الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى.. "البصير"

15 أكتوبر 2006 01:56
القاهرة - أحمد مراد: ''البصير'' هو الذي يرى كل شيء ولا يراه أي شيء وابصاره هذا ليس بعين مجردة وإنما بمعنى وقدر وكيفية الهية لا يعلمها إلا الله تعالى البصير ويقول د عبدالصبور شاهين -استاذ علم اللغة بجامعة القاهرة-: سمى الله تعالى نفسه البصير لانه يشاهد ويرى حتى لا يخفى عنه شيء ولا يعزب عنه ما تحت الثرى مع العلم ان ابصار الله تعالى لا يكون بحدقه واجفان فابصاره جل شأنه منزه عن ذلك كما انه منزه ومقدس عن ان يرجع الى انطباع الصور والالوان في ذاته كما ينطبع في حدقة الانسان، فالله تعالى بصير ليس بالمعنى الانساني وانما هو بصير بالمعنى والقدر والكيفية الالهية فهو يرى كل شيء ولا يراه أي شيء وصدق الله العظيم اذ قال: ''لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير'' فهذه الآية القرآنية تشير الى احاطة وشمول علم الله عز وجل وابصاره بكل ما يكون من وظيفة البصر وصفته وصفة الله ''البصير'' لا تعني الابصار فحسب ولها معنى اخر الهي فهي تعني لطفه سبحانه وتعالى بعباده لانه يرى من احوالهم ما يتطلب رحمته، فبصر الله ليس منقطعا عن بقية الصفات الاخرى كالعلم والسمع، لان صفات الله تدل على ذات واحدة هي بصيرة وعالمة وسماعة كل ما في الوجود، فصفات الله تشير الى احاطة كاملة بكل ما خفي وما ظهر كما قال عز وجل: ''ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير'' فكل ذلك متصل بمعنى البصر الالهي· ويضيف د شاهين: ونصيب الانسان من وصف البصر ظاهر ولكنه ضعيف قاصر اذ لا يمتد الى ما بعد، ولا يصل الى باطن ما قرب بل يتناول الظواهر ويقصر عن البواطن والسرائر وانما حظ العبد المؤمن المخلص من صفة البصر امران: احدهما أن يعلم انه خلق له البصر لينظر الى الآيات وعجائب الملكوت والسماوات فلا يكون نظره إلا عبرة وعظة، والثاني ان يعلم انه بمرأى من الله تعالى ومسمع فلا يستهين بنظره اليه واطلاعه عليه ومن اخفى عن غير الله ما لا يخفيه عن الله تعالى فقد استهان بنظرة الله تعالى والمراقبة احدى ثمرات الايمان بهذه الصفة فمن ارتكب معصية وهو يعلم ان الله يراه فما اجرأه وما اخسره وإن ظن ان الله تعالى لا يراه فما اكفره·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©