الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حرارة الأزمة الاقتصادية تصهر أسعار المعادن

حرارة الأزمة الاقتصادية تصهر أسعار المعادن
5 أغسطس 2012
تتميز معادن مثل الألمنيوم والنحاس والنيكل بحساسيتها الشديدة تجاه التغييرات التي تطرأ على الدورة الاقتصادية العالمية؛ وذلك نظراً لاستخداماتها في الإنشاءات والبناء والصناعة. لذا، يتبع تراجع توقعات النمو الاقتصادي في أوروبا والصين وأميركا، تراجع في الأسعار لأدنى مستويات لم يشهدها القطاع منذ سنوات طويلة. وتراجعت أسعار الألمنيوم الذي يدخل في صناعة الطائرات والسيارات وعلب المشروبات، بنحو 20% منذ مارس الماضي إلى 1?899 ألف دولار للطن الواحد في أدنى مستوى له منذ نهاية 2009. كما انخفضت أسعار النيكل الذي يستخدم في صناعة المنتجات التي تتميز بمقاومة الصدأ، 30% منذ فبراير الماضي إلى 15?450 ألف دولار للطن لمستوى لم يشهده منذ ثلاث سنوات. ولم تستثن حالة التراجع هذه حتى خام الحديد واحد من أكثر المعادن طلباً في الأسواق والذي تراجع بنحو 22% منذ أبريل الماضي. وتعتمد تجارة هذه السلع على مفهوم تكلفة الإنتاج الهامشية أو السعر الذي يعرض المنتجين للخسارة عند بلوغ التكلفة أعلى مستوياتها. ووفقاً للنظرية التقليدية المتداولة بين محللي المعادن، في حالة استمرار الأسعار عند هذه التكلفة الهامشية لأطول فترة ممكنة، يقوم المنتجون في ظل ارتفاع التكلفة بتقليص الإنتاج بغرض دعم الأسعار. ويرى بعض الخبراء، أن معظم أسعار المعادن الرئيسية باستثناء النحاس تراجعت لمستويات أدت إلى تقليص أرباح المنتجات ذات التكلفة العالية، مما يزيد من فرص خفض المزيد من معدلات الإنتاج. ونتيجة لذلك، بدأت الشركات المنتجة للألمنيوم والنيكل والبلاتين تشعر بالمعاناة. ويقول سفين ريتشارد، الرئيس التنفيذي لشركة نورسك هايدرو رابع أكبر شركة لإنتاج الألمنيوم في العالم: “من المستحيل لقطاع إنتاج الألمنيوم تحقيق فائدة معقولة في ظل هذا التراجع الكبير في الأسعار. كما أن هذا الوضع يوحي بانهيار وشيك لجزء من هذا القطاع”. وخيبت النتائج الأخيرة التي أعلنتها “أنجلو أميركان”، أكبر شركة لإنتاج الألمنيوم في العالم، توقعات المحللين بانخفاض أسعار أسهمها بنحو 5%، ما ينذر بحلول موجة من التراجعات تعم مواسم حصد الأرباح لشركات التعدين حول مختلف أنحاء العالم. وقاد دعم التكلفة البعض على المراهنة في أن أداء معادن مثل الألمنيوم والنيكل التي تراجعت أسعارها دون تقييم المحللين لتكلفة الإنتاج الهامشية، سيتفوق على معادن أخرى مثل النحاس الذي تُعد تكلفته الهامشية عند 5?500 دولار للطن، أقل بكثير من أسعار اليوم البالغة 7?500 دولار للطن. وتعرض الكثير من المستثمرين لخسارة كبيرة جراء التقلبات غير المتوقعة في سوق المعادن، حيث كان على سبيل المثال أداء النيكل دون أي معدن آخر خلال العام الحالي حتى الآن. وبما أن الصين هي السبب وراء كل هذا، إلا أنه وفي حين يتجاوز طلبها معظم البلدان الأخرى، تُعتبر أيضاً واحدة من أهم مصادر التوريد لهذه المعادن للكثير من الأسواق حول العالم. وتضافرت عدد من العوامل التي أدت إلى انخفاض تكلفة الإنتاج في الصين، وكذلك إلى السعر الأدنى المفترض لأسواق المعادن خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن بين هذه الأسباب تدخل الحكومة الصينية في يونيو الماضي لدعم منتجي الألمنيوم من خلال خفض رسوم الكهرباء في عدد من المقاطعات. ونتج عن ذلك خفض تكلفة الإنتاج الهامشية بنحو 7%. كما تراجعت أيضاً أسعار المواد الخام، حيث انخفضت أسعار الفحم والديزل في الصين بنحو 22% و5% على التوالي من الأرقام القياسية التي كانت عليها مؤخراً، مما أدى إلى انخفاض تكلفة الكهرباء. وانخفضت أسعار خام النيكل المستورد من إندونيسيا والفلبين مما قلل من التكاليف لسوق النيكل في الصين. علاوة على ذلك، تقلص معدل تضخم التكلفة لقطاع التعدين في الصين في ظل انخفاض الأسعار وتراجع حجم الاستثمارات. ووفقاً لـ”المكتب الوطني للإحصاء” في الصين، انخفضت تكاليف تعدين خام الحديد بنسبة سنوية قدرها 7% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©