابة على النوعية التي تقدم، وعلى الوجوه المشاركة بالعمل، فبالتالي سيتم السيطرة على الوضع العام، وسيعود مستوى الدراما الحقيقي الراقي الذي كان حاضراً في زمن الطيبين». قلة وعي وأكد الفنان والمنتج حبيب غلوم أن الدراما لها تأثير مجتمعي كبير، لكن مع الأسف هناك من لا يعرف القيمة الحقيقية للدراما، وهذه المادة التي تدخل بيوت الناس وتضع على طبق من ذهب أمام أفراد العائلة ليتأثروا بها، وقال: «هناك إشكالية موجودة في المجتمع، فقلة الوعي، خصوصاً من المعنيين بدعم الدراما والحركة الفنية على مستوى الدولة، يجعلنا «محلك سر»، فنحن بحاجة إلى وقفة حقيقية، ووضع خطط من قبل الجهات والقنوات لدعم الأعمال المميزة والأفكار النيرة». وتابع: «التلفزيون بمثابة قنبلة موقوتة يجب التعامل معه بدراية، لكي لا ينفجر في أي لحظة بأفكار وتأثيرات سلبية على أفراد المجتمع، لذا يجب أن تتكامل الجهود جميعها من خطاب إعلامي وثقافي وفني وديني وسياسي، لكي نصل إلى الهدف المنشود». أعمال تافهة وأشار إلى أن معظم الأعمال التي تقدم وتعرض على الشاشة كوميدية، وبضعها أقل ما يوصف بـ«التافهة»، أو أعمال مكررة عن الزواج والخيانة والطلاق والميراث، لافتاً إلى أن الوضع في الخليج حالياً متأزم، ويحتاج هذا الوضع إلى إبداء الرأي، وقال: «مع احترامي لكل الوسائل الإعلامية الأخرى، فلا تستطيع أن تضع الفكرة في قالب درامي يناقش من خلال شخوص أقرب ما تكون إلى أفراد الأسرة، إلا من خلال الدراما». تكريس السلوكيات وقالت الفنانة ميساء مغربي إن هناك إهمالاً من جانب كتاب الروايات والسيناريوهات للدراما الوطنية، رغم أن تلك الدراما تعتبر من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع بمختلف أعماره وميوله، وقالت: «الدراما لها تأثير كبير على المجتمع، وتكريس سلوكيات وأخلاق وأنماط حياة، فهي أخطر من أي وسيلة أخرى لإيصال الرسائل، حيث تستهدف شرائح مختلفة وتخاطب كل المستويات، بخلاف البرامج الحوارية أو السياسية التي تكون متخصصة». وتابعت: «تسهم الدراما بكل تأكيد في خدمة الأوطان، بشرط أن تسخر وتوظف لذلك، من خلال النص واختيار الشخصيات وطريقة طرح القضايا، خصوصاً أن الدراما هي مرآة لتوجه البلد واحتياجاته وخدمة قضاياه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©