كورنيش البحيرة لوحة من الصخب والزحام البشري طوال شهر رمضان

الاتحاد - تحرير الأمير كورنيش البحيرة في الشارقة قبلة لمحبي البحر والحركة، وهو من الشوارع التي تنبض بالحياة على مدار فصل الشتاء، غير انه في شهر رمضان المبارك يتحول إلى لوحة من الصخب والزحام البشري وضجيج الأطفال والمصابيح المضاءة التي تزينه ابتهاجا بقدوم رمضان، فضلا عن محركات المركبات والدرجات النارية والقطار الجميل والأكشاك المرصوصة على جانبي الطريق وصخب سكان المدينة الذين يخرجون بأعداد غفيرة قبل الإفطار لتناول طعام الإفطار في احد المطاعم المتناثرة على كورنيش البحيرة، او عقبه للتمتع بركوب القوارب أو بجولة في القطار أو الجلوس على المقاهي لتناول المشروبات الرمضانية كقمر الدين والسوس والسحلب أو لاحتساء كوب من القهوة أو الشاي برفقة الأهل والأصدقاء حيث أن شهر رمضان فرصة للالتقاء الأحباب والأصحاب· أما الأطفال فلهم نصيب الأسد من خلال حديقة المجاز التي تم فيها تجهيز ركن كامل مزود بعشرات الألعاب التي يستمتع فيها الصغار طوال شهر رمضان المبارك وحتى حلول عيد الفطر السعيد وعلى امتداد كورنيش البحيرة التي تعج بالمواطنين الذين يتصفون بالكرم العربي الأصيل وبالوافدين الذين ينتمون إلى أعراق وواثنيات مختلفة تنعكس من خلال ملامحهم وسحناتهم، تتناثر مقاه تتناسب مع كل هذه التركيبة الجميلة، ابتداء من المقهى الشعبي الذي يحاكي تاريخ دولة الإمارات، ومرورا بمقهى لبناني وآخر مصري وسوري وأميركي وانتهاء بمقهى ايطالي· ''الاتحاد '' تجولت في أركان شارع كورنيش البحيرة والتقت عددا من رواده في التحقيق التالي: سباقات يومية يقول محمد عبد الله طالب في جامعة الشارقة انه يحب التنزه على كورنيش البحيرة وهو يركب دراجته النارية ويرافقه أصدقاؤه منذ الطفولة وهم علي وحسين وحمد وراشد وجميعهم يملكون دراجات نارية ويضيف اعتدنا منذ بداية الشهر الكريم الالتقاء عند نقطة محددة على البحيرة ومن ثم الانطلاق في جولة تبدأ بعد الإفطار وتنتهي عند منصف الليل حيث نتوجه إلى احد المطاعم الواقعة على كورنيش البحيرة· ويتابع رفيقة راشد وهو طالب أيضا في الجامعة ذاتها الحديث قائلا إن شهر رمضان يجمعهم كل عام على كورنيش البحيرة مشيرا إلى أن جولتهم اليومية لا يصاحبها اية منغصات مؤكدا أنهم يبتعدون عن التصرفات الطائشة والسباقات التي اعتاد بعض الفتية القيام بها للفت الأنظار وعقب حسين موضحا رفضه لتلك التصرفات كالسرعة الشديدة أو إرعاب الناس وإصدار أصوات مزعجة ومحاولة رفع الدراجة لأقصى حد مما قد يؤدي بحياة الشخص· وقال إنه في رمضان يحب السهر واللمة لذا فان كورنيش البحيرة من الأماكن النابضة بالحياة بسبب كثرة الزحام الجميل وعشق الناس للتنزه والخروج من المنازل والشقق الضيقة وخصوصا إن الطقس الان رائع· ملتقى الأسر ومن جهتها قالت فضة المنهالي : إن شهر رمضان فرصة حقيقية لالتقاء الأهل وليس اجمل من كورنيش البحيرة لنتجمع كأسرة كل مساء خميس من اجل قضاء أوقات ممتعة لا تنسى وقال خالد متولى انه يصحب أسرته يوميا عقب الإفطار مباشرة حيث يفضل صغيراه ركوب القطار الذي يغيب من عام إلى عام ولا يظهر إلا خلال رمضان المبارك، في حين قالت زوجته أن حديقة المجاز والركن الخاص بالأطفال هي المكان الأنسب لقضاء ليالي رمضان المبارك حيث اعتدنا الخروج يوميا عقب صلاة التراويح برفقة الأولاد لأننا نعتبر شهر رمضان استثناء· وذكرت مزنه طافش أنهم اعتادوا القيام بطقس جميل كل خميس حيث يتم تناول طعام الإفطار على كورنيش البحيرة بصحبة أفراد الأسرة وبعض الأقرباء المقربين· أما فادي الحلو فأشار إلى أن الأكشاك المنشرة على جنبات كورنيش هي الظاهرة الأجمل خلال شهر رمضان حيث يأتي لتناول السحور في احدها برفقة أصدقائه· وقالت ليلي شيخ الأرض أنها تفضل ركوب القارب برفقة أطفالها وشقيقتها الكبرى التي هي الأخرى تأتي مع صغارها مما يخلق أجواء أسرية لا تنسى وعقب الجولة يتوجهون الى ركن الاطفال كي يستمتع الصغار بالاجواء الرمضانية المفعمة بالحياة ونختتم السهرة بتناول السحور في احد المطاعم ·