الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصاد يهز ثقة الأميركيين في قيادة أوباما

الاقتصاد يهز ثقة الأميركيين في قيادة أوباما
14 أغسطس 2011 22:07
تسبب سيل من الأخبار السيئة المتعلقة بتقلبات أسواق المال والمخاوف من تضاعف حجم الركود والبطلة المستعصية وتداعيات اتفاق بشأن رفع سقف الديون في اهتزاز الثقة بقيادة الرئيس الأميركي باراك أوباما وقد يؤثر الأمر ذاته على فرصه في الفوز بفترة ولاية ثانية. ويسعى أوباما لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر 2012، وهي لا تزال بعيدة لكن استمرار تراجع الاقتصاد مصحوباً بالإدراك المتزايد بوجود خلل سياسي في واشنطن قد يعقد من فرصه السياسية. فالمشهد السياسي الذي سبق خلاله التوصل إلى اتفاق بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة هذا الشهر بشأن رفع سقف الديون وما تبعه من خفض لدرجة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة تصنيف عالمية ولد أحاديث في وسائل الإعلام الأميركية عن تراجع دور واشنطن كقوة عالمية في عهد أوباما. وأظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبية أوباما حتى أن أعضاء في الحزب الديمقراطي المنتمي له يتذمرون من قيادته وانتقدوا استعداده لتقديم تنازلات للمعارضة الجمهورية في الكونجرس. ووجد استطلاع لـ”رويترز - إبسوس” الأربعاء الماضي أن 73% من الأميركيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ. وهذه أعلى نسبة منذ أكتوبر 2008 عندما كانت الأزمة المالية العالمية مستعرة وقبل أسابيع قليلة من إدارة الناخبين الأميركيين ظهورهم للحزب الجمهوري الذي كان ينتمي له الرئيس السابق جورج بوش وفتحهم أبواب البيت الأبيض أمام أوباما. وقالت كارلين بومان، وهي باحثة كبيرة في (معهد امريكان انتربرايز) البحثي، “من الصعب تصور أن درجة تفاؤل العامة ستكون أكثر سلبية بشأن الاقتصاد مما هي عليه الآن .. فيما يتعلق بالرأي العام فإن أمامه تلا ضخما عليه أن يتسلقه”. وأضافت “أعتقد أن الأميركيين يودون إعادة انتخاب أول رئيس أميركي من أصول أفريقية ولكن في نهاية المطاف فإن الانتخابات الرئاسية هي استفتاء على الأداء”. ويواجه أوباما كذلك انتقادات يومية من جانب الجمهوريين الساعين لنيل ترشيح حزبهم لمواجهته في انتخابات 2012 الرئاسية. وتزايد عدد هؤلاء مؤخراً بانضمام حاكم ولاية تكساس ريك بيري للسباق امس الأول وينظر له على أنه منافس محتمل قوي. وشهدت أسواق المال موجة كبيرة من التقلبات الأسبوع الماضي إذ تأرجح متوسط مؤشر داو جونز الصناعي لمئات النقاط بين الصعود والهبوط وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وأزمة الديون في أوروبا وخفض درجة التصنيف الائتماني الأميركي. وقال مات ميلر وهو باحث كبير في (مركز من أجل التقدم الأميركي) ذي الاتجاهات اليسارية “الفشل فيما يتعلق بسقف الدين وخفض التصنيف الائتماني وما تخللهما من تقلبات في أسواق المال جعل شيئا ما بداخلي يصدر صوت فرقعة”. وأضاف “أنه صوت تحطم الثقة في قيادة أوباما.” وقال وليام جالستون وهو باحث كبير في (معهد بروكينجز) البحثي “فشل أوباما حتى الآن في تقديم تفسير منطقي لما نحن فيه وما نحن بحاجة إليه ويمكن للأميركيين أن يفهموه”. وتعهد أوباما بتقديم فيض منتظم من الأفكار الجيدة لإنعاش عمليات التوظيف وسوف يقوم بجولة بالحافلة تستغرق ثلاثة أيام في ولايات وسط الغرب الأميركي (اليوم) الإثنين للتحدث عن رؤيته. لكن حتى الآن لم يقم سوى بتجديد الدعوات لاتخاذ إجراءات بشأن مجموعة من التدابير كان قد تحدث عنها لعدة أشهر بما في ذلك تمديد خفض الضرائب المرتبات ومعونات البطالة. وفي غضون ذلك يتخوف الأمريكيون من الاضطرابات الأخيرة التي تذكر بالأزمة المالية عام 2008 إذ تراجعت أسعار الأسهم عشرة بالمئة عن الشهر الماضي وسط مخاوف من ركود أميركي آخر. وقالت كريستينا رومر، وهي مستشارة اقتصادية كبيرة سابقة لأوباما، إن خطر حدوث ركود زاد وحثت الرئيس على التفكير بدرجة كبيرة في برنامج يمكنه أن يصنع مئات الآلاف من فرص العمل التي تقول إن الاقتصاد يحتاجها. وأضافت رومر أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي “لديه الآن فرصة فريدة حقا لتبرير الوضع للشعب الأميركي. الكونجرس في عطلة ولديه فرصة لمحاولة بناء توافق في الآراء حول بديل جريء”. والكونجرس حالياً في عطلة صيفية. واتفق المشرعون على رفع سقف الديون الأميركية في مقابل تدابير لخفض العجز. وسوف يشكلون لجنة خاصة لبحث الإصلاحات في قانون الضرائب والبرامج الحكومية مثل برنامج تأمين الرعاية الصحية للمسنين. لكن الجمهوريين يقولون إن الإنفاق الحكومي الكبير الذي أثار مخاوف لدى الأسواق في أوروبا ليس هو الحل. وقال جلين هوبارد، وهو مستشار اقتصادي كبير سابق لبوش، “الحاجة التي نواجهها هي للإصلاح الهيكلي وليس التحفيز... يمكن لصنع تحسينات طويلة الأجل موثوق فيها في الموقف المالي للأمة أن يؤتي بآثار قوية على المدى القصير عن طريق تقليل حالة انعدام اليقين الخاصة بالأعباء الضريبية المستقبلية”.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©