القاهرة - أحمد شعبان:
معظم جرائم القتل والاغتصاب والسرقة وادمان المخدرات بسبب مصاحبة اصدقاء الشر واتباع رفاق السوء ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم -استاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة-: الانسان يتأثر بمن يجالسه ويعيش معه، فإن كان صالحا كان اثره طيبا، وإن كان سيئا كان اثره كذلك ومن هنا حذر الاسلام من مصاحبة الاشرار ورغب في مصاحبة الصالحين، ويصور القرآن الكريم موقف الحسرة والندامة والعض على الانامل لشخص غرر به شخص اخر سيء الخُلق فاورده مورد الهلاك والندامة ويقول الله تعالى ''ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا'' ''الفرقان 27-''29
واضاف: تصور الآيات الاخرى في سورة ''الصافات'' موقف انسان اخر كان حصيف الرأي متزن التفكير، مستقيم الشخصية حاول صديق له ان يبعده عن منهج الله تعالى ويجره الى مسالك الشيطان إلا أن الله تعالى حفظه وعصمه من الانخراط في سلوك هذا الطريق المنحرف حتى رأى عاقبة ذلك في الاخرة فحمد الله تعالى على ان نجاه من وساوس هذا الشرير ويقول الله تعالى في تصوير هذا الموقف ''قال قائل منهم اني كان لي قرين يقول أأنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون'' ''الصافات 51-''53 اي اتصدق باننا سنبعث ونحاسب على اعمالنا بعد موتنا؟ والقرآن يحكي ان هذا الرجل الصالح سيقص ذلك على اخوانه في الجنة ويرى اخوانه ما آل اليه هذا الصاحب وانه الان يعذب في نار جهنم ''قال هل انتم مطلعون فاطلع فرأه في سواء الجحيم قال تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين'' ''الصافات 54-''56 اي يا هذا لقد كدت تهلكني وتوردني موارد الحسرة والندامة لولا أن الله تفضل عليّ وعصمني من الاستماع اليك
ويضيف الدكتور غنايم ان الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديثه الشريفة يبين ان عاقبة المصاحبين للاشرار وخيمة وعن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ''مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما ان تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك، أو تجد منه ريحا خبيثة'' فعلى المسلم ان يتحرى مصاحبة الاخيار ومجالستهم لانها قد تجعل الشرير خيرا كما ان صحبة الاشرار تجعل الخير شريرا
وروى عن علي كرم الله وجهه انه قال ''لا تصحب الفاجر فانه يزين لك فعله، ويود لو انك مثله'' وعن بعض الصالحين: اياك ومجالسة الاشرار فإن طبعك يسرق منهم وانت لا تدري وفي الحديث الشريف ''المرء على دين خليله، فلينظر احدكم من يخالل''
ويؤكد الدكتور غنايم حرص الاسلام على الدعوة الى الدقة في اختيار الاصدقاء والى التعرف على سلوكهم وتصرفاتهم قبل ان يصاحبهم حتى لا يتأثر بهم كما يدعو الى ان يكون المسلم صاحب دعوة وهدف فيغير سلوك الاخرين الى ما هو احسن وله على ذلك اجر عظيم ففي الحديث الشريف ''لان يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت'' واذا لم يستطع فلا اقل من ان يتجنب اهل السوء والبدع وان يكون ذا شخصية قوية تستعصى على الذوبان في شخصيات الاخرين وهذا ما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ''لا يكن احدكم إمعة يقول: انا مع الناس، إن احسن الناس احسنت، وإن اساءوا اسأت، بل وطنوا انفسكم إن احسن الناس احسنتم وإن اساءوا ان تتجنبوا اساءتهم''
عدد اليوم
