الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق دولتي السودان حول ملف النفط

اتفاق دولتي السودان حول ملف النفط
5 أغسطس 2012
أعلنت الحكومة السودانية امس أنها توصلت الى اتفاق نهائي مع دولة جنوب السودان، حول رسوم عبور النفط عبر الأراضي السودانية ورهنت سريان الاتفاق بالتوصل لتفاهمات بشأن الملف الامني عقب عطلة عيد الفطر المبارك. ووصف المتحدث الرسمي باسم الوفد السوداني المفاوض مطرف صديق لدى عودته إلى الخرطوم امس الاتفاق النفطي بالمعقول، دون الخوض في التفاصيل والارقام الخاصة بالرسوم بيد ان وسائل اعلام سودانية قالت في وقت سابق امس ان المبلغ الذي تم الاتفاق عليه هو 25,8 دولار للبرميل كرسوم عبور ومعالجة، لنفط الجنوب الذي يمر عبر الأنابيب في الأراضي السودانية وصولا للتصدير. وقال صديق للوكالة السودانية “الاتفاق النفطي مقنع ولكنه لم يلب طموحات الطرفين”. ولم تورد الوكالة أي تفاصيل مالية حول الاتفاق. واعلنت جوبا السبت في بيان انها قبلت دفع 9,48 دولار عن كل برميل يصدر عبر السودان، إضافة الى تعويض من دفعة واحدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار معتبرة الاتفاق المبرم مع الخرطوم “جيدا” للبلاد. وقال الرئيس الجنوب افريقي السابق وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي اثر اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، ان “الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الأمر”، من دون ان يكشف تفاصيل الاتفاق. واضاف “سيتم ضخ النفط” من دون ان يحدد أيضا موعدا لذلك. واعلن مسؤولون سودانيون التوصل لاتفاق نفطي “مقنع” مع جنوب السودان كما توقعوا حل القضايا العالقة الاخرى، وذلك بعد اختراق حدث في المباحثات الجارية بين الطرفين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) عن وكيل وزارة النفط السودانية عوض عبد الفتاح قوله “توصلنا لاتفاق نهائي مع جنوب السودان حول عبور النفط، ونتوقع ان نحل القضايا الأخرى عبر التفاوض”. وأوضحت سلطات جنوب السودان ان الرسم المتفق عليه سيطبق اثناء فترة الثلاث سنوات ونصف السنة القادمة. وبعد ذلك يتم تحديد رسم جديد الا اذا وجدت جوبا المحرومة من منفذ على البحر طريقا آخر لتصدير نفطها عبر بلد آخر. وجاء في البيان “اذا رغبت جنوب السودان في نقل نفطها عبر السودان وهو الامر غير المرجح لأن خط أنابيبها النفطي سيكون عملانيا، فإن بإمكان الطرفين التفاوض على قيمة رسم ادنى ولا يمكن رفع قيمة هذه الرسوم”. وتفكر جوبا في اقامة خط انابيب عبر كينيا او جيبوتي. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حضت في زيارة قصيرة لجوبا امس الاول، جنوب السودان والسودان على القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011. وكادت هذه الخلافات تؤدي الى اندلاع حرب بين البلدين الجارين في الربيع الفائت. ويحوي جنوب السودان 75 في المئة من الموارد النفطية للسودان في مرحلة ما قبل التقسيم. لكنه يحتاج الى انابيب النفط الموجودة في الشمال للتصدير. ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور ما دفع جوبا الى وقف انتاجها، لأن السودان يقتطع جزءا منه في غياب أي اتفاق. ووقف الانتاج هذا حرم الدولة الوليدة من 98 في المئة من مواردها وأدى الى تضخم كبير فضلا عن تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان. واضافة الى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها. كما يتهم كل بلد الآخر بدعم مجموعات متمردة على أراضيه. واعلن مبيكي ايضا ان قمة ستعقد في سبتمبر بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال مبيكي ان “الطرفين توافقا على ان تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين”، وانه أمامهما مهلة تنتهي في 22 سبتمبر لحل هذه المسألة. واتهم كبير مفاوضي جنوب السودان باجان اموم الخرطوم بالسعي الى تقويض المفاوضات. واتهم اموم الشمال ايضا بمواصلة القصف الجوي للجنوب “في انتهاك كامل لخارطة الطريق” التي وضعها الاتحاد الافريقي في