الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ملف «الإخفاق العربي» الأولمبي يفتح صفحة جديدة من الجدل في لندن

ملف «الإخفاق العربي» الأولمبي يفتح صفحة جديدة من الجدل في لندن
5 أغسطس 2012
يبقى التتويج بميدالية أولمبية حلماً يراود كل الرياضيين في العالم طوال 4 سنوات من الإعداد للوصول إلى منصة التتويج في الحدث الرياضي الأضخم على وجه الكرة الأرضية، وتظل كل الجهات الرياضية المسؤولة تعمل طوال هذه السنوات، من أجل الوصول إلى لحظة رفع العلم أو سماع النشيد الوطني إيذاناً بالحصول على “ميدالية المجد” أمام أعين كل الجماهير الرياضية في كل قارات الدنيا. وفي كل دورة أولمبية يتجدد الحديث عن أسباب الإخفاقات العربية، أو كيفية الوصول بالرياضة العربية إلى الدرجة التي تمكنها من المنافسة بقوة على الميداليات، أو بحث الأسباب التي تعوق التألق العربي في الأولمبياد و”التفتيش” عن المقومات التي نفتقدها من أجل الوقوف في وجه سيطرة الدول الكبرى على جدول الميداليات دائماً، لكننا في كل دورة أيضا نظل نبحث فقط دون التوصل إلى نتائج ملموسة يمكن التعامل معها أو أسباب بعينها يمكن العمل على التخلص منها، لتتجدد كل التساؤلات بعد 4 أعوام أخرى. وفي دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 قد تكون الأسئلة الحائرة في حاجة إلى إجابة أكثر وضوحاً، بعد أن أكدت النتائج حتى الآن تراجعاً كبيراً للدول العربية، ومن بينها الإمارات، التي حصلت على الميدالية الذهبية في الرماية خلال منافسات أثينا 2004 عن طريق الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم بطل الرماية، ثم خرجت من منافسات بكين 2008 دون إنجاز، وبعدها بأربع سنوات جاءت تبحث عن إنجاز جديد في لندن 2012، لكن ذلك لم يتحقق إلى الآن مع اقتراب مشاركتنا من نهايتها. ويبدو أن العرب سوف يواصلون البحث عن أسباب الإخفاق لمدة 4 سنوات أخرى، تاركين لأصحاب الإنجازات الاستمتاع بما حققوه، مع التخطيط لتحقيق إنجاز جديد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016، ويبدو أيضاً أن المعاناة سوف تستمر لأنه في كل مرة لا نجد تغييراً واضحاً قد طرأ على التفكير أو التخطيط الرياضي العربي، ليبقى الملف مفتوحاً بحثاً عن إجابة. مناقشة جديدة وفي محاولة من “الاتحاد” لمناقشة القضية كان الحديث مع قيادات الرياضة الإماراتية الموجودين على رأس البعثة في لندن، وذلك لأنهم الأقرب إلى العمل الميداني ويعرفون صعوباته وما يعرقل إمكانية تحقيق الحلم الأولمبي في كل دورة، وكانت هذه السطور محصلة ما دار من حوار مع ثلاثة من قيادات الرياضة الإماراتية التي تتشابه مشاكلها مع كل الدول الخليجية وبعض الدول العربية الأخرى. في البداية يؤكد يوسف السركال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رئيس اتحاد الكرة أن الدول العربية جميعاً وليس الإمارات وحدها أمامها الكثير لكي تكون نداً للدول الأخرى من أوروبا وأميركا أو الصين في سباق الفوز بالميداليات خلال الدورات الأولمبية، وذلك لأسباب كثيرة تتعلق بتعداد السكان وطبيعة النظرة إلى الرياضة والظروف الخاصة بكل دولة. وقال: نحن في الدول العربية للأسف لا نعطي الاهتمام الأكبر للألعاب الفردية التي تشارك في الدورات الأولمبية، والتي هي منجم الميداليات في الحدث الرياضي الكبير، كما أن الميزانيات المرصودة للإنفاق على الرياضة في الوطن العربي كله تحضيراً للمشاركة في الأولمبياد في كل دورة لا تقارن بما تنفقه دولة واحدة مثل الولايات المتحدة أو الصين للاستعداد والتحضير للحدث نفسه، وتأتي النتيجة واضحة كل 4 سنوات. وأضاف السركال: لابد من مضاعفة الميزانيات التي يتم رصدها للإنفاق على الرياضة في الدول العربية حتى نتمكن من منافسة الدول الأخرى في الدورات الأولمبية، خاصة أن الرياضة تحولت إلى صناعة في كيفية إعداد الأبطال الأولمبيين، والمنافسة على الميداليات التي تعبر عن مدى تطور الرياضة في كل دولة. وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية نحن نأمل من خلال عملنا في اللجنة الأولمبية الوطنية أن نحقق التطور الإداري والفني المطلوب في السنوات المقبلة، في ظل حالة التمازج التي تحكم العمل والعلاقة بين اللجنة الأولمبية