الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدوحة وأنقرة تعلقان مساعي حل أزمة لبنان

الدوحة وأنقرة تعلقان مساعي حل أزمة لبنان
20 يناير 2011 23:44
أعلن وزيرا الخارجية القطري والتركي أمس تعليق مسعاهما الهادف إلى إيجاد حل للازمة المتفاقمة في لبنان مؤقتا، وذلك بعد يومين من المحادثات المكثفة مع الأطراف المختلفة (لا سيما رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري وحزب الله) التي لم تنجح في إحراز أي تقدم. وشدد الجيش اللبناني، مدعوماً بالدبابات، من وجوده حول المباني الحكومية في بيروت، أمس وذلك في ظل تصاعد الأزمة بين الفصائل السياسية في البلاد. وقد شوهدت الدبابات العسكرية حول قصر الحكومة ومقر رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بوسط بيروت. وقال مصدر أمني لبناني إن هذه الخطوة تأتي بعدما أشارت رموز معارضة قريبة من «حزب الله» إلى أن أتباعها على استعداد للنزول للشارع. ولم يكن نصيب المسعى التركي – القطري افضل من السوري – السعودي لإيحاد ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية إذ يأتي الانسياب القطري التركي غداة إعلان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل رفع بلاده يدها عن الوساطة المشتركة التي قادتها مع سوريا في لبنان على مدى اشهر بهدف احتواء الأزمة المتمحورة حول المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وغادر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو فجر أمس بيروت، وفور وصول اوغلو إلى انقرة اعلن في بيان مقتضب “أنه لا يعتقد أن الأطراف اللبنانية يقتربون من اتفاق لحل الأزمة السياسية”، وأبدى استعداده للمساعدة “ان اتخذت الأطراف توجهاً جديداً”. وقبيل مغادرتهما بيروت أصدرا بيانا جاء فيه: “بناء على الاجتماع الثلاثي بين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، ودولة السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء الجمهورية التركية، والذي اتفق فيه على ارسال معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، وسعادة السيد احمد داود اوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية الى بيروت، لمواصلة الجهود مع الاطراف اللبنانية على اساس الورقة السعودية السورية. وقد صرح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والسيد احمد داود اوغلو بانه خلال مساعيهم تمت صياغة ورقة تأخذ بالاعتبار المتطلبات السياسية والقانونية لحل الازمة الحالية في لبنان على اساس الورقة السعودية السورية، ولكن بسبب بعض التحفظات قررا التوقف عن مساعيهما في لبنان في هذا الوقت ومغادرة بيروت من اجل التشاور مع قيادتيهما”. وترك هذا البيان تساؤلات كثيرة حول مستقبل لبنان، خصوصاً وان الموفدان لم يلمحا إلى إمكانية العودة لمتابعة مساعيهما، في حين اتجهت الانظار الى القصر الجمهوري الذي سيشهد يوم الاثنين استشارات نيابية ملزمة لتسمية من سيكلفه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتأليف الحكومة الجديدة، وسط انقسام حاد جداً بين فريقي المعارضة والموالاة وكل طرف يتمسك بمواقفه المتصلبة، وحديث اعلامي عن خلاف في الرأي بين امين عام “حزب الله” حسن نصر الله ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط بسبب موقف الاخير من هذه الاستشارات (بوصفه يترأس كتلة نيابية تحسم الخيارات). وفي سياق انسداد كل الافق امام الحل، استدعى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون على عجل امس، الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز وحمله رسالة الى كل الامم التي يمثلها سائلاً: “لماذا الدول الكبرى تريد اعادة من وصفه بالشخص الذي “يتهم بالفساد وتغطية شهود الزور الى الحكم؟”