الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من فقه الدين والدنيا

15 أكتوبر 2006 01:59
"العلم أساس الاصلاح" القاهرة - أحمد محمود: الدعوات إلى إصلاح المجتمع الإسلامي والإنساني في الجانب الديني والأخلاقي تتزايد لوجود خلل أخلاقي في المجتمع· ويقول الشيخ عطية صقر -من كبار علماء الأزهر- ان علماء الاخلاق والتربية من المسلمين أكدوا ان كل عمل لابد لإنجازه من خطوات كررها حجة الاسلام الامام الغزالي في كتابه ''إحياء علوم الدين'' وهي العلم والمال والارادة· ومن أهم وسائل الإصلاح في الأمة العلم وهو العلم في مجال العودة الى الدين الذي يراد تطبيقه في المجتمع الاسلامي وهذا العلم لابد أن يكون فيه الشمول والاحاطة والصدق والصحة· فالعلم الشامل هو العلم بما في الدين من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق والإحاطة بكل ما جاء به من أحكام وهذا العلم يؤخذ من المصدر الأساسي للتشريع من قرآن وسُنة وهو مصدر نظمه العلماء المتخصصون والائمة المجتهدون في كتب لم يظفر بمثلها أو بما يقارنها أي تشريع سماوي أو أرضي وقال تعالى ''ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين'' وقال: ''وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا'' الى غير ذلك من النصوص التي تبين سعة الهداية وشمول المعرفة تحقيقا لقوله تعالى ''اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا''· وقال الشيخ عطيه صقر انه مع شمول العلم لابد ان يكون صحيحا ودقيقا لتكتمل المعرفة كما وكيفا، مشيرا الى ان العلم المبتور الذي يركز على البعض ويترك البعض الاخر وادعاء ان ما علم فقط يمثل الدين كله جهل وافتراء على الله ووصم للدين بالقصور وهو الهداية الشاملة لكل ما يحتاج اليه البشر عاجلا وآجلا· فالإنسان كما يحتاج الى العبادة ليقوى بها صلته بالله وصلته بالمجتمع يحتاج إلى ما يحفظ عليه حياته ويوفر له قدرته على القيام بهذه العبادة وغيرها، وذلك بالغذاء والكساء والمسكن وما إليه كما يحتاج الى حُسن استخدام النعم المتاحة له وعلاج ما يقع من أخطاء وان الانسان لا ينعم بكل ذلك الا في جو آمن تحفظ فيه حقوقه لدى الاخرين الذين يعايشهم ويلزم لذلك علم بوسائل الانتفاع وحُسن الاستخدام وتنظيم العلاقات والفصل في المنازعات ورد العدوان وحماية الاوطان· وأضاف الشيخ عطيه صقر ان العلم المشوه أو السطحي الذي لا يميز بين الضروري وغير الضروري يعطي فرصة للمعارضين للتيار الديني أن يقولوا: الى أي دين يدعو هؤلاء؟ وما هو الدين الذي ترتضونه منهجا للحكم؟ وأي إسلام ينادون بالعودة اليه؟، وهؤلاء مختلفون في فهم الدين وممارسة شعائره ومن الخطأ ان تتحدث جماعة منهم عن الاسلام من وجهة نظرهم فقط· ويؤكد: لابد من فهم الاسلام على انه أصول متفق عليها وفروع يقع فيها الاختلاف والاختلاف في الفروع أمر طبيعي لأن الاجتهاد يتدخل فيها والمنصف يرى ان الاختلاف الفرعي رحمة لأن فيه سعة تدل على مرونة الاسلام صلاحيته للتطبيق في كل الظروف والذين تفرقوا وتعادوا بسبب الاختلاف في الفروع على خطأ كبير· فالمفروض على كل مسلم في مثل هذه الحالات اللجوء الى المنبع الاصلي الذي أنزله الله للهداية وما أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه، فالصحابة والسلف الصالح كانت عندهم القدرة على استنباط الاحكام من نصوصها مع تفاوتهم فيها ولما ضعفت وسيلة فهم القرآن وهي اللغة العربية وضعف ما أثر عن الرسول وصحبه قام رجال موهوبون بهذه المهمة يملكون وسائل الفهم والاستباط فوجدت المدارس الكلامية والفقهية واللغوية والسلوكية وكذلك وجدت نهضة ثقافية كبيرة وترك هؤلاء الرواد مكتبة ضخمة فيها كل فنون المعرفة بمعناها الواسع الذي لا يقتصر على ما يسمى في العصر الحاضر علوم الدين وأصبحت هذه الكتب مصادر الثقافة الرفيعة، كذلك أوجب الدين على كل مكلف ان يطلب العلم وشجعه عليه بوسائل كثيرة وأمر العلماء بنشر العلم وعدم كتمان شيء منه والنصوص في ذلك أشهر من ان تذكر· وأكد الشيخ صقر ان مهمة تعليم الدين ليست مهمة معهد واحد أو مؤسسة معينة بل هي مهمة كل قادر عليه في حدود معرفته وبالقدر الذي يستطيعه وان الاجهزة التي تحمل العبء الاكبر في هذه الناحية هي وزارات التربية والتعليم والثقافة والاعلام والاوقاف والشؤون الاسلامية الى جانب المعاهد المتخصصة للتعليم الديني كالازهر الشريف والجامعات الاسلامية في العالم الاسلامي· وحتى تستقيم مجتمعاتنا الاسلامية على الطريق الاسلامي الصحيح من الجانب الديني والاخلاقي وجميع الجوانب الاخرى علينا ان نهتم بتدريس تعليم الدين كمادة اساسية في مراحل التعليم بالقدر الذي يعرف به المسلم أصوله وما لا ينبغي له ان يفعله ليمارس التدين على أساس سليم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©