الوطنية والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ومختلف الاتحادات الرياضية بحثاً عن الأفضل في إطار المتاح من مقومات. ومن جانب آخر أكد إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أن أسباب التراجع العربي أو الإخفاق في تحقيق الميداليات في كل دورة أولمبية له أسباب كثيرة تختلف من دولة عربية إلى أخرى، وأعتقد أن السبب الأول في ذلك هو ممارسة الرياضيين العرب للرياضة والعمل الرياضي بروح الهواية حتى الآن، بحيث تكون الرياضة لمجرد الممارسة وليس للمنافسة. وقال: هناك أشياء لا يستطيع أحد تغييرها في مقومات كل دولة مثل عدد سكانها أو قدراتها المالية وهي أمور واقعية، لكن عملية إعداد الرياضيين للدورات الأولمبية لابد أن تبدأ مبكراً جداً، مثلما يحدث في الدول الكبرى، حيث نرى أن دولة مثل الصين تقوم بإعداد أبطالها الرياضيين، وهم في سن 3 أو 4 سنوات في رياضة مثل الجمباز، وهي أمور ليست موجودة في الدول صالعربية بسبب طريقة التفكير والنظرة إلى الرياضة. وأضاف: أمام الدول العربية الكثير من أجل الدخول بقوة في سباق المنافسة مع الدول الكبرى على الميداليات الأولمبية، ومن بين المقومات المطلوبة الملاعب التي يمكن من خلالها إعداد اللاعبين في كل الألعاب، حيث ينصب الاهتمام على ملاعب كرة القدم دون غيرها، وهو أمر يصعب معه إتمام عملية صناعة البطل الأولمبي في الدول العربية بشكل عام وليس الإمارات فقط. ويؤكد عبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة عضو اللجنة الأولمبية الوطنية أن الإخفاق العربي في الدورات الأولمبية يتوقف في الأساس على “الثقافة” الرياضية قبل كل شيء، لأن النظرة للرياضة عندنا تختلف عنها عند الآخرين، خاصة أن كل أسرة ترغب دائماً في إكمال أبنائها لدراستهم وتفرغهم لذلك بحثاً عن وظيفة مرموقة لتأمين مستقبلهم. وقال: هذه النظرة لدى أولياء الأمور لا يمكن تغييرها بسهولة، وليس للمسؤول الرياضي قدرة على تغيير ذلك، فالأمر كله يتعلق بالنظر إلى أهمية الرياضة في حياتنا، ويختلف الأمر في الإمارات والدول الخليجية عنه في الدول العربية الأخرى من قارة أفريقيا، التي يمكنها التميز في بعض الرياضات في مواجهة الدول الكبرى بسبب المقومات الجسمانية التي قد تفتقدها الدول الخليجية، وهذا جانب لا يمكن إغفاله، فمثلاً لعبة السباحة تحتاج إلى مقومات معينة في الطول قد لا يمكن توافرها بسهولة. وأضاف الدوسري: لا يمكن أبدا إغفال دور المدارس في إعداد الرياضيين في وقت مبكر، ولا يمكن أبدا التهاون عن التعاقد مع مدرسي التربية الرياضية في المدارس لمجرد حصول المدرس على شهادة جامعية، لكنه لابد من استقدام المتخصصين كل في مجاله لتعليم طلاب المدارس في سن مبكرة مهارات كل لعبة مثل السباحة والألعاب القتالية الفردية وأيضاً الألعاب الجماعية الأخرى، وهكذا على حسب التخصص وليس لمجرد أداء التمرينات الرياضية في طابور الصباح. وقال الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة: نحن يمكننا التفوق في الرماية لأننا نملك قاعدة جيدة في اللعبة من خلال اهتمام ممارسيها بالتطور الدائم، ويمكننا أيضا تطوير المستوى في لعبة مثل الجودو، التي تعتبر على الطريق الصحيح، وهكذا يمكن تحقيق الأفضل في أكثر من لعبة فردية، لكن أمامنا الوقت الكثير لكي نتمكن من التفوق في الألعاب الجماعية على بقية المنافسين من دول العالم في الوقت الحالي. صورة الجمباز الصيني تفرض المقارنة لندن (الاتحاد) – كانت الصورة المنشورة على بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وتظهر طريقة إعداد الصين للاعبي الجمباز من الأطفال حديث الجميع أثناء مناقشة ملف طريقة إعداد الأبطال الرياضيين، حيث تظهر الصورة القسوة الكبيرة في التعامل مع هؤلاء الأطفال من أجل زيادة مرونتهم وتحملهم وإعداد أجسامهم لأداء الحركات الصعبة في لعبة الجمباز. وتساءل الجميع عن إمكانية خضوع أطفالنا لهذا النوع من التدريبات من أجل الاستعداد لاحتراف لعبة معينة سواء الجمباز أو غيره، ومدى قبول أولياء الأمور عندنا لترك الأبناء للمدربين المتخصصين لإعدادهم بالأسلوب العلمي المطلوب، وتم الاتفاق على أن هذا أمر يصعب حدوثه.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©