. واكد وليامز بعد اللقاء “ان على القيادات اللبنانية ان تقوي العادات والثقافة المعتدلة والمتسامحة والمتعددة التي تتمتع فيها البلاد”. وقال: “انه رغم الانقسامات، فقد اكدت لعون، ان الحوار بين القيادات هو السبيل الوحيد لمساعدة البلاد للخروج من الازمة الراهنة”. واوضح ان “المجهود الذي يبذله اصدقاء لبنان في المنطقة والعالم هو مشجّع ولكنه بحاجة لان يترافق مع مجهود لبناني للحفاظ على استقرار الوطن وللوصول الى حل”، مشدداً على ان “الشعب اللبناني يستحق الاستقرار والعدالة”. وانتقل وليامز الى البيت الوسط، حيث التقى الرئيس الحريري ونفى بعد اللقاء ان تكون قوات “يونيفل” في الجنوب مهددة وقال: “ان الازمة بيد اللبنانيين”. وقد كان لقاء ممتازا، حيث تركزت محادثاتنا حول الوضع الداخلي في لبنان. لقد ناقشنا المبادرات الدولية المختلفة، لا سيما الأخيرة منها التي قامت بها تركيا وقطر وإمكانيات تشكيل حكومة جديدة والاستقرار السياسي في لبنان. أعتقد أن هذا الأمر ممكن شرط وجود الإرادة الحسنة والتعاون بين جميع الفرقاء السياسيين للعمل من أجل العدالة كما الاستقرار. إننا في الأمم المتحدة لا نرى أي تناقض بين هذين الأمرين، بل على العكس إننا نراهما متلازمين”. اما عون فقد عقد مؤتمراً صحفياً في مقره في الرابية الى الشرق من بيروت مباشرة بعد خروج وليامز وقال: “لا يجب أن يعود (الرئيس) سعد الحريري للحكم وهذا ليس لأننا “زعلانين” منه أو من السنة، فلدى السنة أشرف الرجال، لا يمكنهم فرض شخص مثل هذا الإنسان علينا، لا يمكن العمل ضمن إطار دولة فيها دستور وقوانين ولا نحترمها. ولفت “لن يرضى بحكم فاسد بعد الآن وبتغطية الارتكابات”. وقال: “هذه الرسالة التي أوجهها لكل لبنان، لا يطلب مني أحد أن أقبل بحل أقل من تحقيق ومحاكمة لكل المخالفات ومن يقبل بأقل من ذلك يكون مشاركا وليعرف كل الشعب اللبناني ان من لديه جيش يمكنه فرض التقسيم فليرسله... لبنان أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبلع، هذا الشعار عمره 32 سنة “. لبنان لن يقسم إن شاءت إسرائيل أو لم تشأ وإن شاءت أميركا أو لم تشأ، هل يمكنهم أن “يحلوا عن ظهرنا، جريمتنا أننا نريد بلدا حديثا ونظيفا”. وختم: “نريد حكومة نظيفة تحترم القوانين الأخلاقية والنصوص القانونية ونكون أقوياء ومستقلين بآرائنا”. واتهم عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت الفريق الآخر (المعارضة) بعدم “الاهتمام بالقرار الاتهامي الدولي للمحكمة الخاصة بلبنان بقدر ما هو مهتم بالانقضاض على الدولة ووضع شروط اضافية افشلت كل المساعي”. واعتبر زميله في نفس الكتلة النائب عمار حوري “ان مغادرة الوفد القطري التركي لا يعني اننا وصلنا الى حائط مسدود”. الحريري يتمسك بالترشح لرئاسة الحكومة بيروت (وكالات) - أكد سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، أمس تمسكه بترشيح الأغلبية لتشكيل الحكومة الجديدة، “رغم الترهيب”. وقال الحريري، في كلمة وجهها إلى اللبنانيين، أمس إنه سيذهب إلى الاستشارات النيابية، التي سيجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم الاثنين المقبل، ملتزماً بترشحه من نواب كتلة المستقبل. وأضاف أننا “لن نذهب إلى الشارع، لأننا اخترنا المؤسسات”، وقال: “نحن أمام منعطف مصيري جديد في تاريخ لبنان، وسبق أن أعلنت أن كرامة أهلي ووطني أهم من أي سلطة، وهذا ليس موقفاً للاستهلاك السياسي والعاطفي، ففي أساس قناعتي وتربيتي، أجدد العهد أمام اللبنانيين، أن نقطة دم واحد تسقط من أي لبناني أهم من أي سلطة”. وتابع بالقول: “عندما نقول إن لبنان يقف عند منعطف مصيري علينا تحديد الاختيار، نحن قيادات لبنان الروحية والسياسية نملك المصير الذي سيذهب إليه لبنان، وليس صحيحاً أن الخارج يرسم لنا خريطة الطريق نحو الهاوية، والقيادات يمكنها أن تنأى بلبنان عن الهاوية”. وتابع: “نحن لن نذهب إلى الشارع، لأننا اخترنا المؤسسات، ولن نلجأ إلى سياسة الويل والثبور، لأننا اخترنا الاحتكام إلى الدستور، ولا ضيم علينا أن نتقبل النتائج السياسية حتى لو كانت بفعل الضغوط، لقد جاهدت في سبيل درء الفتنة عن لبنان، واخترت سلوك طريق اختاره خادم الحرمين”. وأردف: “وجدت في المساعي السورية والسعودية سبيلاً للخروج من النفق، وإنما للأسف الشديد توقف العبور على هذا الجسر وانتقلنا إلى مراحل أخوية جديدة، ارتكزت على جهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتحرك قطر وتركيا بمباركة السعودية، وأتيح لكل اللبنانيين والعرب أن يكونوا على بينة من هذا التحرك في دمشق”. وقال: “إنني قررت دخول التسوية إلى أبعد مدى ممكن، ومرة جديدة، يتوقف قطار الحل بفعل فاعل، ويعودون مع ساعات الفجر لإبلاغ الموفدين بمطلب واحد، ألا وهو: من غير المقبول عودة الحريري إلى الحكومة، تركوا بنود الحل جانباً، وطالبوا فقط بإقصاء سعد الحريري عن التكليف لرئاسة الحكومة”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©