ابريل، في محاولة لتسوية الازمة بين السودانين. واكد اموم ايضا دعوات لهيئة تحكيم لحل خلاف بشأن وضع حدودهما المشتركة. واتهم ايضا الخرطوم بالاحتفاظ بقوة شرطة في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها، على الرغم من مطالبات الامم المتحدة بانسحاب الجانبين بشكل كامل. من جهة أخرى اعلن مبيكي الاتفاق آخر ليل الجمعة السبت في اديس ابابا، وهذه المرة بين السودان والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والجامعة العربية، حول ايصال المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في السودان. وقال الوسيط الافريقي “تم التوصل الى اتفاق مع حكومة السودان في ما يتعلق بإيصال المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان، ما يعني أننا احرزنا تقدما حول هذا الملف”. وقوبل الاتفاق النفطي في الخرطوم بترحيب شابه بعض الحذر وعبرت فعاليات اقتصادية وسياسية في استطلاع أجرته “الاتحاد” في الخرطوم عن رضاها بالاتفاق، وأبدت توجسا بشأن امكانية عبور الجانبين شرط تنفيذه خلال الجولة المقبلة عقب عيد الفطر المبارك مما قد يعرض الاتفاق للانهيار. ورحب رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد منير شيخ الدين بالاتفاق واعتبره خطوة قوية تبعث علي التفاؤل بإمكانية حل بقية القضايا العالقة بسلاسة، وقال لـ”الاتحاد” ان الاتفاق يشير الى قناعة البلدين بأن المصالح الاقتصادية بينهما مشتركة ويصعب فصلها. وابدى داؤود عيد المختص في حل النزاعات وحقوق الانسان ترحيبا حذرا بشأن الاتفاق، وقال لـ”الاتحاد” ان الاتفاق مازال هشا كونه مرهونا بقضايا أخرى، خاصة الترتيبات الامنية التي اعتبرها شوكة قوية في ظهر الاتفاق انتزاعها يتطلب الكثير من المثابرة والتنازلات من الجانبين، ويرى عيد ان لعبة السياسة رهنت تطبيق الاتفاق بالتوصل الى اتفاق امني، وهي معادلة خطيرة تعلي من قدر الحركة الشعبية (شمال) باعتبارها جزءا مهما من الحل الامني. ومن جانبه، قال المحلل السياسي صفوت فانوس لـ”الاتحاد” ان الاتفاق يعد خطوة ايجابية باتجاه حل متكامل للقضايا محل الخلاف، واعتبر ان سعر 25,8 جيد بالنسبة لبلاده ويسهم في تحسين الاوضاع الاقتصادية واعتبر الحركة الشعبية شمال المعضلة الحقيقية التي تحول دون اكمال الاتفاق الامني بين البلدين، مشيرا الى ان البلدين يمكنهما تأجيل القضايا المتعلقة بالحدود على غرار الخلاف حول تبعية منطقة حلايب مع جمهورية مصر. أوباما يرحب بالاتفاق واشنطن (ا ف ب) - رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بالاتفاق النفطي الذي وقع بين الخرطوم وجوبا والذي يضع حداً لنزاع أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين منذ إعلان استقلال جنوب السودان قبل عام. وقال أوباما في بيان صادر عن البيت الابيض، إن «هذا الاتفاق يفتح الباب أمام ازدهار أكبر لشعبي البلدين». وأضاف «يستحق رئيسا السودان وجنوب السودان التهنئة بهذا الاتفاق وبتوصلهما إلى تسوية في شأن موضوع بالغ الاهمية كهذا. إنني أرحب بجهود المجتمع الدولي الذي توحد لتشجيع ودعم الطرفين سعياً إلى حل». وأعرب أوباما، خصوصاً، عن «امتنانه» للجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي الذي تولى وساطة بين البلدين. وأشاد أوباما بهذا الاتفاق، داعياً إلى «تطبيقه فوراً لتقديم مساعدة إنسانية إلى الأشخاص في تلك المناطق». وقال أوباما «أشجع الأطراف على الإفادة من الاندفاعة الناتجة من هذا التقدم في محاولة لحل النزاعات المتبقية على الحدود والمسائل الأمنية»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الجهود من أجل «سلام دائم» بين السودانين. وفي بيان منفصل، أشادت كلينتون بشجاعة قادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار. وأضافت الوزيرة الأميركية «كان ينبغي تجاوز هذا المأزق من أجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته إلى مستقبل أفضل في ظل تحديات أخرى مقبلة».
المصدر: سناء شاهين، وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©